علبة الكبريت
نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي"
أخر الأخبار

علبة الكبريت

المغرب اليوم -

علبة الكبريت

بقلم - توفيق بو عشرين

إنه اللقب الذي أطلقه الرئيس المخلوع، حسني مبارك، على قناة الجزيرة يوم زار مقرها في الدوحة، تعبيرا منه عن الحرائق التي يتخيلها عقله العسكري مشتعلة في كل قطعة من بلاد العرب، جراء جرأة الجزيرة وتحريكها الشارع العربي الذي لم يعرف، إلى حدود 1996، تلفزيونا عصريا ينقل الحدث ولا يتصرف فيه، يحترم عقل المتلقي ولا يسخر منه.

علبة الكبريت هذه قال عنها دبلوماسي أمريكي مخضرم قبل سنوات: «إنها العملية السياسية الوحيدة الجارية في شرق أوسط جامد».. قناة الأخبار السيئة التي وضعت العالم العربي أمام حقائقه وأوهامه، صار رأسها مطلوبا اليوم من قبل دول المقاطعة العربية لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، لأنهم يَرَوْن فيها إبرة توخز العقل السياسي والأمني في منطقة مشلولة منذ عقود، رغم أن السعودية والإمارات استثمرتا، في العشرين سنة الماضية، في الإعلام ما لم تستثمره أي دولة أخرى، إلا أن حديثي النعمة بالدولة وأجهزتها أيقنوا أن المال وحده لا يصنع التأثير، والرعاية لا تخلق المصداقية، والتلفزيون روح قبل أن يكون شاشة وقمرا اصطناعيا وتقنية وألوانا تخطف الأبصار.

رأس قناة الجزيرة هو البند السادس على قائمة المطالب التي قدمها محور المقاطعة مقابل «العفو» عن قطر، وإعادة إدماجها في حظيرة مجلس التعاون الخليجي، بلا أظافر ولا أنياب، ولا سيادة لا يقوم للدولة كيان بدونها، ولسان حال الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة يقول: ‘‘إذا لم تقدر على صنع تلفزيون قوي وله تأثير، فهناك حل سهل.. أوقف تلفزيون جارك، وقطع عن بلاده الماء والحليب والخبز، واقفل الجو والبحر والبر أمامه، وهدده باستعمال القوة’’.. هذه أقصر طريقة لربح حرب الفضائيات المنتشرة كالأرز في حقول الصين.

لدي ملاحظات كثيرة على أداء قناة الجزيرة، وعلى خطها التحريري، وعلى خلطها أحيانا بين الخبر والرأي، وبين الحدث وما يجب أن يحدث، إلى درجة التماهي مع دبلوماسية بلدها، لكنها لا تفعل ذلك أسوأ من العربية وسكاي نيوز عربية، وغيرهما من القنوات التي تدور في الفلك السعودي الإماراتي. التحفظ المهني على أداء تلفزيون ممول من الدولة شيء، والموافقة على إغلاق فم الجزيرة وغير الجزيرة شيء آخر. لقد نجحت قناة الجزيرة، بعد عقدين من ميلادها، في ترك بصمات قوية على مجمل أداء الإعلام العربي، الذي راح يقلدها، عن حب أو عن كره، محاولا رفع هامش الحرية الذي كان قبل ظهورها ضيقا لا يدخل منه إلا الحاكم وبطانته ومن يرضى عنه ولي الأمر.

لم يسبق لدولة في العصر الحديث أن طالبت دولة أخرى بإغلاق قناة تلفزيونية لا تعجبها، ولم يسبق أن فرضت دول لم تخض حربا على دولة أخرى شروط استسلام مذلة، كما فعلت السعودية والإمارات والبحرين مع قطر، في محاولة لإعادة تعريف سيادة الدول، انطلاقا من مساحتها الجغرافية وتعداد سكانها… لهذا فوجئ العالم بـ«لائحة الشروط» التي قدمها الوسيط الكويتي إلى الدوحة، يطالب فيها الأشقاء بإعلان قطر دولة منزوعة السيادة، فإلى ماذا يرجع هذا الحمق العربي الجديد؟

أولا: لائحة البنود الـ13 تدل، بما لا يدع مجالا للشك، أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر تخاف، حد الرعب، «ثورات الربيع الديمقراطي»، إلى درجة لا يتحملون فيها وجود قناة وجريدة وموقع ودولة صغيرة تؤيد حق الشعوب العربية في أن تختار مصيرها، حتى وإن كانت هذه الدولة لا تعطي النموذج المثال على ما تريده لبلدان أخرى. إذا كانت مناهضة قطر للانقلاب في مصر جريمة دبلوماسية، فهل تمويل انقلاب السيسي، من طرف الرياض وأبوظبي، على رئيس منتخب، ورعايته رعاية كاملة فضيلة دبلوماسية؟

ثانيا: تدل لائحة «بنود الاستسلام دون حرب»، التي أرسلها الأخ الأكبر في الخليج إلى جاره الصغير، أن الأول يشعر بالفشل في السباق نحو القوة الناعمة «Soft power»، كما صاغ مفهومها جوزيف ناي من جامعة هارفرد، لوصف القدرة على كسب التأثير والنفوذ بوسائل غير تقليدية، ليس بينها استعمال القوة العسكرية، مثل الإعلام والدبلوماسية واللوبيات ومراكز التفكير، والاستثمار في الرياضة وفي البحث العلمي وفي الاقتصاد الجديد… تشعر السعودية، رغم إمكاناتها المالية الهائلة، بأنها تخسر هذه المعركة، ولا تستطيع أن تجاري جيرانها في هذا المضمار، لأسباب عديدة، ولذلك، فإن الحل هو اختيار أرض نزال أخرى تتحكم فيها أكثر، وتستعمل فيها الورقة الأمريكية التي اشترتها برقم خيالي وصل إلى 460 مليار دولار للتخلص من الجار المقلق.

ثالثا: أصبحت السعودية تنعت في الأوساط الدبلوماسية الغربية بدولة الحسابات الخاطئة، حيث منيت دبلوماسيتها بخسائر فادحة ومتتالية، أولاها كانت في العراق، حيث لم تعرف كيف تستفيد من سقوط حكم البعث بيد جورج بوش الابن بعد تشجيعه على الإطاحة برأس صدام، فكانت النتيجة أن أعطي العراق على طبق من ذهب لإيران، وجاء الفشل الثاني في سوريا، حيث لم تفلح فلول الجماعات المسلحة التي جندتها الرياض ودول الخليج من كل حدب وصوب في إسقاط نظام الأسد، الذي وجد الفرصة لاستدعاء إيران وروسيا لقيادة ثاني بلد عربي يسقط في يد ملالي طهران، وجاء الفشل الثالث في اليمن حيث توهمت القيادة السعودية أن الحرب هناك ستكون نزهة ربيع قصيرة، وها هي الحرب تدخل سنتها الثانية دون حل في الأفق، حيث كان تأثير إيران على الحوثيين صغيرا جدا، وأصبح اليوم كبيرا إلى حد أن لا سلام ولا حرب في صنعاء دون قرار من طهران، والشيء نفسه يقع اليوم مع نازلة قطر التي استدعت تدخلا عسكريا تركيا، وإسنادا دبلوماسيا إيرانيا، وغدا ربما تدخلا روسيا لإعادة التوازن إلى المنطقة بعد الفوضى التي خلقتها الحسابات الخاطئة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علبة الكبريت علبة الكبريت



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib