مصير المنطقة يتقرّر في العراق
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

مصير المنطقة يتقرّر في العراق

المغرب اليوم -

مصير المنطقة يتقرّر في العراق

بقلم - خير الله خير الله

المعركة مستمرّة منذ عام 1979 بين إيران والشعب العراقي، الذي يرفض الاستسلام، وهي بلا أدني شكّ أهمّ بكثير من معركة لبنان، وهي تضع مستقبل النظام الإيراني على المحكّ.

ليست معركة العراق سوى معركة تقرير مستقبل المنطقة كلّها. هل يكون العراق أرضا تسرح فيها الميليشيات المذهبية التي ترعاها “الجمهورية الإسلامية” التي تأسست في عام 1979… أم لا؟

بكلام أوضح؛ إيران تسعى إلى وضع يدها على العراق بشكل نهائي، وكانت قاب قوسين أو أدنى من ذلك بعدما تمكّنت من فرض عادل عبدالمهدي رئيسا للوزراء بعد انتخابات آيار – مايو 2018 على الرغم من انّه لا يمتلك قاعدة شعبية تذكر.

اخترعت إيران قاعدة لعبدالمهدي من أجل استبعاد حيدر العبادي عن موقع رئيس الوزراء. سعى العبادي، على الرغم من انتمائه إلى حزب الدعوة الإسلامية المعروف بتعصّبه وفكره المتزمت، إلى امتلاك هامش من الحرّية عن إيران طوال السنوات التي تولّى فيها موقع رئيس الوزراء خلفا لنوري المالكي.

اكتشف العبادي متأخّرا أن ذلك ليس ممكنا وأن التحالف، الذي كان مفترضا أن يعيده إلى موقع رئيس الوزراء لن يصمد أمام الضغوط الإيرانية التي تمارس عبر وسائل وشخصيات وميليشيات مذهبية مختلفة. من بين تلك الشخصيات، مقتدى الصدر، الذي كان ينادي في الأمس القريب بالقرار العراقي المستقلّ… فإذا به يعود إلى لعب الدور المطلوب منه، أي الدور المرسوم له في طهران بعد إعلان ولائه لـ”المرشد” علي خامنئي مجدّدا.

لا بدّ من العودة إلى أحداث وتواريخ معيّنة للتأكّد من أن الذي يجري في العراق ناتج عن تراكمات مكّنت إيران من القول إنّها باتت تمسك أخيرا بكلّ خيوط اللعبة العراقية، لو لم تفاجأ بحجم الحراك الشعبي المعادي لها والذي رأس حربته شيعة العراق من العرب.

لم يقترب العراق من فم إيران بمقدار اقترابه منذ العام 2018، خصوصا بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت في تلك السنة. كشفت نتائج تلك الانتخابات الثقل الإيراني في العراق من جهة وغياب السياسة الأميركية الواضحة من جهة أخرى.

لا يتعلّق الأمر بالعراق وحده بمقدار ما يتعلّق بالمنطقة كلّها، حيث لا همّ للرئيس الأميركي دونالد ترامب سوى تفادي أيّ مواجهة عسكرية مع إيران. وهذا ما تبيّن بوضوح، ليس بعده وضوح، بعد إسقاط صاروخ إيراني لطائرة تجسّس أميركية فوق مضيق هرمز في حزيران – يونيو الماضي.

يخشى ترامب في الواقع أن تؤدي أي مواجهة عسكرية إلى القضاء على أمله في العودة إلى البيت الأبيض ثانية. إنّه رئيس لا همّ لديه سوى انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر 2020. أمّا العراق والعراقيون وسوريا والسوريون ولبنان واللبنانيون، فيمكنهم الذهاب إلى الجحيم!

قرّر العراقيون أخذ زمام أمورهم بأيديهم، تماما كما قرّر اللبنانيون، الذين اكتشفوا في تشرين الأوّل – أكتوبر 2019 أنّهم يعيشون في ظلّ عهد “حزب الله”، النزول إلى الشارع والمطالبة بتغييرات كبيرة بدءا بتغيير الحكومة، التي يرأسها سعد الحريري، والتي استقالت استجابة لمطالب الأكثرية الشعبية اللبنانية، على الرغم من مطالبة “حزب الله” بإبقائها غطاء له!

تكمن أهمّية كلّ ما يجري في العراق في أنّه موجّه ضد إيران، مباشرة وعلنا، وضدّ مشروعها التوسّعي الذي كانت له انطلاقة جديدة بعد الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003 وعودة زعماء الميليشيات المذهبية العراقية إلى بغداد على ظهر دبّابة أميركية. بات زعماء هذه الميليشيات في معظمهم، يشكلون قيادة “الحشد الشعبي” الذي يفترض أن يكون الأداة الإيرانية، التي تستخدم في السيطرة على العراق، على غرار “حزب الله” في لبنان.

من الطبيعي في ظلّ هذه المعطيات أن تلقي إيران بثقلها لقمع التحرّك الشعبي في العراق، الذي لم يكن أيّ يوم لقمة سائغة لإيران، مثلما هو منذ تولي عادل عبدالمهدي موقع رئيس الوزراء.

تفوّق عادل عبد المهدي على نوري المالكي الذي قبل بعد العام 2010 أن يكون مجرّد أداة إيرانية طيّعة من أجل البقاء في موقع رئيس الوزراء قبل أن تطيحه أحداث الموصل وفضيحة تسليمها إلى “داعش” في حزيران – يونيو 2014.

من العراق، انطلقت إيران بعد 2003 في كلّ الاتجاهات. وعززت وجودها أيضا في سوريا وكذلك في لبنان، خصوصا بعد اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط – فبراير 2005. إيران ستعمل كلّ ما في وسعها من أجل البقاء في العراق، أو على الأصحّ، من أجل بقاء العراق مستعمرة إيرانية. هذا ما يفسّر كلّ الجهد الذي يبذله قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني من أجل القضاء على أي مقاومة عراقية للوجود الإيراني. هذا ما يفسّر تمسّكه بعادل عبدالمهدي ويفسّر أيضا كلّ الجهود التي تبذلها إيران من أجل تفادي قيام جيش وطني عراقي له حيثياته وله وزنه وضباطه، الذين لا ولاء لديهم سوى للعراق.

ستكون معركة العراق طويلة، وفي ضوء نتيجتها سيتقرّر موقع إيران على خريطة المنطقة. هناك حلم إيراني كاد أن يتحقّق لو لم ينتفض العراقيون. كان أمل آية الله الخميني الذي عرف كيف يجيّر الثورة الشعبية الإيرانية على نظام الشاه لمصلحته، بسقوط العراق سريعا. لكن آمال الخميني في 1979 و1980، خابت بعد خوضه حربا مع العراق استمرّت ثماني سنوات وانتهت بشبه انتصار عراقي.

استفاد الخميني كثيرا من تلك الحرب بإرسال الجيش الإيراني إلى الجبهات وإبعاده عن المدن. وسمح له ذلك بتعزيز وضع نظامه، الذي يعتمد على “الحرس الثوري” أكثر بكثير من اعتماده على الجيش النظامي، الذي طالب قادته الشاه بالحسم باكرا في الشارع، لكنّه رفض الاستماع إليهم.

بعيدا عن العقل السياسي التبسيطي لصدّام حسين، صمد العراق ثماني سنوات في المواجهة مع إيران. وهذا يعود إلى عدّة عوامل، في مقدّمها الشعب العراقي نفسه، الذي خيّب آمال الإيرانيين، الذين كانوا يعتقدون أن شيعة جنوب العراق في انتظار الساعة التي يقتربون فيها من الحدود كي يرموا السلاح.

المعركة لا تزال مستمرّة منذ عام 1979 وهي بين إيران والشعب العراقي، الذي يرفض الاستسلام. لا يوجد أدني شكّ بأن معركة العراق أهمّ بكثير من معركة لبنان، نظرا إلى أن مستقبل النظام الإيراني أصبح على المحكّ. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت تلك الاستماتة الإيرانية في رفض أي تغيير في العراق، بما في ذلك تغيير عادل عبدالمهدي، الذي خدم عسكريته، من الزاوية الإيرانية، ولم يعد أمامه في نهاية المطاف سوى الاستقالة، بدل البقاء أسير لعبة هي جزء من معركة طويلة وخطيرة.

لا بدّ لهذه المعركة من الانتهاء ذات يوم، لكن يبقى هناك سؤال لغز لا مفرّ من طرحه: هل مسموح أميركيّا أن تسيطر إيران على العراق وثرواته أم لا، وذلك على الرغم من كلّ ما فعله جورج بوش الابن بتقديمه العراق على صحن من فضّة إلى إيران؟ 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصير المنطقة يتقرّر في العراق مصير المنطقة يتقرّر في العراق



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
المغرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib