صناديق الاقتراع الذكية
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

صناديق الاقتراع الذكية

المغرب اليوم -

صناديق الاقتراع الذكية

توفيق بوعشرين


خسر أردوغان وحزبه الأغلبية المطلقة لأول مرة بعد 13 سنة في الحكم، لكن الديمقراطية التركية ربحت. خسر حزب العدالة والتنمية حوالي مليونين ونصف مليون صوت في انتخابات الأحد الماضي، لكن تركيا كسبت نظاما ديمقراطيا لم يعد مهددا بتدخل العسكر لإجهاضه، بعد أن روضت الحكومات الثلاث المتعاقبة مؤسسة الجيش، وجعلتها تقبل بأصول اللعبة، وتقتنع بأن السياسة شغل السياسيين، وأن الاقتصاد في السوق الحرة، وأن السلاح آلة تحمي الأوطان وتخضع للشرعية المنبثقة عن إرادة الأمة.

يبدو أن الناخب التركي تصرف بذكاء كبير أمام صندوق الاقتراع يوم الأحد الماضي.. كافأ الحزب الذي قاد تركيا إلى تقدم اقتصادي واجتماعي كبير، وأعطاه المرتبة الأولى بـ255 مقعدا من أصل 550، لكنه لم يعط أردوغان شيكا على بياض حتى لا يتحول من رئيس إلى سلطان، من منتخب إلى زعيم متسلط، من رئيس في نظام برلماني بسلط محدودة إلى حاكم في نظام رئاسي على الطريقة الأمريكية أو الفرنسية، وهذا هو ذكاء الشعوب الحية، تعرف كيف تتبع قادتها على طريق النجاح، لكنها في الوقت المناسب تعرف كيف توقفهم عند حدود معينة.

في المجتمعات التقليدية كان رجل السياسة سيد حرب، ثم تحول إلى كاهن، ثم أصبح ملكا، ثم انتهى في أيامنا هذه إلى مجرد  منتخب. كان رجل السياسة مقاتلا، ثم مبشرا، ثم ملكا، والآن هو منتخب في مهمة محددة في الزمان والمكان، وظيفته إدارة السلطة والثروة لفائدة المجتمع، وحماية النظام ومبادئ المساواة  ودولة القانون  وحقوق الإنسان، وحق كل مواطن في الأكل والشرب والنوم والشغل والسفر والتعليم والعيش في سلام…

هذا هو رجل السياسة اليوم، وظيفته إدارة المخاطر المحيطة بالمجتمع، والتقليل منها إلى الحدود الدنيا، وهنا يتنافس المتنافسون أمام صناديق الاقتراع التي لا تعطي أحدا شيكا على بياض، ولا تنصب حاكما، كائنا من كان، سلطانا أو قديسا أو مبشرا أو حتى زعيما.

هذه إحدى الحقائق التي غابت عن السيد رجب طيب أردوغان وهو يسعى إلى تغيير طابع الجمهورية التي أسسها الأب أتاتورك.  لقد اغتر ابن حارة قاسم باشا بالنصر الكبير الذي حققه في انتخابات كثيرة فاز بها عن جدارة واستحقاق، وتصور أن طموح تركيا إلى أن تصير قوة كبرى يمر بالضرورة عبر جمع كل السلط بين يديه باعتباره صاحب البوصلة الوحيدة التي تؤشر على اتجاه النمو والتقدم.

السبب الثاني وراء تراجع قوة حزب العدالة والتنمية  في الانتخابات الماضية هو خسارة أصوات الأكراد الذين تمكنوا من دخول البرلمان كقائمة وطنية، واستطاعوا اجتياز عتبة العشرة في المائة الموضوعة كعتبة لولوج قبة التشريع،  ولو لم يحصلوا على هذه النسبة لكانت أصواتهم ذهبت إلى الحزب الأول، لكن الأكراد  هذه المرة عبروا إلى البرلمان وهم، في غالبيتهم، ليسوا على ود مع أردوغان وحزبه، رغم أنه قاد مصالحة كبيرة مع زعمائهم، خاصة حزب العمال الكردستاني، الذي يقوده من السجن عبد الله أوجلان. القاعدة في الديمقراطية تقول إن الإصلاحات التي يقوم بها أي حزب لا تعني أنه سيقبض ثمنها مباشرة من صندوق الاقتراع، فقد نجح زعماء كبار في ربح حروب كبرى، ثم عاقبهم الناخب بإحالتهم على التقاعد المبكر. أذكر هنا الجنرال دوغول والسياسي الكبير تشرتشل كنموذجين فقط، فهناك الكثيرون غيرهما.

الآن على أردوغان وحزبه أن يدخلا إلى قاموسهما السياسي كلمة «الحكومة الائتلافية»، وأن يبحثا عن توافقات مع الأحزاب الأخرى، وأن يصرفا النظر عن مشروع تغيير الطابع البرلماني للنظام، وأن يفتحا أعينهما على المخاطر المحيطة بأنقرة ونموذجها الذي لا يعجب الغرب ولا يرضي الديكتاتوريات العربية. ألم تروا أن الأنظمة السلطوية في المنطقة مسرورة بفقدان أردوغان للأغلبية، وتصور تراجعه في الانتخابات الأخيرة كأنها هزيمة نكراء، مع أنه جاء الأول وبفارق كبير عن الحزب الثاني، وبعد 15 سنة من حكم البلاد. الشيء الطبيعي ألا يحصل الحزب الذي حكم لثلاث ولايات متتالية على المرتبة الأولى في الانتخابات، لا أن يفوز بـ41٪ من الأصوات.

التجربة التركية نجحت في تحقيق إقلاع اقتصادي كبير، ونجحت في تأمين الانتقال الديمقراطي من تدخلات الجيش، ونجحت في مصالحة الإسلاميين مع الديمقراطية، ونجحت في تليين مفاصل العلمانية المتصلبة لتقبل بالطابع المحافظ لجزء كبير من المجتمع، بحيث تصير العلمانية آلية لتحييد الدولة في الشؤون الدينية، بعدما كانت العلمانية الأتاتوركية تعني معاداة الدولة للدين. هذه هي النجاحات التي ربحتها تركيا، أما حزب العدالة والتنمية، فاز أم خسر، فهذا ليس مهما في الحسابات الاستراتيجية للأمم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناديق الاقتراع الذكية صناديق الاقتراع الذكية



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib