هل يعيد الحوثيون حساباتهم
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

هل يعيد الحوثيون حساباتهم

المغرب اليوم -

هل يعيد الحوثيون حساباتهم

خيرالله خيرالله


مشكلة الحوثيين أنهم يتصرفون وكأنهم في بلد آخر غير اليمن. لا يعرفون أن اليمن لا يحكم من شمال الشمال، ومهما بلغت درجة تحالفهم مع علي عبدالله صالح، لن يتمكنوا من أن يكونوا حكام اليمن.

صمدت الهدنة الإنسانية أم لم تصمد، ثمّة واقع يمني لا يمكن تجاهله. يتمثّل هذا الواقع في أن اليمن يتسع لجميع أبنائه ولجميع القوى السياسية فيه. لكنّ اليمن لا يتسع لطرف يعتقد أن في استطاعته السيطرة على البلد كله واحتكار السلطة لنفسه، لمجرّد أنه يسمي نفسه “أنصار الله” وأنّه يعتبر نفسه مكلّفا بمهمة إلهية. تتجاوز هذه المهمة قدرة البشر العاديين على استيعاب ماهيتها.

في عز سطوته خلال حكمه الذي استمر ثلاثة وثلاثين عاما، اضطر علي عبدالله صالح إلى مشاركة آخرين في السلطة. حتّى الانتصار الذي تحقّق صيف عام 1994 والذي توّج بدخول القوات الحكومية إلى عدن، لم يكن انتصارا لعلي عبدالله صالح وحده. شارك آخرون في الانتصار وتقاسموا معه السلطة، وغير السلطة، بعدما صار الحزب الاشتراكي شريك الرئيس السابق في صنع الوحدة على هامش الأحداث.

كان هناك دائما تقاسم للسلطة والثروة في اليمن. لم يستطع طرف وحده حكم اليمن كلّه. لم تمض فترة طويلة على وصول علي عبدالله صالح إلى الرئاسة عام 1978، حتى وجد نفسه مضطرا إلى إيجاد صيغة للحكم تقوم على الارتكاز، إلى حد ما طبعا، على الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشائخ حاشد، الذي توفّي في أواخر العام 2007.
    
    

يقول الشيخ عبدالله في مذكراته أن علي عبدالله صالح طلب منه، عشية الوحدة اليمنية في السنة 1990 من القرن الماضي، تشكيل حزب، وذلك كي يقيم توازنا مع الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب والذي كان يملك جيشا خاصا به.

وبالفعل، شكّل زعيم حاشد حزبا إسلاميا هو التجمع اليمني للإصلاح، كان في الواقع تحالفا بين مجموعة من الشيوخ القبليين والإخوان المسلمين والسلفيين، مع امتداد داخل القوات المسلّحة في شخص اللواء علي محسن صالح الأحمر، قريب علي عبدالله صالح وابن قريته المسماة بيت الأحمر في مديرية سنحان.

هناك قوى سياسية متعددة في اليمن. أظهرت التجارب التي مر بها البلد أن ليس في استطاعة أيّ قوة أن تحكم وحدها. يمكن أن يكون هناك تجاذب، يصل إلى صدامات، بين هذه القوى. لكنّ لا أحد يلغي أحدا في اليمن. لم يكن ممكنا إلغاء الحزب الاشتراكي بعد الانتصار عليه عسكريا وبعد تفكيك الجيش الجنوبي والأجهزة التابعة له في 1994، كذلك لم يستطع علي عبدالله صالح القضاء على التجمع اليمني للإصلاح، حتّى بعد موت الشيخ عبدالله وتقاسم أبنائه المسؤوليات، وصعود قيادات إخوانية شابة لديها عطش إلى السلطة يتماشى وعطش الشيخ حميد الأحمر الذي أنشأ امبراطورية مالية كبيرة.

أخطأ الذين ورثوا التركيبة التي كان على رأسها الشيخ عبدالله الأحمر عندما اعتقدوا أن في استطاعتهم الحلول مكان علي عبدالله صالح المتّهم بأنّه كان يهيئ نجله العميد أحمد لخلافته.

انهارت الصيغة التي كانت تحكم اليمن بعدما صار الصراع على السلطة داخل أسوار صنعاء. كانت هذه الصيغة وراء حصر الحوثيين، أي “أنصار الله” في محافظة صعدة سنوات طويلة، رغم كلّ المساعدات التي كانوا يتلقونها من إيران ومن أطراف محسوبة على إيران ومن قواعد في جزر تابعة لإريتريا.

ما يبدو مخيفا على الصعيد اليمني ككل بعد بدء الهدنة الإنسانية، أن لا يكون الحوثيون استفادوا من التجربة التي مرّ بها التجمع اليمني للإصلاح. خسر الإصلاح الكثير، بل خسر كلّ شيء عندما لم يستوعب أبناء الشيخ عبدالله وعلي محسن صالح أنّ الانقلاب على علي عبدالله صالح نهاية للجميع، بما في ذلك علي عبدالله صالح نفسه.

يمكن للهدنة الإنسانية أن تشكّل فرصة للجميع كي يلتقطوا أنفاسهم تمهيدا للتفكير في مخرج. قبل كلّ شيء، لا بدّ من الاقتناع بأن لا وجود لرغبة عربية وخليجية وسعودية تحديدا في المضي في عملية عسكرية لا هدف لها سوى تدمير اليمن. على العكس من ذلك، هناك من يريد البحث عن حل سياسي لا يستبعد أحدا، مع إصرار على أنّه لا يمكن قبول استيلاء “أنصار الله” على السلطة في اليمن، أي أن يتحوّل اليمن إلى قاعدة إيرانية.

هل في استطاعة الحوثيين قبول هذه المعادلة التي تعني، أوّل ما تعني، تحوّلهم إلى قوة سياسية ذات حجم طبيعي، خصوصا أنّه لا أحد ينكر أنّهم يمثلون قسما من زيود اليمن؟

هل أخذ الحوثيون علما بما قاله قبل فترة قصيرة الشيخ محمد بن زايد وليّ العهد في أبوظبي الذي شدّد على أنّ “الخيار الوحيد للتحالف العربي في اليمن هو الانتصار في منبع العروبة” مضيفا أنّ “التحرك لإنقاذ اليمن لا يقتصر على الجانب العسكري والأمني فقط، بل سيمتد إلى الجوانب التنموية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية لأهمّيتها في دعم الشعب اليمني كي يتمكّن من التغلب على التحديات كافة”.

تكمن مشكلة الحوثيين، بكلّ بساطة، في أنّهم يتصرفون وكأنّهم في بلد آخر غير اليمن. لا يعرفون أن اليمن لا يُحكم من شمال الشمال، وأنّه مهما بلغت درجة تحالفهم مع علي عبدالله صالح، لن يتمكنوا من أن يكونوا حكّام اليمن.

لا أمل كبيرا في صمود الهدنة الإنسانية للأسف الشديد. لا يزال هناك تصميم لدى الحوثيين على الحلول مكان الدولة اليمنية، علما أنّهم ليسوا قادرين على إدارة شؤون صعدة. لا يدركون أن اليمن لا يحكم بالشعارات مهما كانت ذات بعد إلهي. ليس كافيا قول أحد قادتهم أنّه “عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها، من حقّ الشعب البحث عن وسائل أخرى لتنظيم نفسه بنفسه وحماية نفسه، واللجان الشعبية تقوم بهذا الدور مستندة إلى شرعيتها الثورية”.

حسنا، هل الذهاب إلى عدن يمكن تفسيره بأن الحوثيين يريدون حماية أنفسهم، أم أن التفسير الوحيد لهذا التصرّف الرغبة في السلطة ولا شيء آخر غير السلطة؟

يطلب الحوثيون المستحيل. المستحيل هو أن يحكموا اليمن. لا يمكن لأي طرف خليجي القبول بذلك. قبل الخليجيين لا يمكن لليمنيين أن يقبلوا ذلك. هل يستطيع عبدالملك الحوثي تخيّل الشعور الحقيقي لمواطن من عدن تجاه ما ارتكبته ميليشياته في المدينة التي تأسس فيها نادي كرة المضرب سنة 1902؟

ليكن الله في عون اليمن في حال أصرّ الحوثيون الذين يسمّون أنفسهم “أنصار الله” على عدم إعادة النظر في حساباتهم السياسية والتكيّف مع الواقع اليمني الذي لا يقبل حزبا شموليا في السلطة، فكيف إذا كان الأمر متعلّقا بفئة زيدية تعتقد أنّها تحتكر كلّ المعرفة، بمجرّد أنّها وضعت نفسها في خدمة إيران وسمّت نفسها “أنصار الله”.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يعيد الحوثيون حساباتهم هل يعيد الحوثيون حساباتهم



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib