المجذوب وبنكيران وسؤال للمستقبل
شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي" إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب
أخر الأخبار

المجذوب وبنكيران وسؤال للمستقبل..

المغرب اليوم -

المجذوب وبنكيران وسؤال للمستقبل

توفيق بوعشرين

هناك مثل إنجليزي يُقال على هامش الاحتفالات التي تجري عقب سباقات الخيل.. يقول المثل: «الجياد تجني المال والخراف تُذبح».. هذا هو الانطباع العام الذي تركه بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عندما اختار وزراؤها تقديم عبد العزيز أفتاتي قربانا لبقائهم في مواقع المسؤولية دون إزعاج ودون تحمل كلفة المناصب التي يوجدون فيها…

إذا كان أفتاتي دخل إلى منطقة أمنية محظور دخولها، فليس هو من يستحق العقاب. الذي تركه يعبر هو المسؤول لأن برلماني وجدة، كباقي المواطنين، لا يعرف خريطة المواقع العسكرية؟ وإذا كان أفتاتي قد قدم نفسه كمبعوث لرئيس الحكومة فكيف يقبل مسؤول في الدرك أو الجيش أن يتلقى أوامر من غير قيادته، ويترك برلمانيا يمر إلى منطقة محظور العبور منها؟ وإذا كان روبن هود المنطقة الشرقية ارتكب جنحة أو جناية، فليقدم إلى القضاء ليقول كلمته فيه.. في دولة المؤسسات لا أحد فوق القانون ولا أحد تحت القانون كذلك… لا بد أن ننتبه إلى أن أفتاتي برلماني ونائب للأمة، ويجب ألا يعاقب كتلميذ شقي يلعب في الفصل أثناء الدرس… إذا كانت جريمة أفتاتي خطيرة، ففي هذه الحالة حزب المصباح كان أمام خيار واحد؛ أن يترك النيابة العامة ووزارة العدل تستدعيه وتحقق معه وتقدمه للعدالة لتقول كلمتها فيه في محاكمة عادلة، أما إدانته ببلاغ صحافي، وتعليق مهامه، وتوقيف نشاط برلماني وعضو منتخب في المجلس الوطني، وأحد الأصوات المسموعة في الحزب، فهذا أعطى ويعطي الانطباع بأن حزب المصباح ليس حزب مؤسسات، وأنه ضيعة كباقي الضيعات الأخرى، واستقلاليته محل سؤال عريض…

في السياسة ليست الحقائق وحدها مهمة، بل أحيانا تصير الانطباعات التي تترسخ في أذهان الناس أقوى من الحقيقة، والانطباع الذي تركته هذه الحادثة لدى الرأي العام داخل الحزب وخارجه هي أن هناك جهات تريد إغلاق فم أفتاتي، وتزعجها أسئلته وتدخلاته وسلوكه السياسي غير المنضبط لسقف المرحلة، وأن الحزب عوض أن يقبل بالاختلاف، وعوض أن يحمي أبناءه، يسلمهم في أول فرصة إلى الآلة التي تطحن كل من يقف أمامها.. اقرؤوا تعاليق المواطنين في «الفايس بوك»…

ليس أفتاتي من خرج مجروحا من هذه الحادثة، الذي خرج مجروحا هو حزب العدالة والتنمية الذي توجد على رأسه أمانة عامة، فيها وزير العدل، تتخذ قرارا خاطئا بالإجماع، ولا تحترم قرينة البراءة ولا مبدأ «المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته»… ثم على فرض أن أفتاتي دخل إلى منطقة أمنية محظور الدخول إليها، ألم يسبق للآخرين أن دخلوا إلى مناطق أمنية وعسكرية أكثر حساسية؟ هل تتذكرون أزمة أكديم إيزيك؟ ألم يتدخل مدنيون وسياسيون من أحزاب معينة فيها مع ما ترتب على ذلك من نتائج كارثية؟ لماذا لم تقدم أحزابهم على تجميد عضويتهم؟

الناس يقولون لكم أيها البيجيديون: إذا كنتم تتصرفون مع مناضل قيادي في حزبكم بهذه الخفة والاستهانة بحقوقه، فكيف ستفعلون مع أبناء المغاربة عندما يجدون أنفسهم وسط الكوليماتور…

الزعامة لها ثمن، والقيادة لها تكلفة، والإصلاح له مستلزمات، والحلول السهلة ليست دائماً هي الصائبة.. كثيرا ما أدت السهولة إلى كوارث يصعب إصلاحها…

رئيس الحكومة يجمد عضوية برلماني اختاره الشعب ليمثله في البرلمان، لكنه عاجز عن إقالة موظفي التلفزيون الذين أحرجوه أمام الشعب الذي رفضت قطاعات واسعة منه نقل حفل ستربتيز جنيفر لوبيز على الهواء مباشرة في الشاشة الصغيرة الموضوعة في كل البيوت، واختارت الأمانة العامة أن تدفع الخلفي إلى الاستقالة من منصبه باعتباره وزيرا لا يستطيع أن يفرض على جنرالات التلفزيون الانضباط لدفاتر التحملات وللقانون السمعي-البصري، عوض أن يعلن رئيس الحكومة شغور المناصب التي تمرد أصحابها على القانون… من عجائب الديمقراطية المغربية أن تصير إقالة الوزراء أسهل من إقالة الموظفين. أين يأتي خطأ الكوبل الحكومي وشكولاطة الكروج وكراطة أوزين أمام فضائح التلفزة وجرائم بعض كبار الموظفين الذين لا يُسألون عما يفعلون؟

أيها السادة، إذا كانت هذه التجربة الحكومية «التأسيسية»، التي جاءت بعد الربيع المغربي وبعد الدستور الجديد وبعد انتخابات هي الأفضل في تاريخ المغرب.. إذا كانت هذه التجربة، وبعد كل ما قيل وكتب عنها، لا تستطيع أن تتقدم بنا خطوة إلى الأمام على درب احترام إرادة الأمة، وصون مشاعر الناس، وإعلاء قيمة من يختارهم الشعب، واحترام المنهجية الديمقراطية، فما فائدتها؟

بنكيران يجب أن يجيب عن هذا السؤال: هل وظيفته فقط أن يرفع الدعم عن صندوق القاصة، وأن يمنع الشباب العاطل من التوظيف المباشر في الوظيفة العمومية، وأن يزيد 200 درهم في منحة الطلبة، وأن يخطب في البرلمان بصوت عالٍ.. هل هذا هو سقف هذه التجربة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجذوب وبنكيران وسؤال للمستقبل المجذوب وبنكيران وسؤال للمستقبل



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib