سوريا والانفجار الكبير
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

سوريا والانفجار الكبير

المغرب اليوم -

سوريا والانفجار الكبير

بقلم - خيرالله خيرالله

من الواضح أن كل الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير طبيعة الصراع في سوريا باتت متوافرة في ظل وجود عسكري أميركي في "سوريا المفيدة" أي في شمال شرق سوريا حيث النفط والغاز والمياه والزراعة.

حروب الآخرين في سوريا
تمرّ بعد أيام قليلة سبع سنوات كاملة على اندلاع الثورة الشعبية في سوريا في وجه نظام أراد حرمان المواطن من كرامته. ما بدأ في الحادي عشر من آذار – مارس 2011 بانتفاضة مراهقين وأطفال سوريين كتبوا على جدران مدرستهم في درعا عبارة “الشعب يريد إسقاط النظام”، ينتهي اليوم بتحوّل سوريا إلى “ساحة”. الكلام الآن عن “ساحة” لما يمكن أن يكون مواجهة بين قوى إقليمية وحتى دولية. هناك مخاوف حقيقية من مواجهة تهدد باشتعال المنطقة كلها وانفجارها بعد أن أصبح الوجود العسكري الأميركي والروسي والإيراني والتركي من الثوابت التي لا مفر من التعاطي معها لدى البحث في مستقبل سوريا. يضاف إلى ذلك، في طبيعة الحال، الوجود الإسرائيلي بشكل احتلال لهضبة الجولان، والغارات المستمرّة على مواقع عسكرية تابعة لإيران أو للنظام في داخل الأراضي السورية.

كانت الثورة السورية في البداية ثورة سلمية لمواطنين عاديين سئموا حال الاستعباد التي بدأت منذ بدء تحول سوريا إلى بلد يتحكّم به نظام أمني يديره عبدالحميد السرّاج، بين 1958 و1961. التقطت سوريا أنفاسها وتخلّصت من هذا النظام الأمني الذي أسّس له السرّاج إبان الوحدة مع مصر، وهي وحدة بقيت طوال ثلاث سنوات مجرد شعارات وممارسات “اشتراكية” أفقرت السوريين وجعلت أفضل العقول تهاجر من البلد. بعض هذه العقول هاجر إلى لبنان وساهم في نهضته التي شملت العمران والمصارف والصناعة.

تكفّل النظام البعثي، الذي قضى على محاولات إعادة الحياة إلى سوريا بين العامين 1961 و1963، بالقضاء على ما بقي من أمل لدى المواطن العادي باستعادة بلده. استولى البعث بكلّ تخلّفه، على السلطة في الثامن من آذار – مارس 1963 ومهد الطريق لقيام نظام طائفي لم يمتلك أي شرعية من أي نوع في يوم من الأيام.

لا يمكن فهم أسباب الثورة الشعبية السورية من دون العودة إلى النظام الأقلوي الذي بدأت تتبلور معالمه في الثالث والعشرين من شباط – فبراير عام 1966، وصـولا إلى احتكار حافـظ الأسد للسلطة كلها ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر عام 1970 تمهيدا لتوريث نجله بشار في صيف السنة 2000.

كان فقدان الأمل في حياة أفضل السبب الأساسي لقيام الثورة الشعبية في سوريا. كان يمكن لهذه الثورة الشعبية أن تنقل البلد إلى عالم مختلف في ضوء ما لدى سوريا من ثروات وقدرات في أساسها ثروة الإنسان. يدرك الإنسان السوري العادي تماما قيمة العمل ساعات طويلة في كل يوم من أجل تحسين وضع عائلته. الأهم من ذلك كله، أن الإنسان السوري يمتلك القدرة على ممارسة الصبر والعيش في ظروف صعبة في ظل نظام لا يعرف من وسيلة للبقاء في السلطة غير القمع وإلغاء الآخر.

في سبع سنوات، انتقلت الثورة الشعبية من التظاهرات السلمية إلى الحرب الأهلية السورية مع بدء ظهور التنظيمات ذات الطابع الديني التي دخلت في حرب في ما بينها ومع “الجيش الحرّ”.

ما نشهده اليوم، بعد سبع سنوات على بدء الثورة، هو تطوّر في غاية الأهمية في مجال خلق الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة تتسبب به سوريا

كانت المرحلة الثانية من الثورة الشعبية، التي كانت في جزء منها حربا أهلية، حروبا بالوكالة بين أطـراف خارجية تورّطت، بطريقة أو بأخرى، في ما يدور على الأرض السورية.

شيئا فشيئا، راهن النظام على “داعش” الذي هو صنيعته أصلا، كي يظهر في مظهر أنّه يقاتل الإرهاب. كان لدى النظام في كلّ وقت ثابت واحد هو المدن السنّية الكبيرة. تخلص من حمص وحماة وحلب. لم تبق سوى دمشق التي عمل ولا يزال يعمل على تغيير طبيعة تركيبتها السكانية. يعرف هذا النظام، والذين يقفون خلفه، أن خروجه من دمشق يعني خروجه نهائيا من سوريا. هذا ما يدركه تماما الإيراني والروسي. وهذا ما جعل الإيراني يستنجد بالروسي في أيلول – سبتمبر من العام 2015 كي يبقى بشّار الأسد في دمشق.

سقط النظام عمليا، لكن المطلوب أن يبقى من هو على رأسه في دمشق كي يحقّق الروسي ما يريد تحقيقه، وكي يجد الإيراني غطاء لممارساته الهادفة إلى الاستيلاء على جزء من الأرض في الجنوب السوري بما يسمح له بالمحافظة على جسر إلى لبنان.

ما نشهده اليوم، بعد سبع سنوات على بدء الثورة، هو تطوّر في غاية الأهمية في مجال خلق الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة تتسبب به سوريا. ليس ما يجري في الغوطة الشرقية سوى تعبير عن المأزقين الروسي والإيراني. تلجأ روسيا إلى كلّ أنواع القصف كي تستسلم الغوطة. ماذا إذا استسلمت الغوطة؟ هل هناك في واشنطن من سيقتنع عندئذ أن عليه التفاوض مع موسكو في شأن ما يتجاوز سوريا؟ تكمن مشكلة الروسي في أنّ هناك من أغرقه في سوريا، لكن ليس هناك من يريد التفاوض معه في شأن أمور أخرى من بينها أوكرانيا، على سبيل المثال وليس الحصر…

كان ملفتا في الأسابيع القليلة الماضية كلام صدر عن مسؤولين إيرانيين عن حجم الاستثمار الذي قامت به “الجمهورية الإسلامية” في هذا البلد من أجل تمكين بشّار الأسد من البقاء في دمشق. قال أحدهم إن إيران وظفت ما يزيد على عشرين مليار دولار في سوريا في السنوات القليلة الماضية. قال آخر إنه لولا الدعم الإيراني، لكان بشّار الأسد غادر سوريا في العام 2012. كان ذلك القرار غاية في التعقل وكان يعني أن الأسد الابن يعي النتائج التي ستترتب على بقائه في دمشق تحت رحمة الإيراني والروسي.

بعد سبع سنوات ليس معروفا إلى أي حد يمكن أن تذهب إيران في خلق أمر واقع جديد يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل التي تعاني بدورها من أزمة داخلية في ضوء التحقيقات الجارية مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. من الواضح أنّ كل الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى تغيير طبيعة الصراع في سوريا باتت متوافرة في ظل وجود عسكري أميركي في “سوريا المفيدة” أي في شمال شرق سوريا حيث النفط والغاز والمياه والزراعة. من الواضح أيضا أنّ تركيا التي أقامت مواقع في سوريا تتطلع إلى وجود دائم فيها رسم الأميركيون إطاره.

من الثورة السلمية، إلى حروب بالوكالة، إلى حروب الآخرين في سوريا، ليس ما يشير إلى أن نهاية المأساة باتت قريبة. صارت تركيا تعرف حدودها، وصارت روسيا تدرك أن الدخول إلى سوريا ليس مثل الخروج منها. الأهم من ذلك كله أن إيران تغامر بالذهاب بعيدا في لعب ورقة الحرب، في وقت تعاني إسرائيل من وضع يمكن أن يدفعها إلى مغامرة كبيرة…

فوق ذلك لا وجود لضابط إيقاع أميركي يؤكد بين وقت وآخر أن دونالد ترامب ليس باراك أوباما، وأن ليس كافيا إجراء مناورات عسكرية ضخمة مع إسرائيل كي تفهم إيران أن اللعبة التي تمارسها في غاية الخطورة، حتّى لو كانت العناصر الميليشياوية التي تستخدمها في لعبتها السورية لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية وما شابه ذلك… 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا والانفجار الكبير سوريا والانفجار الكبير



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib