خراب العمران
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

خراب العمران

المغرب اليوم -

خراب العمران

توفيق بو عشرين


لم ينس المغاربة فضائح «ليراك»، المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء، حتى بدأت فضائح العمران تطل برأسها الكبير، والذي يريد عينة من هذا الفساد فما عليه إلا أن يفتح مجلد المجلس الأعلى للحسابات الأخير ليطل على العجب العجاب، ويرى أراضي الدولة وأموالها تعطى هدايا وامتيازات لأطر هذه المؤسسة العمومية وللشركات الكبرى ولسماسرة العقار والسياسة والانتخابات…

قصة العمران وقبلها «ليراك» هي أن الدولة اختارت هدفا نبيلا هو دعم السكن الاجتماعي، وتسهيل ولوج الفقراء إلى تملك قبر الحياة، لكن الإدارة واللوبيات والفساد، وكما هي عادتهم، انقضوا على هذا الهدف النبيل، وحولوا مؤسسته إلى بقرة حلوب وإلى دجاجة تبيض ذهبا كل يوم…

في 2007، دفنت وزارة الإسكان والتعمير، في عهد الوزير الاستقلالي توفيق احجيرة، «ليراك» لأن رائحة فسادها خنقت الجميع، وصارت سمعتها في التراب، وأسس الوزير الاستقلالي شركة عمومية لها فروع في المغرب كله اسمها العمران، أعطيت أراضي وأموالا وتراخيص وامتيازات، وفوق هذا صيغة قانونية مرنة عبارة عن شركة تشتغل مثل القطاع الخاص لتتجنب بيروقراطية المساطر الإدارية، فماذا جرى؟

من 2007 إلى اليوم استفادت العمران من حوالي 60 مليار درهم في صورة أراضٍ للدولة، وميزانيات سنوية، وتراخيص استثنائية، ومداخيل ضخمة من صندوق التضامن من أجل السكن، الذي يمول من الضريبة على الإسمنت. كل هذه الإمكانات الضخمة لم تعط النتائج المرجوة، وإليكم مثالا فقط… 

في المذكرة التقديمية للقانون المالي لسنة 2004، قالت حكومة إدريس جطو آنذاك للمغاربة إن البلاد فيها حوالي 200 ألف أسرة تعيش في مدن الصفيح، وإن وزارة السكنى والتعمير، ومعها الحكومة آنذاك، تلتزم بالقضاء على دور الصفيح في ظرف ست سنوات، أي مع حلول 2010. وهكذا وضعت الحكومة إمكانات هائلة في يد «ليراك» ثم العمران من أجل تحقيق هذا الهدف، أي تفكيك ألغام أحزمة الصفيح التي تطوق خاصرة المدن، وتهدد بتفجير الاستقرار وتفريخ التطرف والإرهاب والهشاشة والإجرام. بعد ست سنوات سنرجع إلى المذكرة التقديمية للقانون المالي لسنة 2010 لنكتشف المفاجأة -أو قل الصدمة الكبرى- بعد أن صرفت العمران مليارات الدراهم قفز عدد الأسر التي تعيش في دور الصفيح (البراريك) من 200 ألف إلى 400 ألف، وهذه ليست أرقام المعارضة أو البنك الدولي أو الصحافة أو المجتمع المدني. هذه أرقام رسمية من وزارة المالية والسكنى والتعمير وفي عهد وزير واحد…

صرفت الدولة المليارات من أجل أن تضاعف عدد الأسر التي تسكن دور الصفيح، أما بالنسبة إلى المدن الجديدة التي تكفلت العمران ببنائها في تامسنا ولخيايطة والشرافات وتامنصورت، فإن الإنجاز بقي بعيدا عن الالتزامات والأهداف، والخطاب الوردي الذي يسوق مع كل مشروع ومع كل توقيع حتى ولو كان أمام الملك نفسه، الملك الذي بعث حديثا ملفا ثقيلا إلى القضاء عن مشاريع في تامسنا لم ينجز فيها شيء، ناهيك عن فضائح الفساد المعروضة اليوم على القضاء…

الجميع يعرف أن قنبلة «أكديم إيزيك» سنة 2010، التي انفجرت في الصحراء وأودت بحياة أكثر من 12 جنديا مغربيا، قنبلة ركبت في شركة العمران بالعيون، حيث فوض الوزير احجيرة إلى زميله في الحزب، حمدي ولد الرشيد، الرجل النافذ في الصحراء، عملية توزيع أراضي الدولة على المقربين والموالين، وهو الأمر الذي خلق فتنة كبيرة وسط الصحراويين، وأدى إلى التمرد على الدولة ببناء مخيم احتجاجي خارج العيون سرعان ما تحول إلى معسكر مسلح، وبقية القصة معروفة…

سماسرة الريع والسياسة وجدوا في العمران كعكة يسيل لها اللعاب، وهكذا حولوا الهدف النبيل للدولة إلى أكبر عملية نصب واحتيال باسم السكن الاجتماعي وباسم الفقراء والمحتاجين، وأصبحت بعض شركات العقار تضع يدها على أراضي الدولة بأثمنة بخسة بمساعدة العمران، وباسم هذه الأخيرة استولى سياسيون وأطر في الإدارة ونافذون في السلطة على أراضٍ وفيلات وإقامات، بعضها ذهب إلى القضاء، وبعضها ذهب إلى النسيان. وباسم السكن الاجتماعي، الذي توفره الدولة بثمن معقول، نمت شبكة من السماسرة تشتري منتوجات العمران على الورق وتعيد بيعها للمواطنين بأثمنة أكبر…

الخلاصة أن الدولة بصورتها الحالية تاجر فاشل وفلاح فاشل وصناعي فاشل ومقاول فاشل وبناء فاشل… الدولة لا تتوفر على إدارة عصرية ونظيفة وعقلانية وخبيرة يمكن أن تنجز بها السياسات العمومية، وحتى عندما تكتشف الاختلالات فإن تواطؤ النخب الإدارية وقوة اللوبيات يمنعان الدولة من القصاص، ما يجعلها سلطة بلا أظافر ولا أسنان أمام حزب الفساد، وهذا ما يشجع آخرين على السير في الطريق نفسه المفروش بالذهب… 

على الدولة والحكومة أن تتحملا مسؤوليتهما، وأن تفكرا في طرق أخرى لدعم الفقراء مباشرة دون المرور عبر الإدارة. فرنسا تدعم فقراءها في مجال السكن بـ30 مليار دولار سنويا (ميزانية المغرب تقريبا)، حيث يوزع المال على الفئات الأكثر هشاشة دون أن تتورط الدولة في اقتناء الأرض والحديد والإسمنت وباقي مواد البناء، لأن هذا ليس شغل الدولة والإدارة. الدولة يجب أن تركز على حفظ الأمن وحماية الحدود وجمع الضرائب ووضع السياسات العمومية، وترك الخواص يقومون بمهامهم تحت رقابة القانون وحكم القضاء، غير هذا فإننا نجعل من المال العام مالا سائبا، وأنتم تعرفون ماذا يعلم «المال السايب»…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خراب العمران خراب العمران



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib