توقعاتي في 2017

توقعاتي في 2017

المغرب اليوم -

توقعاتي في 2017

بقلم : توفيق بو عشرين

والبداية من رأس شباط الذي سيسقط في المؤتمر المقبل لحزب الاستقلال، الذي سيعقد في بداية الربيع. هناك ضغوط كبيرة على حزب علال الفاسي، الذي أصبح حزبا «منخورا من الداخل»، فحتى عندما أراد شباط أن يكفر عن أخطائه، وأن يسترجع قرار الحزب الذي اختطفه البام وجهات أخرى لثلاث سنوات، وجد الشعبوي رقم واحد أن الوقت تأخر، وأن هامش المناورة ضعيف.
 
أتوقع أن يشكل بنكيران حكومته في الأسابيع المقبلة بدون حزب الاستقلال، ومع الأغلبية السابقة المليئة بالدسائس وعدم الثقة وغياب الانسجام. سيقضي بنكيران وقتا إضافيا في إقناع الدولة العميقة بولائه، وخدمته للاستقرار والإصلاح التدريجي لدواليب النظام، وسينفق خصومه جهدا ووقتا كبيرين في تحجيمه وتقليص صلاحياته، وحتى إهانته خوفا من ازدياد شعبية حزبه في شارع سياسي فارغ وبلا منافس. وفي النهاية، المواطن هو الذي سيدفع الثمن من فاتورة الإصلاحات المجمدة والفرصة الضائعة.
 
أتوقع السنة المقبلة أن يزداد الطلب على الاحتجاجات الاجتماعية في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي، لأن المشاكل الاجتماعية الكبرى (البطالة، السكن، الصحة، التعليم…) لا حلول سريعة لها، كما أن القانون المالي لهذه السنة لم يأتِ بجديد، وليس فيه إبداع لامتصاص جزء من هذه المعضلات، في بلاد فقد سوق الشغل بها، في الثلاثة أشهر الأخيرة، أكثر من 73 ألف وظيفة، حسب تقرير بنك المغرب الأخير.
 
أتوقع أن يرجع المغرب إلى مقعده في الاتحاد الإفريقي، لكن دون ذلك صعوبات ومؤامرات جزائرية، واستفزازات لن تغير من ميزان القوى الاستراتيجي الذي تغير في إفريقيا لصالح المغرب، الذي يلعب بأوراق كثيرة لا يلعبها الرئيس المقعد في قصر المرادية.
 
أتوقع أن تتراجع نسبة الخلايا الإرهابية في المغرب (تفكك المخابرات في المغرب حوالي خليتين كل شهر)، رغم أن تراجع نفوذ داعش في الموصل والرقة سيدفع المقاتلين الجوالين إلى التشتت في الأرض، لكن ضعف الاستقطاب الداعشي، الناتج عن تراجع بريق الدولة الإسلامية وخبرة أجهزة الأمن في ملاحقة خلايا الإرهاب، سيدفع إلى تقلص عدد الخلايا الإرهابية دون زوال الخطر نهائيا على المغرب ودول الجوار.
 
أتوقع أن يعرف البرلمان بغرفتيه أداء ضعيفا، سواء من حيث تجويد التشريع أو من حيث مراقبة الحكومة، فالبام ضعف كثيرا بعد نكسة أكتوبر، والاتحاد ليس فيه إلا الشيخ عبد الواحد الراضي، والاستقلال سيساند الحكومة ضد الذين أخرجوه من جنتها، والبقية أصفار على الشمال، لهذا، سنشهد مهازل في هذا البرلمان الذي سيحوله بنكيران إلى مجرد منصة لمخاطبة الجمهور والشكوى من العفاريت، أي أن أهم مخاطب بالنسبة إلى رئيس الحكومة سيكون هو كاميرا التلفزة.. الباقي أثاث للديكور.
 
أتوقع أن ينتخب حزب العدالة والتنمية أمينا عاما جديدا هذه السنة في مؤتمره… لن يخرج اسمه عن لائحة فيها مرشحان (مصطفى الرميد أو سعد الدين العثماني)، وسيلعب بنكيران دور الناخب الكبير الذي سيرجح كفة أحدهما، لكن، سيجد الحزب صعوبات في إدارة العلاقة بين الزعيم، الذي يدير الحكومة، والأمين العام الجديد الذي يدير الحزب، ولهذا، فان أول مهمة مطلوبة في الأمين العام المقبل هو الاشتغال تحت جناح بنكيران، وأن ينتظر دوره بعد 2021، إذا لم تقع مفاجآت في نصف الطريق.
 
سيزداد الطلب على خدمة الأمن في المدن الكبيرة والصغيرة مع ازدياد وتيرة الإجرام واختلالات المجتمع المغربي، وانتشار البطالة والمخدرات، وسعي فئة من الشباب إلى نمط عيش لا تملك إمكاناته. سيزداد إلحاح المواطنين على توفير الأمن لهم، خاصة النساء اللواتي يعشن في رعب حقيقي كل يوم، وستزداد أخبار الجريمة انتشارا مع وسائل التواصل الاجتماعي.
 
أتوقع أن يزداد تأثير الفايسبوك في القرار وفي السياسات العمومية، خاصة إزاء القضايا الكبرى التي تهز الرأي العام. فالفيسبوك أضحى منبر من لا منبر له، وجريدة من لا جريدة له، ومكبر صوت كبيرا، وفوق هذا صارت جسور الافتراضي إلى الواقعي حقيقية، وصار الفيسبوك موطنا ثقافيا وسياسيا للتعبير عن الحراك الاجتماعي، وللتحريض على الاهتمام بالشأن العام وتوسيع رقعة التسيس.
 
أتوقع أن يتراوح معدل النمو بين 4٪‏ و4.3٪‏ بسبب التساقطات المطرية التي عرفها المغرب، وبسبب تخفيف العبء عن صندوق المقاصة، لكن أداء الاقتصاد غير الفلاحي سيكون متوسطا نظرا إلى الأزمة السياسية التي أخرت الحكومة، ونظرا إلى تراجع الاستثمار الخارجي، ونظرا إلى تواضع أداء جل المؤسسات العمومية، ونظرا إلى عدم ترشيد الاستثمار العمومي الذي لا يخلق ما يكفي من مناصب الشغل، ويدور في أيادٍ قليلة، جلها ريعي يتحرك بوقود الفساد في الإدارة.
 
أتوقع أن يصعد فرانسوا فيون إلى الرئاسة في فرنسا ببرنامج اليمين المتطرف القادر وحده اليوم، في بلد معطوب، أن يستقطب الجمهور إلى المرشح الذي يعزف على لحن الخوف من المهاجرين والحساسية من المسلمين، وربط الإرهاب بالدِّين الأكثر حضورا في فرنسا وأوروبا (هذا ما يطلبه الناخبون على وزن ما يطلبه المشاهدون). خسر المغرب رئيسين سابقين؛ الأول كان صديقا هو ساركوزي، والثاني كان متفهما وهو هولاند، وسيحتاج فيون إلى وقت ليعرف المغرب عن قرب.

المصدر "صحيفة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقعاتي في 2017 توقعاتي في 2017



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib