آلام المخاض
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

آلام المخاض

المغرب اليوم -

آلام المخاض

بقلم - توفيق بو عشرين

قبل سبع سنوات خرجوا بالآلاف إلى الشوارع لإسقاط الديكتاتور، واليوم يخرجون بالآلاف لإسقاط القانون المالي الجديد. قبل سبع سنوات كان التونسيون يتألمون في صمت خوفا من عصا الجنرال بنعلي. اليوم لا يصرخون فقط من الألم في الشارع العام، بل يضغطون من أجل إجبار الحكومة على التراجع عن سياسة التقشف، ورفع الحد الأدنى للأجور، وإلغاء الزيادات التي همت المواد الاستهلاكية الأساسية.

هذه هي تونس اليوم، مجتمع حي وديناميكي، انتقل من المطالبة بالحرية والتعددية إلى المطالبة بالعدالة الاجتماعية، وحتى وإن كانت الحصيلة مؤلمة: شهيد واحد وعشرات الجرحى و700 معتقل، فإن البلاد على الطريق الصحيح لتعلم ممارسة الديمقراطية، التي تعطي الحق للفقراء في أن يحتجوا، وللعاطلين أن يصرخوا، وللمهمشين أن يسمعوا صوتهم لمن يجلس فوق كرسي الحكم. ديمقراطية لا تملك عصا سحرية لحل المشاكل الاجتماعية، لكنها تسمح للمواطن بالضغط على الحكومة دون المس بثوابت الدولة ولا بكيان الأمة.

لو خرج الآلاف للتظاهر في بلاد عربية أخرى بالليل أو النهار لإسقاط قانون المالية، أو لرفض شروط صندوق النقد الدولي، لجرت أنهار من الدماء في الشوارع، ولانقلب الاحتجاج إلى ثورة أو شبه ثورة، لكن تونس اليوم -النموذج الوحيد في العالم العربي الذي تعايش مع ربيعه وأخرج منه أفضل ما فيه- تسير على درب إرساء نموذج اقتصادي واجتماعي جديد، بعدما أرست قواعد نظام سياسي جديد.

رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، اعترف بأن البلاد تمر بصعوبات تدفع الحكومة إلى اتخاذ قرارات قاسية، وأنه ليس لها من خيار سوى رفع الضرائب، وتأمل بذلك تقليص العجز إلى 4,9 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، مقارنة بـ6 في المائة التي وصل إليها العام الماضي. هذه التعديلات هي جزء من شروط صندوق النقد الدولي التي وافقت عليها الحكومة مقابل حصولها على حزمة من القروض تبلغ 2,8 مليار دولار في 2016. الصندوق جمّد الشطر الثاني من المبلغ لأن الإصلاحات كانت تسير ببطء شديد.

تجارب الانتقال الديمقراطي التي جرت في أوروبا، سواء في نهاية السبعينات (إسبانيا، البرتغال واليونان)، أو التي جرت في نهاية التسعينات (دول شرق أوروبا)، كلها استفادت من حزمة مساعدات اقتصادية كبيرة ومهمة، سواء من قبل الاتحاد الأوروبي أو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك من أسباب تخفيف الضغط الاقتصادي والاجتماعي عن الأنظمة التي خرجت من تحت عباءة الديكتاتورية العسكرية أو المدنية في هذه البلدان، لكن تونس الآن لا تواجه فقط ندرة المساعدات الاقتصادية من أشقائها العرب وأصدقائها الأوروبيين، بل تواجه تداعيات الثورة المضادة التي تقودها الرياض وأبوظبي والقاهرة، والتي ترمي إلى إفشال أي تحول ديمقراطي في العالم العربي، مخافة انتقال العدوى إلى أنظمتها التي تقاوم الإصلاح السياسي، وتعادي الديمقراطية، وتسعى إلى تأبيد الاستبداد في بلدانها وعند وجيرانها.

إن الصعوبات الاقتصادية التي تمر منها تونس، رغم قسوتها، فإن احتمالها ممكن، بعدما تخطت البلاد مخاطر كثيرة وكبيرة، كان أولها موجة الاغتيالات السياسية التي كانت ترمي إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية داخل بلاد الزيتون، ومنع قيام أي توافق بين الإسلاميين والعلمانيين حول الوثيقة الدستورية، وأسس الحكم الديمقراطي، وثانيها الخطر الإرهابي الذي كان يريد أن يمس أسس النظام وثقة الشعب في الدولة التونسية… البلاد على أعتاب انتخابات بلدية جديدة هذه السنة، وانتخابات تشريعية في السنة المقبلة، وما لم تصلحه الثورة، سيصلحه صندوق الاقتراع، المدعو إلى خلق نخب جديدة وعقول جديدة وآمال جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلام المخاض آلام المخاض



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib