العثماني والحيل الفقهية
الموانئ العراقية تنفى ماتردد بشأن وجود تسرب نفطى فى المياه الإقليمية إيطاليا تسجل أكثر من 13 ألف إصابة و85 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال أسبوع آلاف الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال الأراضي الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم إطلاق النار بمنطقة يافا إلى 7 أشخاص مقتل 3 مسعفين جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز للإسعاف في بلدات جويا وجدلزون وعيناتا جنوب لبنان إسرائيل تُنذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء إلى ما وراء نهر الأولي وزارة الصحة في غزة تُعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة حيث بلغ عدد القتلى 41870 و 97166 مصاباً وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان
أخر الأخبار

العثماني والحيل الفقهية

المغرب اليوم -

العثماني والحيل الفقهية

بقلم : توفيق بو عشرين

بعد قرابة ثلاثة أسابيع من الصمت المطبق حول كواليس جمع الأغلبية، وطريقة إخراج الحكومة، وخلفيات اختيار الوزراء، خرج رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، في لقائه مع برلمانيي الحزب نهاية الأسبوعي الماضي، ليشرح موقفه، ويدافع عن اختياراته، ويبرر تنازلاته، لكن، بأسلوب «الحيل الفقهية»، وليس بطريقة الصراحة السياسية التي اعتادها مناضلو الحزب والمتعاطفون معه من بنكيران، لكن الرجل هو الأسلوب، ويجب أن يعتاد الجميع أسلوب الفقيه سعد الدين الذي يقول نصف الحقائق، ويجيب عن نصف الأسئلة، ويذهب بالمستمع إلى النهر ويرجعه عطشان، ولكنه مقتنع بضرورة الصبر على العطش، لأن ضرورات المرحلة تقتضي ذلك، ومصلحة البلاد تستوجب ذلك، والتدرج يتطلب ذلك، والتوافق يحتم ذلك، والسياسة يوم لك ويوم عليك.

لنعط بعض الأمثلة على طريقة الطبيب النفسي في «تنويم الغاضبين» من تنازلاته غير المبررة، وإخراجه حكومة مفصولة عن نتائج الاقتراع، وتنازله عن اختصاص أعطاه إياه الدستور، لكي يختار الأغلبية التي يرى أنها ستخدم حكومة منسجمة وفعالة تتصدى للمشاكل الكبرى للبلاد، ولا تضع نقطة نهاية للقوس الذي فتح في 2011.

عن دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، وقد كان مرفوضا من قبل حزب المصباح لمدة خمسة أشهر، قال العثماني: «إن الضرورة أملت ذلك، فالاتحاد حزب صغير، ولا يمكن أن نرفضه ونبقى حبيسي البلوكاج الذي عطل البلاد». طبعا الدكتور لم يشرح لمستمعيه ما هي هذه الضرورة التي أملت إقحام الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، وقد عاقبه الناخب وأعطاه 13 مقعدا في الانتخابات المباشرة، قبل أن تعطيه اللائحة الوطنية من كرمها سبعة مقاعد أخرى ليصل إلى 20. ولم يشرح العثماني كيف لم ترَ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، طيلة خمسة أشهر، هذه الضرورة، وكتبت في بلاغاتها أن الحكومة لن تتشكل سوى من أربعة أحزاب، ورآها العثماني في أسبوع واحد؟ هذه الحيلة المسماة «ضرورة مرحلة» لها اسم حقيقي هو: استعمال الاتحاد الاشتراكي ورقة لإذلال العدالة والتنمية، الذي رفض زعيمه بنكيران دخول لشكر تحت جناح أخنوش للحكومة، عِوَض الدخول من الباب الذي فُتح للاتحاد باعتباره حزبا وطنيا مستقلا وجزءا من الكتلة التاريخية. ودخول الحزب الصغير، كما سماه العثماني، ليس تفصيلا صغيرا في مفاوضات تشكيل الحكومة.. إنه نقطة نظام مفصلية تعرف أغلبية العثماني بكونها أغلبية مفروضة بالقوة القاهرة، وأن رئيس الحكومة يجب أن يضع الطريقة التي دخل بها لشكر إلى الحكومة «حلقة في أذنه» طيلة عمر حكومته، وأن يطوي صفحة بنكيران الذي أعلن، منذ الأسبوع الأول لتعيينه رئيسا للحكومة، أنه يرفض الابتزاز السياسي، ويرفض تخييب آمال الناس الذين صوتوا لحزبه… هذا هو المعنى الحقيقي لدخول الاتحاد، ولا علاقة لذلك بحجمه أكان كبيرا أم صغيرا. العبرة في من يقرر دخول هذا وخروج ذاك، أما حكاية دخول عبد الوافي لفتيت إلى الحكومة وزيرا للداخلية فلم يأتِ سعد الدين على ذكرها، وأزاحها من الطاولة رغم أنها أثارت وتثير الكثير من المشاكل وسط الحزب وخارجه، وتعطي فكرة عن نوع التوجه الذي ستلعبه هذه الوزارة في المرحلة المقبلة… هذا هو سعد الدين، دائما يهرب إلى الأمام، ويترك القضايا معلقة، ويحاول أن يصغر من حجمها لأنها تحرجه، أو لأنها ستؤدي به إلى مواجهة لا يريدها، ويعتقد أن هناك مشاكل تحل نفسها بنفسها.

بخصوص تبرير الخلل الذي ظهر في توزيع الحقائب الوزارية، حيث حظي أخنوش بوزارات مهمة وبميزانية ضخمة، وهو الذي لم يحصل سوى على 37 مقعدا في البرلمان، قال العثماني: «إن الأحرار جاؤوا يتفاوضون بكتلة برلمانية تضم حوالي ستين مقعدا (56 في الحقيقة)، ومن ثم طالبوا بمقاعد أكبر من تلك التي كانت في حوزتهم سنة 2013، باعتبار أن رئاسة البرلمان كانت في حوزتهم آنذاك ولم تعد الآن، وعددهم من مقاعد البرلمان (بعد ضم مقاعد حزب الحصان) صار أكبر». ماذا فعل الدكتور العثماني مع هذه الحيلة التي استعملها أخنوش الذي يعرف جيدا شطارة التجار وطرق البيع والشراء؟ استسلم للأمر، وأعطى الأحرار سبعة مقاعد مهمة بحساب أن عندهم «ستين مقعدا»، ثم لما انتهت الوزيعة، فوجئ رئيس الحكومة بأن الحمامة والحصان انفصلا فجأة، وأصبح مطلوبا من رئيس الحكومة أن يعطي مناصب أخرى لمحمد ساجد لوحده باعتبار أن له 19 مقعدا، وهكذا أدى العثماني فاتورة واحدة مرتين، وعوض أن يصارح حزبه بأنه سقط في فخ، اعتبر أن الأمر ضرورة تفاوض، والمهم أن رئاسة الحكومة بقيت عند العدالة والتنمية، وأن وزارة التجهيز والنقل بقيت في حوزة المصباح، وكأن 125 مقعدا في مجلس النواب لا تعطي إلا وزارة التجهيز والنقل، في حين أن 37 مقعدا تعطي وزارة المالية والاقتصاد، وهي أهم من التجهيز والنقل، وتعطي الفلاحة والصيد البحري والعالم القروي والمياه والغابات، وهي أهم من كل الوزارات الأخرى التي احتفظ بها العثماني، مثل العلاقة مع البرلمان، والشؤون العامة، وحقوق الإنسان، والشغل في بلاد لا شغل فيها. هذا ناهيك عن وزارات أخرى مهمة حصل عليها أخنوش، مثل التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة العدل، فيما بقيت وزارات السيادة في مكانها لم يقترب منها أحد.

ولكي يغطي الدكتور على كل هذه التنازلات، وعلى كل الزلزال السياسي الذي أحدثته حكومته في الحزب ولدى الرأي العام، قال: «إن الرميد إلى جانبي بوزارة دولة، واطمئنوا إلى أنني سأتشبث بصلاحياتي الدستورية كما هي». هنا تأثر وزير الدولة، وارتمى على رأس العثماني وقبله وقال له: «أنت فران وقاد بحومة». العثماني، إذن، يعرف أن الناس لا يثقون في صلابة موقفه، ولا في قدرته على الصمود أمام الضغوط، ولهذا جاء بأخيه الرميد ليشد أزره، ويعينه على الوقوف في وجه الآلة الكبيرة للسلطة، لكن، يا سيد العثماني، الحكومة مثل الجيش، تحتاج إلى قائد يملأ مكانه، ويقنع الناس بقدرته على النصر بما يشكله من قوة رمزية وسياسية وأخلاقية، ولا يمكن للقائد أن يجيء بشخص آخر ليضمنه عند الناس وليطمئنهم إلى أنه لن يتنازل.

الخلاصة، أو السؤال الجوهري الذي لم يقترب منه السيد العثماني، هو: هل البلاد ستتقدم خطوة، ولو صغيرة، على درب التحول الديمقراطي مع حكومة «ممالك الطوائف» هذه، أم ستعبد الطريق لرجوع السلطوية إلى معاقلها التقليدية، وستدفع الناس، مرة أخرى، إلى هجر صناديق الاقتراع واليأس من السياسة؟ وهذا سؤال لا يحتمل الحيل السياسية ولا الفقهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثماني والحيل الفقهية العثماني والحيل الفقهية



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:30 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم
المغرب اليوم - نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 07:23 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الكرسي المميز قطعة أساسية في ديكور المنزل لا غنى عنها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib