ورقة روسيا في سوريا… ليست ورقة
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

ورقة روسيا في سوريا… ليست ورقة!

المغرب اليوم -

ورقة روسيا في سوريا… ليست ورقة

بقلم - خيرالله خيرالله

الأكيد أن لروسيا حساباتها الضيقة القائمة على فكرة أن سوريا ورقة يمكن استخدامها في مقايضات مع الولايات المتحدة وأوروبا. لكن هل هناك من يريد بالفعل الدخول مع صفقة مع روسيا انطلاقا من امتلاكها الورقة السورية؟

في مثل هذه الأيّام من العام 2015، باشر سلاح الجو الروسي مشاركته المباشرة في الحرب على الشعب السوري. ففي اليوم الأخير من شهر أيلول – سبتمبر من ذلك العام، بدأت القاذفات الروسية تقلع من قاعدة حميميم قرب اللاذقية مستهدفة مواقع للتنظيمات المعادية للنظام القائم. قصفت أيضا مدارس ومستشفيات.

هناك تنظيمات تضمّ بالفعل عناصر إرهابية تنتمي إلى مجموعات دينية متطرّفة استهدفتها الطائرات الروسية، لكن السؤال هل خطورة هذه المجموعات المتطرفة تقلّ عن خطورة الميليشيات المذهبية التي ترعاها إيران في الأراضي السورية والتي تحولت بين ليلة وضحاها إلى حليف لموسكو؟

تعود مشكلة روسيا في سوريا، منذ البداية، إلى أنّها تدعم نظاما أقلّويا لا شرعية له يعتمد بالدرجة الأولى على الأجهزة الأمنية التي أثبتت غياب فعاليتها لدى اندلاع الثورة الشعبية في آذار – مارس 2011. سارعت إيران وقتذاك إلى نجدة النظام من منطلقين. الأوّل أنّه يمثل الأقلّية العلوية والثاني أن فرصة لاحت كي تلعب دورا في تغيير طبيعة التركيبة السكانية لسوريا.

فوق ذلك كلّه، اكتشفت إيران فرصة لا تعوّض لتدمير المدن السورية الكبيرة التي كان حافظ الأسد يكنّ كرها كبيرا لها، مثل حلب وحمص وحماة. أمّا دمشق، فجرى تطويقها من كلّ الجهات وذلك كي تصبح معزولة عن البعد السنّي للعاصمة، أي عن المجتمع السوري وسوريا العميقة التي نسبة ستة وسبعين في المئة من سكانها من أهل السنّة الذين يعتبرون من أهل الاعتدال في أكثريتهم.

كيف يمكن لعاقل المشاركة في حرب على شعب بكامله غير مدرك للنتائج التي يمكن أن تترتب على مثل هذه الحرب؟ الأكيد أن لروسيا حساباتها الضيّقة القائمة على فكرة أن سوريا ورقة يمكن استخدامها في مقايضات مع الولايات المتحدة وأوروبا. لكن هل هناك من يريد بالفعل الدخول في صفقة مع روسيا انطلاقا من امتلاكها الورقة السورية؟

من الواضح، أقلّه إلى الآن، أن ليس في نيّة الولايات المتحدة الدخول في هذه اللعبة. ما ينطبق على أميركا، ينطبق أيضا على ألمانيا التي لا تبدو مهتمّة بأي صفقة مع روسيا بحجة أنها تمتلك الورقة السورية. الظاهر أن السيطرة الروسية على سوريا شيء وإمكان توظيف هذه السيطرة في صفقة ما تشمل أوكرانيا وغير أوكرانيا شيء آخر.

تظلّ مشكلة روسيا في سوريا من دون أفق في غياب من هو مستعد لاعتبار سوريا ورقة. في النهاية ما الذي تستطيع روسيا أن تفعله في سوريا؟ قبل كلّ شيء، لا تستطيع إعادة الحياة إلى نظام صار في مزبلة التاريخ منذ فترة طويلة. لم يعد لدى هذا النظام ما يفعله في هذه الأيّام سوى ابتزاز الدروز عن طريق “داعش” من أجل حملهم على إرسال شبابهم للخدمة في الجيش التابع للنظام.

كيف يمكن لشيوخ الطائفة الدرزية في سوريا وللشخصيات التي تمتلك حيثية ما في أوساط الطائفة القبول بأن يدخل الشباب الدرزي في معارك مع سوريين آخرين معظمهم من أبناء الطائفة السنّية. هناك بين الدروز ما يكفي من العقلاء لمعرفة أن لا مصلحة لأبناء هذه الطائفة في الدخول في حرب على الشعب السوري.

لا يعني انتصار النظام في مثل هذه الحرب شيئا في وقت تفتّت سوريا وصارت تحت وصايات عدة تتنازع أراضيها. هناك وجود أميركي شرق الفرات، وهناك وجود روسي وتركي في الشمال وعلى الساحل وفي حلب وهناك وجود إيراني في مناطق عدّة وهناك إسرائيل التي أجبرت الإيرانيين، ولو نظريا، على الابتعاد نحو مئة كيلومتر عن الجولان المحتلّ. ليس السؤال هل إسرائيل لاعب في سوريا؟

تزداد مشاكل روسيا في سوريا يوما بعد يوم. هذا عائد أساسا إلى أن فلاديمير بوتين لم يستطع التخلّص من عقلية زعماء الكرملين في أيّام الاتحاد السوفييتي. لم يتوقف بوتين، الذي يريد أن يعطي عن نفسه صورة الزعيم القوي القادر على استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي، أمام المرآة ولو للحظة كي يطرح على نفسه سؤالا في غاية البساطة.

ما الفائدة من التورّط عسكريا في سوريا ما دام على روسيا الاعتماد على إيران عندما يتعلّق الأمر بوجود قوات على الأرض؟ الأهمّ من ذلك كلّه، كيف التوفيق بين إيران وإسرائيل. هل في استطاعة روسيا أن تكون مع إيران وإسرائيل في الوقت ذاته، خصوصا أنّها تعلم تماما أن إيران لا تستطيع الانسحاب عسكريا من سوريا.

الواقع، أن النظام الإيراني يلعب بمصيره في سوريا. إلى جانب أزمته الداخلية المستعصية، وهي أزمة اقتصادية أوّلا عائدة إلى أنه يعتمد اليوم أكثر من أي وقت على عائدات النفط والغاز، هناك أزمة التورّط العسكري في سوريا. أي انسحاب عسكري للنظام الإيراني من سوريا، سيعني انسحابه من طهران. سيعني أيضا فقدان قدرته على متابعة فرض الوصاية على لبنان عبر أداته المسمّاة “حزب الله”.

في النهاية، هناك وجوه عدّة للتورط الروسي في سوريا. إلى جانب عدم القدرة على توفير المال لإعادة إعمار سوريا، نظرا إلى أن المال موجود عند الولايات المتحدة وعند الأوروبيين، في مقدمهم ألمانيا، ولدى الصين إلى حدّ ما، لا وجود لمن يريد شراء الورقة السورية ولا حتّى ورقة رأس النظام.

أكثر من ذلك، لم تستطع روسيا أن تفعل شيئا بعد مناداتها بعودة اللاجئين السوريين إلى الداخل السوري. يحتاج البلد إلى مليارات الدولارات لإعادة الحياة إليه. لا تمتلك روسيا هذه المليارات. في انتظار غد أفضل لمشروعها السوري، تستطيع أن تفعل ما تشاء، بما في ذلك الدوران في حلقة مقفلة. لعلّ أفضل تعبير عن هذا الدوران في تلك الحلقة العجز عن التعاطي مع موضوع الوجود الإيراني في سوريا من جهة والسيطرة الأميركية على “سوريا المفيدة” من جهة أخرى. في “سوريا المفيدة” النفط والغاز والثروات الطبيعية، بما في ذلك الزراعة والمياه.

في غياب من يريد شراء الورقة السورية من روسيا، ما الذي ستفعله موسكو بهذه الورقة التي تحوّلت عبئا عليها؟ الجواب بكل بساطة أنّ ليس أمام روسيا سوى إعادة النظر في سياساتها السورية. كلّ ما في الأمر أن الولايات المتحدة شجعتها على الغرق في الرمال المتحرّكة السورية إلى أن وصلت إلى يوم وجدت فيه أن الورقة التي في يدها ليست ورقة!

تركيا، التي تعاني كل نوع من أنواع المشاكل بسبب العقلية الإخوانية التي تسيطر على رجب طيب أردوغان وتتحكم بتصرفاته وجدت نفسها في وضع أفضل منها في سوريا. وجدت تركيا قسّا تبيعه إلى الأميركيين فأفرجت عن القس أندرو برانسون مما أدّى إلى تحسن فوري لسعر عملتها الوطنية وبدء الحديث عن تعاون عسكري تركي – أميركي في مناطق سورية معيّنة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة روسيا في سوريا… ليست ورقة ورقة روسيا في سوريا… ليست ورقة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib