سلطة المال ومال السلطة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

سلطة المال ومال السلطة

المغرب اليوم -

سلطة المال ومال السلطة

بقلم - توفيق بو عشرين

بدأ الخناق يضيق حول عنق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واستطلاعات الرأي الآتية من وراء الأطلسي تقول إنه «أسوأ رئيس عرفته أمريكا من بين 45 رئيسا دخلوا إلى البيت الأبيض، بمن فيهم من قامت الحرب الأهلية في عهده». لماذا يوجد تاجر العقار في ورطة كبيرة اليوم تهدد منصبه الرئاسي وتهدد إمبراطوريته المالية؟
عشية كشف المحقق الخاص، روبرت مولر، أدلة جديدة حول تورط روسيا في التلاعب بانتخابات الرئاسة الأخيرة، ما سمح له بتوجيه اتهام مباشر ورسمي إلى ثلاثة عشر مواطنا روسيا، وإلى ثلاث شركات كبرى، بالوقوف خلف التلاعب في أخبار وصور ومعطيات حساسة عن الحملة الانتخابية لمنافسة ترامب، أي هيلاري كلينتون، من خلال تشويه صورة الأخيرة، والتسلل إلى بريدها الإلكتروني، وإخراج معلومات ومعطيات تدينها، وأخيرا الوقوف وراء حملات دعائية والترويج المؤدى عنه لأخبار ومقالات وفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي تخدم ترامب (قام الروس بإضعاف هيلاري وتقوية ترامب في بلاد تلعب فيها الحملات الانتخابية دورا كبيرا في اختيار الرئيس).. عشية الكشف عن كل هذا العمل، الذي يعتبر اعتداء سافرا على السيادة الأمريكية وديمقراطية بلاد العم سام.. اعتداء يقترب من أن يوازي في خطورته اعتداءات 11 شتنبر، غرد الرئيس «المعتوه» على «تويتر» ليلا، مقللا من أهمية عمل المحققين الأمريكيين، وقال: «إن الروس يضحكون علينا، وإن FBI عوض أن يلتقط الإشارات التي وصلته عن حادث إطلاق الرصاص في مدرسة أمريكية والذي أودى بحياة الكثير من الطلاب، منشغل بالتحقيقات في التدخل الروسي في انتخاباتنا».
طبعا لم تمر هذه التغريدة بسهولة في بلاد يحاكم فيها الإعلام ساسته بلا رحمة، فكتب واحد من أشهر كتاب الرأي في جريدة «نيويورك تايمز»، توماس فريدمان، قائلا: «إما أن إمبراطورية ترامب العقارية أخذت أموالا طائلة من أثرياء روس سريين لديهم علاقات مع الكرملين، إلى حد أن هؤلاء صاروا يملكون ترامب، وإما أن الإشاعات التي تقول إنه دخل في سلوكات جنسية منحرفة، حين كان في موسكو مشرفا على مسابقة ملكات الجمال، صحيحة، حيث سجلت المخابرات الروسية مغامراته بالفيديو، وهو لا يريد أن يتم فضحه، وإما أن ترامب يصدّق فعلّيا الرئيس فلاديمير بوتين حين يقول إنه بريء من التدخل في انتخاباتنا، مقابل تكذيبه الخلاصات التي توصلت إليها أجهزة ترامب نفسها بهذا الشأن». وينهي فريدمان مقاله بخلاصة صادمة فيقول عن أقوى رئيس في العالم، دون أن يخشى متابعة القضاء إياه: «في رأيي، ما يخفيه ترامب له علاقة بالمال. الأمر يرتبط بصلاته المالية بنخب الأعمال المقربة من الكرملين. ربما يملكون حصة كبيرة في ممتلكاته. ربما يملكون الرئيس برمته».
المال أساس كل شر -يقول الإنجيل- ويصبح زواج المال بالسلطة أساس كل الشرور. إذا كان هذا يقع في أمريكا التي تتوفر على أقوى مؤسسات للحكم، وفيها قضاء مستقل، وإعلام حر، وأجهزة أمنية تتبع القانون أكثر مما تتبع الرئيس الذي يعين قادتها، فكيف تستطيع البلدان النامية أو المتخلفة، أو حديثة العهد بجهاز الدولة، أن تقاوم تأثير المال في السلطة، وتأثير السلطة في المال، دون ضوابط، ودون قوانين ولا ثقافة تجرم تضارب المصالح؟ هذا الوضع لا يقف عند ممارسات فاسدة لاستغلال السلطة لتنمية المال بطرق غير مشروعة، ولا استعمال المال للوصول إلى السلطة بطرق مشبوهة، بل يصل إلى حد «الاستحواذ على الدولة». والاستحواذ هو أحد المفاهيم الجديدة التي وضعها خبراء البنك الدولي لتحليل النظم السياسية في العالم العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، في سياق تحليل المنظومة المتطورة للفساد الذي ينخر هذه الدول.
يعرّف خبراء البنك الدولي عملية الاستحواذ على الدولة كالتالي: «كل الجهود التي يبذلها عدد صغير من الأفراد أو الجماعات أو لوبيات المصالح أو الجيش أو الساسة الفاسدون، لصياغة قوانين اللعبة السياسية والاقتصادية بشكلٍ يجعلها تخدم مصالحهم أو تجارتهم أو مواقعهم أو سلطتهم، خارج القانون وقواعد الحكامة ومبادئ الشفافية».
كيف تتم عملية السطو على الدولة حسب هذا المفهوم؟ يجيب خبراء البنك الدولي: «عبر صياغة قوانين خاصة بأصحاب المصالح، أو اقتسام الغنائم مع مسؤولين في الإدارة، أو عبر شراء أصوات الناخبين للتحكّم في البرلمانات، أو من خلال تأسيس شبكة موازية داخل الجهاز الحكومي (مؤسسات عمومية وصناديق سوداء وأموال دعم لا تذهب إلى مستحقيها) لخدمة مصالح خاصة، كما تتخذ عملية الهيمنة على الدولة من شبكات المصالح هذه صورة التدخل في سير الجهاز القضائي، والتحكّم في قراراته، وكل هذا يجري بطرق ملتوية، لا تظهر عادة لعموم الرأي العام».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطة المال ومال السلطة سلطة المال ومال السلطة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib