الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين

المغرب اليوم -

الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين

بقلم - توفيق بو عشرين

قدم الوزيران الرميد والتوفيق تصور الدولة والحكومة لمحاربة الإرهاب، بعد قرابة 15 سنة من مطاردة هذه الآفة، التي أخرجت المغرب من خانة الاستثناء، وألقت به في أتون حرب عالمية على صناعة التطرف والدم. قال وزير الأوقاف: ‘‘إن ادعاءات الإرهابيين تدور حول إحدى عشرة مسألة؛ واحدة منها تهم المجتمع الذي يتم وصفه بـ«الجاهلية»، وأربع منها تدور حول نظام الحكم، وهو «الخلافة الراشدة»، و«الشورى»، و«الحاكمية»، و«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وثلاث تفكك المرجعية التي اجتهد في بنائها أئمة المسلمين، وهي «اللامذهبية»، و«الخروج عن الإجماع»، و«السلفية»، وواحدة تدين العلائق مع غير المسلمين، وهي «الولاء والبراء»، واثنتان تبرران العنف للتغيير، وهما «التكفير» و«الجهاد»’’.
فيما رأى الرميد أن استراتيجية الدولة لمكافحة الإرهاب مبنية على أربعة مرتكزات، وهي «ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومحاربة الفقر والهشاشة، وإعادة هيكلة الحقل الديني، وأخيرا، تقوية الحكامة الأمنية، في أفق إعداد سياسة أمنية يؤطرها الحرص على تحقيق توازن بين حماية الأمن والنظام العام، وبين حماية الحقوق والحريات».
على الورق هذا الكلام جميل ومعقول، لكن، على الواقع، شيئا آخر… نحن بلد ينتج الإرهاب ويصدره، لأن لدينا بيئة تساعد على نمو نبات الشر هذا، ودليل هذا التشخيص السريع أن المغاربة، إلى وقت قريب، كانوا ثالث مليشيا في جيش البغدادي، بعد التونسيين والسعوديين، بحوالي 2500 مقاتل جوال، انتقلوا من المغرب ومن أوروبا إلى سوريا والعراق، معتقدين أن دولة الخلافة قامت في الموصل، وأن خليفة مليار ونصف مليار مسلم هو أبوبكر البغدادي. نحن بلاد تفكك في المعدل خليتين إرهابيتين كل شهر، وأحيانا كل أسبوع. نحن بلاد وجد فيها ابن لادن أتباعا انفجروا في أكثر من واقعة طيلة العقد والنصف الأخير، ونحن بلاد وجد فيها البغدادي أنصارا ومهاجرين قاتلوا وقتلوا إلى جانبه ضد إخوانهم في الدين والوطن والمذهب، ونحن بلاد انتعش وينتعش فيها الفكر السلفي بكل طبعاته العلمية والوهابية والجهادية والداعشية.
نحن بلاد تحارب الإرهابيين لكنها لا تحارب الإرهاب. كيف ذلك؟ الإرهاب موجود في بطالة الشباب التي تصل في بعض المناطق إلى 40%، والإرهاب موجود في التعليم المفلس الذي لا يعطي أبناءه أسلحة فكرية ومنهجية ومعرفية لتفكيك خطاب التطرف، والوقوف على الطابع الانتحاري لمشاريع الإرهاب العالمي. نحن بلاد لا تعطي ملايين الشباب الأمل في الغد، والطاقة على الصبر، وتوجيه الرفض والاحتقان والغبن والحكرة نحو النضال السلمي والمدني وسط الأحزاب والنقابات والجمعيات والتنسيقيات، من أجل تحسين الوضعية والضغط على أصحاب القرار بالسياسة وليس بالسلاح، بالصوت في صندوق الاقتراع وليس بالأحزمة الناسفة.
حبَّذا لو يجد كبار المسؤولين بعضا من الوقت لقراءة محاضر الشرطة القضائية التي أنجزت لبعض العائدين المغاربة من جحيم داعش، لمعرفة الأسباب والحيثيات التي دفعت مئات الشباب إلى الهجرة إلى الرقة أو الموصل، على مدى ثلاث سنوات.
يحكي أحد الشبان (25 سنة)، في محاضر الاستماع إليه بعد العودة من ساحة الحرب في سوريا، أنه تعرف على الفكر الجهادي في حي صفيحي كان يسكنه، وأنه كان يعاني آنذاك البطالة والفقر والإحباط، لأنه لا يستطيع أن يتزوج بمن يحب. كان بائعا جائلا في الشارع، مطاردا من قبل المخازنية في القنيطرة، فصار مقاتلا جوالا يلاحق «أعداء الله» في سوريا. جرى كل شيء في ظرف أقل من شهر، حيث استقطبه سلفي جهادي من الحي، وعلمه بعض فروض الإسلام، وساعده ماديا لشراء بعض اللباس، ثم مر إلى شحنه عن طريق فيديوهات على اليوتيوب تظهر قصف نظام بشار الأسد الأطفال بالبراميل المتفجرة، ثم مر من الصور المريعة التي تهز وجدان كل إنسان، إلى الشرح البسيط الذي يقول إن بشار علوي مجرم يقتل النساء والأطفال أمام أنظار العالم والغرب الكافر، وإن الله سيسأل المؤمنين جميعا غدا يوم القيامة عما فعلوه لنصرة إخوانهم السنة في سوريا والعراق، فسأل الشاب بسذاجة وبراءة: «وماذا في يدي أنا لأفعله لأخوتي هناك؟». يلتقط السلفي الجهادي الخيط، ويقول: «في يدك سلاح الجهاد، وهو الفريضة الغائبة اليوم في العالم الإسلامي، فإذا انتصرت امتلكت الأرض وما عليها، وإذا استشهدت ملكت الجنة ونعيمها بحورياتها ووصيفاتها»… يقول الشاب في محاضر الشرطة: «ما هي إلا أيام حتى توصلت بحوالة مالية من مكان مجهول، اشتريت بها بطاقة سفر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، وهناك أصبحت مجاهدا يحمل أحدث الأسلحة الأمريكية، أتدرب في النهار على القتال، وفي الليل على عقيدة الجهاد وفقه الحرب، وتقسيم العالم إلى فسطاطين، وقبل أن أغمض عيني آوي إلى فراش دافئ مع زوجة سورية قتل زوجها الأول في الحرب، ووعد بسبايا أخر إذا انتصرنا في معركة الغد.. كنت عاطلا، فصرت مجاهدا يظهر في وسائل الإعلام العالمية، أتقاضى أجرا بالدولار بقيمة 350 دولارا في الشهر، أبعث جزأها الأكبر إلى أمي المطلقة لرعاية إخوتي، وفوق هذا صار لي بيت وزوجة ورفاق سلاح وقضية وهوية جديدة ووعد بالجنة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib