حكومة بنكيران السمينة
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

حكومة بنكيران السمينة

المغرب اليوم -

حكومة بنكيران السمينة

توفيق بو عشرين


هل تساءلتم يوما لماذا يتحدث رئيس الحكومة عندنا في الميكروفون عندما يخاطب وزراءه في المجلس الحكومي؟ وهل سألتم يوما أنفسكم لماذا تجتمع الحكومة حول طاولة مستطيلة من 15 مترا؟ كم منكم يعرف أسماء الوزراء كلهم؟ أظن أن بنكيران نفسه لا يستطيع أن يستظهر أسماء وزرائه ووزارات حكومته دون أن يستعين بلائحة مكتوبة…

الرقم 39 هو المسؤول عن الميكروفون والطاولة الكبيرة وجهل الناس بأسماء الوزراء، وأقصد 39 وزيرا في بلد لا يتعدى عدد سكانه 34 مليونا. إليكم عدد الوزراء في بلدان كبيرة وصغيرة: في اليابان، التي يوجد فيها 140 مليون إنسان، والتي تفوق أرباح شركة كبيرة واحدة فيها مداخيل المغرب، هناك 14 وزيرا فقط. في سويسرا، الدولة الأغنى والأغلى والأجمل، حكومتها لا يزيد عددها على سبعة وزراء.. نعم سبعة وأقسم على ذلك، حيث يمكنهم أن يجتمعوا في مقهى أو في غرفة صغيرة ويتحدثوا بدون ميكروفون. في إسبانيا جارتنا، الحكومة فيها مشكلة من 14 وزيرا لا أكثر. في إيرلندا الحكومة مشكلة من 15 وزيرا، وفي جل الدول الأوروبية المتقدمة لا يزيد عدد الوزراء في كل أنواع الحكومات على معدل 14 أو 15 وزيرا، أما نحن فلدينا جيش من الوزراء.. 39 وزيرا. هذا ليس له إلا اسم واحد: الرشوة. الدولة ترشي نخب الأحزاب حتى يضع جلهم مؤخرته على جلد كراسي الوزارات، لأن ما يجمع جل النخب في دكاكين الأحزاب هو المصالح لا المبادئ.. المناصب لا البرامج.. المال والأبهة والسلطة لا الأفكار والشعارات والإيديولوجيات…

الحكومات السمينة ليس لها من هدف في المغرب إلا توسيع الكعكة التي تأكل منها الأحزاب ثم الدولة ثم التقنوقراط، لكن من يدفع الفاتورة في نهاية المطاف؟ الشعب وميزانيته الفقيرة، وأكثر من هذا غياب الالتقائية والتنسيق بين الوزارات الكثيرة.. هذا الوزير يشرق وذاك يغرب، وتصبح الحكومة مثل فرقة موسيقية كل واحد من عناصرها يعزف لحنا خاصا به. هذا يسمى ضجيجا وليس طربا، وفوق هذا نؤدي لجوق الفوضى هذا ثمنا كبيرا أثناء الخدمة وما بعد الخدمة. نحن من البلدان القليلة التي تصرف على وزرائها بعد خروجهم من السلطة طيلة حياتهم. تصوروا كم سيدخل إلى جيب وزير شاب اسمه بوهدود دخل الحكومة وهو ابن الثلاثين وسيخرج منها وهو ابن 35 سنة، وسيظل تقاعد الوزراء يصله إلى أن يلتحق بالرفيق الأعلى (أطال الله في عمره)…

هناك وزارات كثيرة لا لزوم لها في المغرب، وهناك وزراء لا يفعلون الشيء الكثير، لهذا وجبت عقلنة عدد الوزراء في تشكيل الحكومات. ولأن المفاوضات التي تسبق تشكيل الحكومات بلا سقف عندنا، فإننا نسقط في هذا المشكل العويص، والحل ثلاثة أشياء…

أولا: لا بد من التنصيص في القانون التنظيمي لعمل الحكومة على سقف معين لعدد الوزارات في أية حكومة لا يجوز تجاوزه مهما كان الأمر (ما بين 18 و20 وزيرا). السياسيون شهيتهم دائماً مفتوحة لمزيد من الوزارات، ومادامت الحكومات الائتلافية أصبحت عندنا من الثوابت الدستورية، فإنه من الأفضل أن نتحكم في عدد الوزارات، وألا نبقي هذا الأمر في يد أحد، لأنه ثبت أن المسؤولين في هذه البلاد لا «كبد» لهم على المال العام. 

ثانيا: لا بد من إلغاء تقاعد الوزراء. هذه بدعة وضعها الحسن الثاني، رحمه الله، والجميع يعرف أنه كان أبعد ما يكون عن التفكير الاقتصادي المعقلن. كان يعتبر توزيع المال العام جزءا من الحكم، وأنه يحتاج إلى ملء أفواه السياسيين بالذهب حتى لا ينطقوا بما يغضبه أو يحرض عليه. إذا كان وزيرنا المغربي قد أمضى خمس سنوات في الحكومة ولا يعرف بعد الخروج منها كيف يدبر حياته وحياة أسرته، فهذا شخص فاشل لا يصلح لشيء، ومن الأفضل معاقبته لأنه دخل إلى السياسة قبل أن يتعلم حرفة يأكل منها. الدول الكبرى تبقي تقاعدا للرؤساء فقط بعد نهاية فترة خدمتهم، مثل فرنسا وأمريكا، لأنه لا يعقل أن يخرج الرئيس من البيت الأبيض أو من قصر الإليزيه ليشتغل في شركة أو مقاولة أو مكتب محاماة، لكن باقي الوزراء عليهم الرجوع إلى أعمالهم، فالوزارة مهمة وليست حرفة، والسياسة عمل نبيل وليست كازينو نربح فيه فرصة العمر.

ثالثا: أحد أسباب نشوء الوزيعة حول المناصب الحكومية هو آفة الحكومات الائتلافية المشكلة من أربعة أو خمسة أحزاب، فبعد انتهاء مجزرة الانتخابات كل حزب يخرج كل أسلحته للتفاوض للحصول من رئيس الحكومة على أكبر قسط من الوزارات ليعطيها للكواسر الذين ينتظرون في مقر الحزب، بعضهم عن استحقاق وكثير منهم عن غير استحقاق، وهنا يلعب الأمين العام للحزب لعبته.. يعطي هذا وزارة ويحرم ذاك.. يقبض من هذا بدعوى بناء الحزب، ويعد ذاك بأن الخير إلى الأمام. الوزيعة الوزارية أداة فعالة لتطويع مناضلي الوزارات، وعندما تتشكل الحكومة يفتح بازار السفراء والمديرين والكتاب العامين والمناصب السامية أبوابه، وبقية القصة تعرفونها.. فضائح بالجملة، ومشاكل لا تنتهي بين الوزراء حول الصلاحيات والمكاتب والميزانيات…

يجب إعادة النظر في نمط الاقتراع والعتبة وتقسيم الدوائر لنصل إلى الأغلبيات الواضحة، ونبتعد عن البلقنة، ويجب أن يضع قانون الأحزاب آلية ديمقراطية وفعالة لاختيار الوزراء من وسط الأحزاب، وألا يترك الأمر للحسابات الضيقة سياسيا والواسعة ماليا، والفاهم يفهم…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة بنكيران السمينة حكومة بنكيران السمينة



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib