سوريون في المغرب ومغاربة في سوريا
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

سوريون في المغرب ومغاربة في سوريا

المغرب اليوم -

سوريون في المغرب ومغاربة في سوريا

توفيق بوعشرين

يتابع المغاربة بحزن المأساة السورية عبر شاشات التلفزة العربية والأجنبية، ويشاهدونها أيضا كل يوم عند أبواب المساجد والمحلات التجارية الكبرى، وعند الوقوف أمام الضوء الأحمر في الطرق، حيث يمد السوريون أيديهم طلبا للعون ولسانهم للشكوى من الحرب التي تأكل الشام منذ أربع سنوات، ولا يظهر لنهايتها من أثر. ليس هذا فقط ما يربط المغاربة بالمأساة السورية، هناك أيضا أبناؤهم الذين غرر بهم حتى مشوا بأرجلهم إلى حرب ليست حربهم، ومحرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لهذا يحق لنا أن نسلط الضوء على تعقيدات هذه الأزمة وعلى جوانبها المعتمة.

يسأل الناس الذين لا يتعمقون في الأزمات الدولية ولا خلفياتها: أما لهذه الحرب من نهاية؟ كل الأمم تتفاوض وتتنازل وتبحث عن حل للأزمات والحروب، خاصة عندما تتيقن أن النصر مستحيل، إلا العرب يقاتلون إلى آخر رمق على لا شيء.

حصيلة الحرب الأهلية السورية حتى اليوم مخيفة، بل مرعبة. الأرقام الآتية من أرض الحرب تتحدث عن سقوط 350 ألف قتيل إلى الآن، وأكثر من مليون جريح ومعاق، وعن خمسة ملايين لاجئ، وسبعة ملايين نازح، وعن الحاجة إلى 500 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وعن عشرات السنوات من الجهد لإعادة سوريا إلى ما كانت عليه عشية انطلاق الثورة التي كانت سلمية، فتعسكرت بسرعة فائقة منذ 2011.

الأرقام المفزعة هذه لم تقنع بعد الأطراف الداخلية أو الخارجية للنزاع بضرورة وضع نقطة نهاية لتدفق الدم السوري، والجلوس إلى طاولة البحث عن حل سياسي لا منتصر فيه ولا مهزوم. المشكلة في سوريا الآن أن كل الأطراف ترى أن ما أعطته من دم ومال وخسائر ومآس على مدى أربع سنوات لا يوجد فوق طاولة المفاوضات شيء يستحق أن يقايض به، لهذا فالأطراف جميعها تبحث عن النصر الذي يعني في عرفها القضاء نهائيا على الآخر، لأن ذلك هو الثمن الممكن لما سال من دم إلى الآن، وهنا يغرق الجميع في حمام دم له أول وليس له آخر.

الصراع في سوريا يستحيل أن يحسم عسكريا، فنظام الأسد، الذي لم يعد يسيطر سوى على 20٪ من الأراضي السورية، لا يستطيع القضاء على المعارضة، وفيها الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش وعشرات الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا وأمريكا ودول الخليج، وكلما ربح نظام الأسد جولة إلا وتحرك الدعم المالي والعسكري والبشري لكي لا يختل الميزان على الأرض، وفي المقابل لا تستطيع المعارضة، وفيها الوطني والأصولي والإرهابي والظلامي، أن تدخل إلى دمشق، أو تقضي على النظام، لأن وراءه أقلية علوية خائفة على مصيرها من تطرف المعارضة، وخلف النظام الأسدي روسيا وإيران وحزب الله، وكلما فقد الأسد موقعا ورجالا وعتادا، تشحن إيران إليه الدعم والمقاتلين من أفغانستان والعراق وباكستان ولبنان حتى لا يسقط، وحتى تظل موازين القوى على حالها.. حرب مفتوحة لا نصر فيها ولا هزيمة.

لا النظام السوري الذي يحكم بالحديد والنار دمشق منذ 50 سنة مستقل في قراره لأن من يدفع له المال والسلاح والدم يشترك معه في القرار، ولا المعارضة، بمختلف أطيافها، مستقلة في قرار الحرب والسلم لأن من يمولها لا يفعل ذلك لوجه الله، بل لتخدم الحرب أهدافه ومراميه. وحده الشعب السوري عالق في هذه المحرقة، وكل يوم يمضي تزداد رقعة الحرب اتساعا، ومشاعر الكره والضغينة والانتقام تأججا.

الأسد يريد تسوية يبقى بمقتضاها حاكما للبلاد، وإيران تريد تسوية تبقي سوريا ورقة في يدها للضغط على الخليج، وحزب الله يريد تسوية بمقتضاها ترجع علاقته مع دمشق إلى ما قبل 2011. في الجهة المقابلة، المعارضة تريد سوريا بلا أسد، وجبهة النصرة تريد الانتقام للسنة والقضاء على العلويين وتنصيب الحكم بعقلية نظام الخلافة، وداعش تريد استمرار الفوضى غير المنظمة لأنها تنعش حربها الدينية، وهي تسعى إلى الاحتفاظ بالرقة وجزء من سوريا على الحدود مع العراق لأنها الامتداد الاستراتيجي لدولتها في الموصل، ولأنها الطريق إلى عبور المقاتلين الأجانب من تركيا للانخراط في الحرب المقدسة.

والنتيجة أن الأطراف جميعها تريد أن تحصل بالمفاوضات السلمية على ما عجزت عن انتزاعه بالحرب، وهذه معادلة مستحيلة. المفاوضات تنجح، والتسويات تتقدم عندما تشعر كل الأطراف بأنها خاسرة إذا استمرت الحرب، وأن التسوية لا تعطيك كل ما تطلبه، لكنها توقف خسائرك ونزيفك، ومادامت الأطراف لم تصل إلى هذه النتيجة، فإننا سنتابع المزيد من أخبار القتل والدمار في نشرات الأخبار، وسنلتقي المزيد من السوريين في الشوارع والمساجد يطلبون الإعانة على متاعب حياة وحرب لم يختاروها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريون في المغرب ومغاربة في سوريا سوريون في المغرب ومغاربة في سوريا



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib