في الفرق بين المساومة والتفاوض
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

في الفرق بين المساومة والتفاوض

المغرب اليوم -

في الفرق بين المساومة والتفاوض

بقلم : توفيق بو عشرين

في استطلاع للرأي على موقع «اليوم 24»، طرح على القراء سؤال يقول: هل يقبل رئيس الحكومة المكلف، سعد الدين العثماني، بإدخال حزب الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة؟ فماذا كانت النتيجة؟ إلى حدود كتابة هذه الأسطر، 83% قالوا لا، و17% قالوا نعم، أما عدد المصوتين فوصل إلى 4398 مشاركا.

هذا معناه أن المهتمين بهذا الموضوع يتوقعون من الطبيب النفسي أن يبقي على فيتو بنكيران ضد لشكر، لأن الأخير فضل الدخول إلى الحكومة من نافذة أخنوش لا من باب بنكيران. وإذا كان اتحاد لشكر قد أسهم في إفشال مهمة بنكيران، ولو من باب الشماعة التي تعلق فوقها الآثام التي يتهرب منها الجميع، فمن باب والإنصاف ألا تعطى هدايا للشكر، تشجع باقي الأحزاب على اللعب غير النظيف في السياسة. يكفي أن الوردة أخذت رئاسة مجلس النواب خارج أي منطق عددي أو سياسي، فأن يدخل اتحاد لشكر «بالفور يا شيفور» وضد حزب بنكيران إلى الحكومة، فهذه إهانة لها بعدها، ومؤشر كافٍ على نوع الحكومة التي ستتشكل لإدارة مرحلة صعبة ودقيقة.

يعرف الجميع أن لشكر أعطي وعدا بدخول الحكومة، كما أعطي وعدا بأخذ رئاسة مجلس النواب، من جهة، «لإغاظة بنكيران وإضعافه»، ومن جهة أخرى لمنع الاتحاد من الموت السريري، بعد الموت السياسي الذي تكبده نتيجة اختياراته السياسية، ونتيجة تلاعب السلطة بالأحزاب، والتدخل في استقلالية قرارها. ففي الوقت الذي كان رأس الاتحاد مطلوبا من قبل السلطة في سنوات الجمر، ها هي الجهة نفسها، التي أعطبت حزب بوعبيد، تقف عند رأسه تدعو الله له بالشفاء، وتقدم له علاجا مجانيا، عله يرجع إلى الحياة، من أجل أن تبقى لعبة التوازنات حية، وتبقى البلقنة سيدة المشهد، وحتى تقتنع الأحزاب كلها بأن الصحة من عند السلطة، والمرض من عند السلطة، ولا راد لما أراده المخزن.

العثماني اليوم تحت ضغط قوي من قبل الدولة ومن قبل الحزب ومن قبل الرأي العام -كان الله في عونه- وهو يحاول أن يمسك العصا من الوسط كعادته، ويحاول ألا يصطدم بأي جهة، في رحلة البحث عن تشكيل الحكومة، مع إبقاء جسور التواصل مع القصر ممدودة، لكن هذا النهج له حدوده، وله خطوطه الحمراء، وله أخلاقيات سياسية وجبت مراعاتها أيضا. ففي الأخير، العثماني مطالب، باعتباره رئيس الحكومة، بحسم الأمر، واختيار طريق من بين الطرق المعروضة أمامه، ورفاقه في الحزب عليهم أن يختاروا بين الزبدة وثمنها، وأن يكونوا واضحين مع الرأي العام ومع الناخبين الذين صوتوا لهم رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها قبل السابع من أكتوبر.

هناك فرق بين التفاوض والمساومة، وهناك فرق بين المرونة وبين تزكية العبث، وهناك فرق بين الحرص على حسن الجوار مع كل المؤسسات، وبين قول الحقيقة كما هي وفي اللحظات الحرجة، وهناك فرق بين مواصلة الإصلاحات، وبين الاختباء خلف الأوراش المفتوحة لتبييض سلسلة التراجعات عن الخيار الديمقراطي.

السياسة سلوك عقلاني وليست عملا من أعمال السحر، والحكومة والمعارضة وظيفتان أساسيتان في الأنظمة الحديثة، وليستا أوسمة ولا امتيازات ولا صفقات ولا قطائع ولا تطبيعا… مسؤولية حزب العدالة والتنمية اليوم هي الإسهام في تنقية الحقل السياسي من ظاهرة خلط الأوراق التي لازمته من الاستقلال إلى اليوم. مسؤولية المصباح أن يسهم في وضع قواعد شفافة وعقلانية وديمقراطية يحتكم إليها جميع الفرقاء حتى يصبح للسياسة معنى، وللانتخابات معنى، وللدستور معنى، وللحزب معنى، وللمواطنة جدوى.

كيف سيقتنع الناس بجدوى السياسة إذا رأوا أمامهم حكومة لا تحكم، ورئيسا وظيفته ترقيع دربالة حكومة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها؟ كيف يستطيع رئيس الحكومة غدا أن يقنع الناس بجدوى الإصلاحات المرة، وبوجوب الصبر على الإجراءات القاسية، إذا رأوا أنه شخصية ضعيفة «ترضى بالمكتوب»، ولا تستطيع أن تميز في السير بين الأخضر والأحمر… بنكيران كان ناجحا في تمرير الإصلاحات المعقدة والصعبة إبان ولايته، لأن الناس كانوا يرون أنه صادق، وأنه صريح، وأنه لا يتمسك بالمنصب من أجل لا شيء، لهذا، لم تنجح إضرابات النقابات في شل البلد، ولم يخرج الناس إلى الشارع بقوة عندما رفع الدعم عن المحروقات، ورفع سن التقاعد، وربط الأجر بالعمل، وبدأ يقتطع أيام الإضراب من الأجور، بل، بالعكس، ربح أصواتا إضافية، ومقاعد إضافية في الانتخابات الأخيرة بعد خمس سنوات صعبة لم يقدم فيها إلا القليل القليل للفقراء، أما أحوال الطبقات الوسطى فقد تضررت، لكن مصداقيته السياسية، وتواصله اليومي، وقربه من الشارع، وهجره لغة الخشب ساعدته وساعدت البلاد في اجتياز العاصفة.

الذي يتشدد اليوم في إدماج الاتحاد في حكومة العثماني، وقبل ذلك في حكومة بنكيران (وأقصد أخنوش ومن معه)، ليس قلبه على الوردة المسكينة، لكن هدفه هو إذلال المصباح، وإضعاف مؤسسة رئاسة الحكومة، وهذا ما فطن إليه بنكيران، ووقف في وجهه، وقدم رأسه ثمنا لذلك، فخسرت الحكومة رئيسا، وربحت السياسة زعيما.

المصدر : اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الفرق بين المساومة والتفاوض في الفرق بين المساومة والتفاوض



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib