العثماني الحكواتي والوزير الصحافي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

العثماني الحكواتي والوزير الصحافي

المغرب اليوم -

العثماني الحكواتي والوزير الصحافي

توفيق بو عشرين

هل قرأتم البيان الأخير الصادر عن اجتماع المجلس الحكومي الأخير؟ أعرف أن جل القراء لا يتابعون البيانات الرسمية، ولا يقدرون على قراءة البلاغات الطويلة والمملة، التي بدأت رئاسة الحكومة تكتبها عن اجتماعاتها الأسبوعية بنبرة تمجيدية وأسلوب إنشائي يعود إلى ما قبل اختراع علم التواصل السياسي… لكن، ليس هذا هو المهم في اجتماعات المجالس الحكومية التي حولها الطبيب النفسي، سعد الدين العثماني، إلى حصص للكلام، ومجالس للدردشة وإلقاء العروض الطويلة، والتي لا يتبعها أي قرار، وكأن رئيس الحكومة صار أستاذا لمادة الاجتماعيات وليس رجلا للقرار العمومي.
في الاجتماع الأخير للمجلس الحكومي، خصص العثماني ربع الاجتماع للتنويه بخطاب الملك حول الصحراء، ونبرة الحزم التي ميزته، والثوابت التي وقف عندها، وقال لنا إنه يتابع مشاريع النموذج الاقتصادي الجديد في الصحراء، لكنه لم يقدم لنا رقما ولا معلومة، ولا حتى عن المرحلة التي وصل إليها هذا المشروع الذي مازال حبيس الورق، والذي قيل إن ميزانيته تصل إلى 7.5 ملايير دولار (لا يعرف أحد من أين ستأتي ولا كيف ستصرف). بعدها أعطى العثماني الكلمة لوزيره في النقل والتجهيز، عبد القادر عمارة، ليعطي زملاءه الوزراء تقريرا صحافيا عن مجريات مؤتمر الاقتصاد الأخضر في دبي، فقال لهم المراسل الجديد إن 2000 مشارك حضروا المؤتمر من 65 دولة، يمثلون القطاعين العام والخاص، وفيهم رجال أعمال وسياسة ومجتمع مدني. ثم مر الوزير الصحافي إلى إعطاء زملائه التعاريف الأكاديمية التي أطلقت على الاقتصاد الأخضر في مؤتمر دبي، ثم انتقل الوزير الصحافي إلى شرح معنى التنافسية الخضراء، ودورها في خلق مناصب الشغل والنهوض بالأمم. وقبل أن ينهي عرضه الطويل، عرج على ذكر «الاختيار الإرادي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لمسار التنمية المستدامة، وذلك بالمصادقة على الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، ومحورها الاقتصاد الأخضر، للشروع في التحول نحو الاقتصاد الأخضر في جل القطاعات: الفلاحة والماء والصناعة والبيئة والسياحة والتكنولوجيا، وإعطاء الأولوية لمجال الطاقة، خصوصا الطاقات المتجددة، حيث سيتم رفع حصة الطاقات المتجددة إلى نسبة 52% في أفق 2030، واعتماد استراتيجية للنجاعة الطاقية لتحقيق اقتصاد 20% في أفق 2030» (عن بيان المجلس الحكومي ودون تصرف).
هذا ليس كل شيء، فالوزير عمارة وضع زملاءه، أيضا، في صورة المائدة المستديرة التي شارك فيها حول التغيرات المناخية، وأترك لكم المجال لتتصوروا المقاطع التي قالها، والخطب التي استشهد بها، والاستراتيجيات التي بسطها أمام مجلس وزاري دون شغل ولا مشغلة، ولا أعرف من أين أتى باقي الوزراء ببرودة الدم لكي يحجموا عن إيقافه، ويقولوا له: ‘‘لماذا تضيع وقتنا بمثل هذه التقارير الموجودة في الوكالات الإخبارية؟’’. هل أكمل لكم ما دار في المجلس الحكومي، أم أتوقف هنا دون أن أعرج على العروض التي تقدم بها وزير الدولة في حقوق الإنسان عن التعذيب في المغرب، أو النوايا الطيبة التي ذكرها كاتب الدولة في التعليم العالي بخصوص العنف ضد رجال التعليم.
ربما تتساءلون عن نوع القرارات التي اتخذها المجلس الحكومي، أو مشاريع القوانين التي دفع بها إلى البرلمان لتفعيل البرنامج الحكومي وإصلاح قطاعات كثيرة تشكو أعطابا بلا حصر، وتنتظر تحريك الآلة التشريعية لعلاج الاختلالات الكبيرة التي تضرب البلاد. توقفوا عن الحلم، لا شيء يوجد من هذا، وإليكم فقرة من البيان الحكومي المجيد: «إثر ذلك تدارس المجلس، وقرر إرجاء المصادقة على مشروع قانون رقم 48.17 بإحداث الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، ويهدف إلى تحويل الإطار المؤسساتي لمديرية التجهيزات العامة، التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، إلى وكالة وطنية تسمى: «الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة».. مشروع قانون يتيم عرض على المجلس الحكومي ولم يكتب له المرور بعد ذلك، وصادق المجلس العظيم على إطلاق دراسة ومرسومين وتعيين مديرين صغار في وزارة الفلاحة، ثم ختم المجلس بـ«سبحان ربك رب العزة عما يصفون».
حصيلة هذا المجلس الحكومي ليست استثناء، ويكفي الرجوع إلى المجالس الحكومية السابقة للوقوف على هزالة جدول أعمالها، وتواضع حصة مشاريع القوانين بها، أما التعيينات في المراكز المهمة فلا تسأل عنها، فالعثماني يتصرف وكأنه رئيس حكومة تصريف أعمال، في انتظار ماذا سيقرر الملك في مشروع خريطة الزلازل الموعودة، وماذا سيقرر المؤتمر الثامن للعدالة والتنمية بخصوص مستقبل بنكيران، الذي لا يريد أن يموت سياسيا قبل أجله الطبيعي. الباقي لا أهمية له، وعوض أن يلوم العثماني نفسه وفريقه الوزاري المعطوب، يلقي اللوم على عدم مساندة حزب المصباح لحكومته، ويعلن، في كل مرة، استعداده للاستقالة إذا كان هذا هو قرار الحزب.
الحزب لن يفيد حكومة خرجت من الخيمة مائلة، وحتى لو اجتمع أعضاؤه، البالغ عددهم 60 ألفا أو يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا، وشرعوا في قراءة الأوراد واللطيف كل صباح عند مكتب العثماني في المشور السعيد، فإن ذلك لن يغير من الأمر شيئا، ولن يبدل من حكم الشعب. هذه حكومة استدعيت لمهمة محددة، وهي دفن مرحلة الربيع العربي، وشق حزب المصباح، وإحالة زعيمه على التقاعد القسري، وتمهيد الطريق لعودة السلطوية، والباقي تفاصيل بلا قيمة، لذلك تحول الوزراء إلى مراسلين جائلين، ورئيس الحكومة إلى حكواتي وديع، في حين أن القرار الحقيقي يوجد خارج مكاتب العثماني، كان الله في عونه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثماني الحكواتي والوزير الصحافي العثماني الحكواتي والوزير الصحافي



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib