امتحان الضمير
الموانئ العراقية تنفى ماتردد بشأن وجود تسرب نفطى فى المياه الإقليمية إيطاليا تسجل أكثر من 13 ألف إصابة و85 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال أسبوع آلاف الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال الأراضي الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم إطلاق النار بمنطقة يافا إلى 7 أشخاص مقتل 3 مسعفين جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز للإسعاف في بلدات جويا وجدلزون وعيناتا جنوب لبنان إسرائيل تُنذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء إلى ما وراء نهر الأولي وزارة الصحة في غزة تُعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة حيث بلغ عدد القتلى 41870 و 97166 مصاباً وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان
أخر الأخبار

امتحان الضمير

المغرب اليوم -

امتحان الضمير

بقلم : توفيق بو عشرين

لسنوات والعالم يتابع بإعجاب الديمقراطية الأمريكية، ويرى حسناتها في إدارة بلد من 50 ولاية مختلفة في أشياء كثيرة، لكنها تنام وتستيقظ تحت علم واحد. الآن جاء الوقت ليرى العالم سيئات هذه الديمقراطية، وكيف يصل مرشح شعبوي إلى الرئاسة محاولا، قبل كل شيء، العبث بنظام القيم الليبرالية، بل بقيم الفكر الإنساني… إنها نبوءة تشرتشل تتحقق (كل الأنظمة السياسية سيئة، لكن الديمقراطية هي الأفضل بين كل هذا السوء).

منذ مجيء ترامب إلى السلطة قبل ثلاثة أسابيع وهو يثير الزوابع في كل مكان، لكن أخطر قرار اتخذه هو المتمثل في منع مسلمي سبع دول من دخول أمريكا، وجمع أكثر من 200 مليون مواطن من العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وإيران والصومال في سلة واحدة، حيث علق ترامب على جباههم يافطة إرهابي أو مشروع إرهابي… هذا دون الالتفات إلى قرينة البراءة والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية… وقبل أن يجف مداد القرار الرئاسي هذا، أصدر ترامب أوامره بعدم استقبال اللاجئين الفارين من هول الحرب في سوريا والعراق.

الغريب أن أقوى رد فعل على حماقات سمسار العقارات ترامب صدر عن الغرب، وعن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي هاجمت قرارات الرئيس الأمريكي، واعتبرتها مسيئة للمسلمين والإسلام، ودعت الإدارة الأمريكية إلى التراجع عنها لأنها ستشعل نار الحرب الدينية في العالم، في حين لم يمتلك أي زعيم عربي الجرأة أو الشجاعة لينتقد ترامب وحماقاته، رغم أن هذا القرار يهين كل العالم العربي والإسلامي، وعموم المجتمع الدولي الذي قطع أشواطا في نبذ العنصرية والتمييز بين البشر على أساس ديني أو عرقي أو لغوي.

أمريكيون كثيرون يشعرون بالخجل من سياسات تاجر جاهل بأحوال العالم وتعقيدات الصراعات فيه، ركب على ظهر الخطاب الشعبوي والحلول السهلة للمشاكل المعقدة، وها هو الآن يخرب صورة أمريكا في العالم، ويقدم هدايا لا توصف للظواهري والبغدادي، ولكل أمراء الإرهاب حول العالم، يعطيهم الدليل على وجود حرب دينية في هذا العصر، وأن الهلال مهدد من قبل الصليب، وأن معركة المسلمين اليوم لا تدور حول المصالح والإيديولوجيات والحدود والماء والنفط والمعابر والتجارة والأسواق والابتكار… بل تدور حول نصرة دين محمد (ص) المهدد من قبل المسيحيين، معتدلين ومتطرفين.

إذا كانت الانتخابات الأمريكية الأخيرة قد عرَّت أعطاب الإمبراطورية، وفضحت ثقافة الرجل الأبيض فيها الذي صوت لرئيس عنصري جاهل بأحوال العالم، يحتقر النساء والسود واللاتينيين والعرب والمسلمين، رأسماله الوحيد هو بيع الخوف ومعه الوهم باستعادة أمريكا قوتها بالعزلة عن العالم دبلوماسيا، واتباع سياسة احترازية اقتصاديا، ونهج التعصب ضد الآخر اجتماعيا… إذا كانت أمريكا اليوم تقدم أسوأ ما فيها للعالم، فقد كانت هناك فرصة أيضا ظهر من خلالها صوت أمريكا الأخرى، حيث رفض 900 دبلوماسي أمريكي قرارات ساكن البيت الأبيض، ورفض 16 وزير عدل محليا في الولايات تطبيق إجراءات محاصرة المهاجرين في ولاياتهم، وسمعنا أصوات فنانين ومثقفين وإعلاميين وسياسيين ورجال أعمال كبار يتبرؤون من سياسات ترامب، ورأى العالم مئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين الذين خرجوا إلى الشارع حاملين شعار: “ليس باسمنا”.

باستثناء ترامب وفريق قليل حوله، لا يوجد من يدافع عن قرارات الرئيس الذي يحاول أن يظهر أمام ناخبيه بمظهر الوفي لبرنامجه.. “النبي” القوي الذي جاء لإنقاذ أمريكا من ضلالاتها، وسيزداد عزلة يوما بعد آخر، وسيصبح مصدر ضعف لأمريكا يوما بعد آخر، وإذا بقي سجين هذا التصور الخلاصي لمهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، فإنه سينتهي خارج البيت الأبيض قبل مضي سنواته الأربع، أي قبل نهاية ولايته، وإذا كان محظوظا، فإنه سيستقيل ويخرج على رجليه من البيت الأبيض، وإلا فإنه سيخرج محمولا في سيارة إسعاف، بعد استهدافه من قبل متعصب آخر أكثر منه في بلاد أطلقت الكثير من الرصاص على رؤسائها.

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امتحان الضمير امتحان الضمير



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:30 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم
المغرب اليوم - نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 09:31 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

ليونيل ميسي يكشف أكثر خصم أزعجه في مسيرته

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 01:54 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

تركيا تسقط "الديوك" في تصفيات يورو 2020

GMT 09:02 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

6 إشارات يُطلقها الجسم للإشارة إلى قصور القلب

GMT 22:09 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هناك طرق لاستعادة السيطرة على الطفل ؟
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib