عالم بلا خرائط ولا عقل
قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية وزارة الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1530عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات في 24 ساعة الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 3 جنود في صفوفه من لواء جفعاتي بمعارك شمال قطاع غزة غانتس يؤكد أن إسرائيل أمام ساعات مصيرية ومنعطف حرج فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"
أخر الأخبار

عالم بلا خرائط ولا عقل

المغرب اليوم -

عالم بلا خرائط ولا عقل

بقلم : توفيق بو عشرين

الرصاصات التي استقرت في قلب السفير الروسي في أنقرة أمام الكاميرات جريمة، لكنها جريمة تلخص المشهد العسكري والسياسي في منطقة تعج بالصراعات غير المضبوطة، أو بالأحرى السائلة، وبالسلاح الذي أصبح لغة التواصل الأولى في العراق وسوريا وتركيا واليمن ومصر والأردن وليبيا وأفغانستان… المنطقة كلها تغلي، وتجر العالم بأسره إلى أتون حروب جديدة، وبؤر توتر جيدة. تقصف فرنسا الموصل فيرد البغدادي في نيس بشاحنة تدهس مئات المدنيين على شاطئ البحر. يضرب هولاند بالقنابل النازلة من الطائرات في سماء الموصل، فتضرب داعش بانتحاريين في وسط باريس، ويحاصر أردوغان الأكراد في الجبال، فيضربون في وسط إسطنبول. يترك الغرب الجرح السوري يتعفن، فتنتقل العدوى إلى ألمانيا وأمريكا وإنجلترا… يهين الغرب بوتين، فيرد عليهم في حلب. يرفع باراك أوباما الحصار الاقتصادي عن إيران، فتدفع السعودية السلاح للمقاتلين في سوريا لجر طهران إلى مصيدة. تشن الرياض حربا على الحوثيين في اليمن، فتحول إيران مليشيات الحشد الشعبي في العراق إلى جيش شيعي يطالب بدم الحسين في الموصل وحلب، وغدا في الرياض والكويت والمنامة… إنها حرب بلا حدود، ولا خرائط، ولا أسلحة تقليدية، ولا قواعد، ولا أعراف، ولا أطراف تعرف مطالب بعضها بدقة.. فوضى غير خلاقة تدمر الإنسان، وتحول المدنيين إلى أعواد ثقاب تشتعل لتضيء للقوى الإقليمية طريقها للهيمنة، ثم تنطفئ.
هذا الوضع المأساوي، الذي نراه عبر شاشات التلفزة وأعين الكاميرا، لملايين المهجرين واللاجئين والضحايا والمعطوبين واليتامى والمفقودين، هو الدليل على إفلاس الدبلوماسية الغربية، وتغليبها المصالح على المبادئ، في عالم معولم لا يعترف بالحدود ولا بالجغرافيا.
عرس الدم هذا الذي لم يتوقف منذ سنوات في الشرق الأوسط، هو الدليل على غياب تام لشيء اسمه العالم العربي، أو جامعة الدول العربية، أو منظمة المؤتمر الإسلامي، أو النظام الإقليمي العربي، أو الأمن القومي العربي. لا شيء من هذا موجود إطلاقا. كل بلد عربي يحاول أن ينجو بنفسه، وكل نظام غربي يحاول أن يبتعد عن فوهة البركان، متناسيا واجباته في مجتمع الدول، ومتجاهلا ميثاق الأمم المتحدة التي لم تعد صالحة سوى لإحصاء الضحايا، وتسجيل أسماء اللاجئين، وإطلاق صفارات الإنذار التي لا يسمعها أحد.
صار الدم العربي والمسلم رخيصا، من كثرة تدفقه في الحروب الإقليمية والأهلية والنزاعات الطائفية والصراعات الدولية.. صار العالم يستهين بمشاهد القتل المروعة (un monde qui banalise le martyre)، حتى ما عاد أحد يتألم لمشاهد الأطفال وهم يخرجون من تحت الأنقاض، قتلى وجرحى ويتامى. لم تعد للدم العربي القيمة نفسها التي يحوزها الدم الغربي والأوروبي والأمريكي. القوى الكبرى في العالم ترى أن منطقة الشرق الأوسط، وعموم العالم العربي، قطعة خارج التاريخ المعاصر، ومشاهدها المرعبة يبدو وكأنها لقطات من فيلم تاريخي عن العصور الوسطى والحروب الدينية، وآخرها حرب الثلاثين عاما في أوروبا، لهذا، لا يتعب قادة العالم أنفسهم للبحث عن حلول للحروب المنتشرة في المنطقة. كلهم يديرون هذه الأزمات ويوظفونها، إن استطاعوا، ولا أحد يتطوع لحلها، رغم أنهم يتقاسمون جزءا من المسؤولية عن وقوعها مع أهل الدار، الذين لم يعرفوا كيف يحافظوا على بلدانهم وشعوبهم ومستقبلهم.
العالم العربي يؤدي فاتورة الاختيار المدمر الذي انحاز إليه الغرب والشرق بين نظام ديكتاتوري أو جماعات إرهابية، بين حاكم يقتل شعبه باسم العلمانية وجماعات بربرية تقتل باسم الدين وشريعة الموت… النتيجة أمامنا.. الديكتاتورية في العالم العربي تولد الكبت والإحباط والغضب، وتقود إلى الإرهاب وانتعاش الإيديولوجيات الجهادية، وهذه الأخيرة تنشر التوحش والانتقام والحرب الأهلية، فيتدخل الغرب حاملا وصفة «وداوني بالتي كانت هي الداء».
الفوضى غير الخلاقة حول العالم تخبرنا بحقيقة واحدة: لا توجد قيادة في العالم تحرس السلم والأمن الدوليين، ولا توجد حتى غرفة لهذه القيادة، وهذا ما سمح لبؤر التوتر بالانتشار، حيث صار السلاح بيد الدول والجماعات الإرهابية والأفراد وسيلة سهلة لرسم خرائط جديدة، ومناطق نفوذ جديدة في شرق أوسط رخو، ضائع، وعالم عربي خرج من العصر وقيمه ومنطقه، وارتمى في قلب صراعات إقليمية ودولية مغلفة بطابع ديني ومذهبي وطائفي. ترى، هل دار كل هذا في خلد السفير الروسي وهو يصارع الموت في معرض فني أول أمس في أنقرة؟

المصدر : جريدة اليوم24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم بلا خرائط ولا عقل عالم بلا خرائط ولا عقل



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية
المغرب اليوم - محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib