عند الجيران الوضع أسوأ مما نعتقد…
نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي"
أخر الأخبار

عند الجيران الوضع أسوأ مما نعتقد…

المغرب اليوم -

عند الجيران الوضع أسوأ مما نعتقد…

توفيق بوعشرين

منذ انتخابه على رأس الدولة الجزائرية قبل سنة، لم يظهر عبد العزيز بوتفليقة إلا نادرا في التلفزة الرسمية لبلاده، فهو لا يخرج من قصره، ولا يسافر في بلاده، ولا يركب طائرة إلى الخارج. صوته يكاد لا يسمع، وصورته فوق كرسي متحرك تثير الشفقة أكثر من شيء آخر. جارنا العنيد مريض، لكن بلاده مريضة أكثر منه، ولا نبالغ إذا قلنا إن الجزائر هي رجل المغرب العربي المريض، كما كانت توصف الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمن بأنها رجل أوربا المريض.. اسمعوا علي بن فليس، المعارض الأول لبوتفليقة، ماذا قال لجريدة «لوموند» الفرنسية الأسبوع الماضي: «لقد مرت على الجزائر سنة بيضاء. نظمنا الانتخابات لنعالج المشاكل، لكن بعد سنة على تجديد الولاية الرابعة للرئيس لم نحل أي أزمة. البلاد واقفة، وهي تتجه إلى الباب المسدود، وإلى نفق سياسي واقتصادي واجتماعي مظلم».

الرئيس المعزول تماماً عما يجري في بلاده وفي العالم لم يعقد إلا خمسة اجتماعات للمجلس الوزاري الذي يرأسه، وهذا معناه أن آلة التشريع والتنفيذ واقفة. في سنة 2014 كلها لم تقدم الحكومة سوى 27 مشروع قانون إلى البرلمان، وهي أضعف حصيلة تشريعية في العالم بدون مبالغة…

عبد العزيز الرحابي، وزير جزائري سابق، يرسم صورة أفظع للوضع في بلاده يقول: «إن المؤسسات مشلولة، والرئيس معزول isolé، وليس له من واجهة إلا أخوه سعيد بوتفليقة»…

هذا ليس أسوأ شيء في الجزائر، جارتنا الشرقية التي اتخذت من العداء للمغرب سياسة ثابتة لها.. أسوأ ما فيها هو الوضع الاقتصادي للبلد. برميل البترول الذي كان قبل سنة يباع بـ125 دولارا، نزل اليوم إلى أقل من 60 دولارا، وهذا يعني أن الجزائر التي تعتمد في 60 ٪ من ميزانيتها على عائدات صادراتها من المحروقات، خسرت عشرات المليارات من الدولارات في سنة واحدة، والأسوأ قادم، فالبلاد لا تصدر شيئا تقريبا إلى الخارج باستثناء الغاز والبترول (منذ الاستقلال سنة 1962 وصادرات الجزائر تتلخص في الغاز والبترول. 98 ٪ من صادرات الجزائر مما تخرج الأرض من محروقات)، في حين أن جارتنا تستورد كل شيء تقريبا، وتدفع فاتورة ثقيلة لهذا الاستيراد غير المحدود وصلت سنة 2014 إلى حوالي 60 مليار دولار.

لقد اعتقد حكام الجزائر أن أزمة أسعار البترول لن تدوم طويلا، وأنها سحابة صيف، لهذا عمدوا إلى صندوق احتياطاتهم، وبدؤوا يغرفون منه لتغطية عجز الميزانية في بلاد تخصص ربع ناتجها الخام لدعم المواد الأساسية من أجل شراء السلم الاجتماعي، لكن أموال صناديق الاحتياط تذوب مثل قطعة السكر في الماء الساخن، لأن أثمنة البترول لم تصعد إلى الآن، والعجز يكبر، وكتلة أجور القطاع العام تضخمت بشكل مهول بعد أن عمدت الدولة إلى توظيف عشرات الآلاف من الشباب العاطل قبل أربع سنوات خشية أن يصنعوا ربيعهم الخاص. ولسد العجز، عمدت الحكومة إلى تجميد الاستثمارات في البنيات التحتية والتقليل من الاستيراد، لكن كل هذا ليس سوى حبة أسبرين تسكن الألم لكنها لا تعالج المرض.

الحكومة الجزائرية عاجزة عن رفع الدعم الكبير عن المواد الأساسية، كما فعلت حكومة بنكيران، لأنها تخشى على السلم الاجتماعي، ولأن شرعية الحكام هناك لا تحتمل مغامرة مثل هذه…

بوتفليقة اشترى السلم الاجتماعي بعملتين؛ الأولى هي عائدات النفط والغاز، وها هي في نزول الآن، والثانية هي تذكير الجزائريين بفظاعات العشرية السوداء للحرب الأهلية، لهذا تعاني الجزائر اليوم في صمت، وحتى احتجاجاتها الاجتماعية ليس لها نفس سياسي لأن الناس يخافون العودة إلى أهوال الحرب الأهلية التي قضت على أكثر من 150 ألف ضحية، ناهيك عن الجرحى والمعتقلين والمنفيين…

البلاد محاصرة بين فكي كماشة لا يعرف أحد متى تفتح.. الجزائر رهينة بين الحالة الصحية للرئيس وثمن البترول في السوق الدولي، وكلا الأمرين خارج السيطرة. مرض الرئيس وعمره بيد الله تعالى، وثمن برميل النفط في يد القوى الكبرى ولعبة الحرب والسلم في العالم.. هل رأيتم بلادا تنام وهي لا تعرف على ماذا ستستيقظ غداً؟ إنه مصير بئيس ومحزن لشعب كبير ضحى كثيرا من أجل استقلاله الأسطوري عن فرنسا، وناضل لمدة قرن ونصف من أجل طرد الاستعمار، لكنه عاجز اليوم عن طرد نخب الاستقلال التي قادت البلاد إلى هذا المأزق الكبير…

نحن في المغرب لا نشمت في جيراننا، ولا نتمنى أن تخرج أزمتهم السياسية والاقتصادية عن السيطرة. نتمنى أن يجدوا حلا أو توافقا أو صفقة لعبور مرحلة الخطر… عندما تشتعل النار في بيت جارك فهي لا تبقى هناك، وألسنتها لا تعرف الحدود التي في رأسك.. نيرانها ستحرق الحي كاملا، خصوصا أن ليبيا اليوم دخلت إلى حرب أهلية مدمرة، وفيها أكثر من 50 مليون قطعة سلاح، بما في ذلك الدبابات والصواريخ والطائرات التي أصبحت في أيدي المليشيات المتناحرة.. زد على ذلك أن الوضع في موريتانيا هش للغاية، وفي مالي كل شيء قابل للانفجار.. إذن، ما علينا إلا أن ندعو الله أن يحفظ الجزائر مادامت الحدود مغلقة والعقول معطلة، ولا أحد يكلم الآخر ولو عبر الهاتف، فالخطوط مقطوعة بين الجزائر والرباط…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عند الجيران الوضع أسوأ مما نعتقد… عند الجيران الوضع أسوأ مما نعتقد…



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib