جنية الفيزازي وعفريت حنان
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

جنية الفيزازي وعفريت حنان

المغرب اليوم -

جنية الفيزازي وعفريت حنان

بقلم ـ توفيق بو عشرين

ذهب الشيخ الفيزازي إلى سبت كزولة، ليخرج جنيا يهوديا من جسد حنان، فتحولت هذه الشابة المثيرة إلى أكبر كابوس في حياة الشيخ السلفي… ليس في نيتي أن أدخل إلى الجانب الفضائحي في هذه القصة التي تثير لعاب الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب اجتماع الدين والجنس والجريمة في قلبها، لكن يهمني أن أقف على قضية دينية وثقافية واجتماعية في هذه القصة ولو كانت هذه الجوانب لا تثير الرأي العام، الذي يبدو متحمسا جدا لمتابعة مسلسل عودة الشيخ إلى صباه، خاصة وأن بطلي القصة من المغرمين باقتسام تفاصيل حياتهما الشخصية مع الجمهور على الفايسبوك، وهو ما يزيد النار اشتعالا كل يوم…
قال الفيزازي، الذي يحمل لقب شيخ سلفي، إنه تعرف على الشابة حنان ابنة 18 ربيعا عندما قصدته من أجل الرقية الشرعية، ومن أجل طرد جني يهودي كان يسكنها، وكل ذلك بعد أن لم ينفع رقاة آخرون سبقوه إلى حنان التي تعاني من تلبس الجني بها… مرت هذه الكلمات دون أن تثير جدلا بين هواة تتبع مغامرات الشيخ الكثيرة مع النساء تارة، ومع السلطة في رحلة رد الدين الذي في عنقه عن ماض متطرف وسيرة متنطعة مازالت تلاحقه إلى اليوم، تارة أخرى…

ملف القضية الأخلاقية بين يدي الشرطة تحقق فيه، لكن ملف انتحال صفة وممارسة مهنة منظمة اسمها الطب لن يبحث فيها أحد، لأن قطاعات واسعة من المجتمع تعترف بها وتتعاطاها الأوساط الشعبية لأسباب مادية وثقافية.

يحكي لي طبيب نفسي، أن امرأة قصدت عيادته تشكو من مرض نفسي، فعثر على آثار ضرب وحرق على جسمها، فلما سألها هل تعرضت للعنف أو التعذيب من قبل أحد أقربائك؟ قالت لا، هذه مجرد آثار استخراج الجن من جسمي على يد (فقيه)، كان يقرأ القرآن ويحاور الجن ويضربه ليخرجه من جسدي لأنه كان يعيش داخلي ويمارس الجنس معي ويحول حياتي إلى جحيم، وكلما اقترب شاب مني إلا وطرده الجني وأفسد مشاريع زواجي، فرد عليها الطبيب بأن كل ما تحكيه خرافات، وأن الجني لا يدخل جسد الإنسان، وأن ما تعرضت له من ضرب وحرق هو تعذيب يجرمه القانون، ويجب أن تخرجي من عيادتي مباشرة إلى قسم الشرطة لوضع شكاية بالفقيه (مصارع الجن)، لكن السيدة استغربت لكلام الطبيب، ولم تقتنع بتاتا أنها ضحية ممارسات متخلفة لا أصل لها في دين ولا عقل ولا منطق…

كل واحد منا يحتفظ بقصص عن حكايات تهم فقهاء ينازلون الجن في أجساد الفقراء والنساء، خاصة من قبل إسلاميين سلفيين استوردوا هذا (الفن) من الشرق، وخاصة من السعودية حيث طور الوهابيون فنون (الطب النبوي) وتوسعوا فيه وأصبحوا دكاترة يعالجون أمراضا نفسية كثيرة ومعقدة وبأساليب بدائية وخرافية، تصل إلى الضرب والحرق وإلحاق الضرر بالأجساد الممددة أمامهم. أجساد في الغالب هدها الفقر والجهل وقلة الحيلة، فسلمت نفسها لفقهاء الظلام الذين يفهمون في كل شيء، ويتعاطون لكل المهن، بدعوى أن الإسلام دين ودنيا، وأن الله تعالى قال في محكم تنزيله “وما فرطنا في الكتاب من شيء”، فأخرجوا القرآن من كونه كتاب هداية للعالمين، إلى كونه دليلا علميا في الطب والفيزياء والعلوم الطبيعية والفلاحة والنجارة، وحتى علوم البحار والفضاء، فيما سمي إعجازا علميا، وهو في الحقيقة خيال غير علمي…

تحكي النكتة التي تسخر من وجود علاقة مادية بين الجن والإنس أن رجلا حك مصباحا سحريا فخرج له عفريت ضخم يقول: “شبيك لبيك أنا بين يديك اطلب ما شئت، فأنا هنا لخدمتك”، فقال المسكين الذي يسكن براكة من قش وطين، أريد منزلا فخما ينقذني من حر الصيف وبرد الشتاء، فضحك العفريت حتى استلقى على قفاه وقال: هل تسخر مني؟ أنا نفسي لم أجد منزلا أسكن فيه، وها انت تراني أسكن في مصباح ضيق مظلم…

رغم وجود هذا الرأي في المجتمع المغربي الذي يأخذ مسافة معقولة مع كل تفكير خرافي، ينصب جسورا مادية بين عالم الإنس والجن، فإن جل طبقات المجتمع المغربي تؤمن للأسف بوجود أثر للجن في حياتهم، وفِي زواجهم، وفِي تجارتهم، وفيما يلحقهم من خير وشر، وهذا التفكير ناتج عن ضعف التعليم وانتشار الخرافة مع وسائل الاتصال الحديثة، وعبر الإعلام الديني الذي تغذيه القوى الميتة في العالم العربي…

جل العلماء الذين أوتوا نصيبا من الفقه والحكمة يقولون باستحالة دخول الجن إلى جسم الإنسان، وإن كل آيات القرآن التي تتحدث عن عالم الجن والشياطين مفتاحها هو قوله تعالى: “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ”، وقال تعالى في كتابه الحكيم: “هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ” (سورة الشعراء).

مشكلة المغاربة اليوم مع شياطين الإنس وليس مع شياطين الجن، وعلى وزارة الأوقاف ووزارة التعليم والنيابة العامة أن يتصدوا لجيوش (فقهاء الجن)، الذين يصطادون المغفلين والفقراء والجهلة، وجلهم للأسف من النساء اللواتي ضاقت بهن الأرض بما رحبت، فصرن يطلبن الشفاء على يد شيوخ لا يطاردون الجن، بل يلهثون خلف الحسن والطراوة وللقصة بقية…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنية الفيزازي وعفريت حنان جنية الفيزازي وعفريت حنان



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib