سراب الحل في اليمن
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

سراب الحل.. في اليمن

المغرب اليوم -

سراب الحل في اليمن

بقلم - خيرالله خيرالله

لا يزال الانسداد السياسي سيد الموقف، يبدو أن هذا الانسداد سيطول في غياب استيعاب أي طرف من الأطراف بأن الحسم العسكري أشبه بالمستحيل في بلد تغيرت فيه كل التوازنات التي كانت قائمة في الماضي.

يبدو أن الأزمة، أو على الأصح المأساة اليمنية، مرشحة لأن تستمر سنوات عدة أخرى في غياب القدرة على إيجاد تسوية سياسية بين طرفين معروفين هما “الشرعية” من جهة، وتحالف الحوثيين (أنصار الله) والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى. هناك محاولة جدّية للوصول إلى تسوية تنهي المأساة المرشحة للتفاقم والتي جعلت اليمنيين الذين كانوا يخشون الصوملة، نسبة إلى ما حل بالصومال، يترحمّون عليها. يقوم بهذه المحاولة إسماعيل ولد الشيخ أحمد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الذي يعتقد أن في الإمكان تحييد ميناء الحديدة والانطلاق من هناك نحو انفراج سياسي يحلّ مكان البحث عن حسم عسكري من جانب هذا الطرف أو ذاك.

هناك بلد يموت فيه الأطفال يوميا وتنتشر الكوليرا بسرعة جنونية. هناك بلد لا خدمات من أي نوع فيه، لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحّيا. إضافة إلى ذلك، لا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا زراعة ولا صناعة، ولا مستقبل لآلاف الشباب الذين لا يجدون حتى بابا للهجرة من بلدهم بحثا عن لقمة العيش في هذا البلد العربي أو غير العربي أو ذاك.

لا يزال الانسداد السياسي سيّد الموقف. يبدو أن هذا الانسداد سيطول في غياب استيعاب أيّ طرف من الأطراف بأن الحسم العسكري أشبه بالمستحيل في بلد تغيرت فيه كلّ التوازنات التي كانت قائمة في الماضي، سواء أكان ذلك في الشمال أو الجنوب أو الوسط. الأسوأ من ذلك كلّه أن ليس هناك سوى قلائل بين اليمنيين يعترفون بالتغييرات التي حصلت، ويعملون انطلاقا منها بعيدا عن الأحلام والأوهام.

ما الذي يجعل التسوية السياسية في اليمن أقرب إلى سراب من أي شيء آخر؟ ولماذا يبدو الوضع الراهن قابلا للاستمرار إلى ما لا نهاية على الرغم من كل المخاطر التي تحيق بمستقبل بلد لديه إحدى أقدم الحضارات في المنطقة كلّها؟

قبل كل شيء، لا يوجد استعداد لدى الحوثيين للتراجع والدخول في لعبة سياسية تجعل منهم طرفا من الأطراف السياسية في اليمن. يعتقد “أنصار الله” أنّهم الطرف الأقوى في المعادلة اليمنية وأنّهم يمتلكون مشروعا سياسيا يستند إلى “الشرعية الثورية”، وهي شرعية لا وجود لها. كلّ ما هناك أن الحوثيين استطاعوا في مثل هذه الأيام من عام 2014 التمدد انطلاقا من صعدة، في كل الاتجاهات بعد سيطرتهم على محافظة عمران وطردهم آل الأحمر، زعماء قبائل حاشد منها، بسهولة ليس بعدها سهولة. حصل ذلك في وقت قرّر فيه الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الوقوف موقف المتفرّج من منطلق أنه لا ينوي الدخول في مواجهات قد يستفيد منها علي عبدالله صالح الذي يكنّ له عبدربه كرها شديدا. بعد ذلك تابع “أنصار الله” مسيرتهم إلى صنعاء التي احتلوها آخذين في طريقهم اللواء 310 الذي كان يحمي باب العاصمة من مناطق مطلّة عليها في عمران.

لم يكن القضاء على هذا اللواء مجرد فتح لأبواب صنعاء أمام “أنصار الله” فحسب، بل كان أيضا هزيمة منكرة للإخوان المسلمين الذين كانوا يعتبرون هذا اللواء، إلى جانب الفرقة الأولى/ مدرع (حسب التسمية اليمنية)، رمزا لقوتهم العسكرية ولمدى تغلغلهم في الجيش اليمني بفضل أمثال العميد حميد القشيبي. كان القشيبي الذي أصرّ الحوثيون على قتله من أبرز الضباط اليمنيين الموالين للإخوان وللواء علي محسن صالح الأحمر، نائب الرئيس اليمني حاليا.

ليس ما يدعو “أنصار الله”، المدعومين من إيران، إلى القبول بأي تسوية انطلاقا من تحييد ميناء الحديدة وتسليمه إلى جهة تؤمّنُ دخول المواد الغذائية الضرورية والمساعدات الأخرى عبره. بالنسبة إلى الحوثيين، هناك موارد يؤمنها ميناء الحديدة لا غنى لهم عنها. لم يقتنع الحوثيون بعد أنّهم طرف معترف به في الخارطة السياسية لليمن، وأن في الإمكان تمثيلهم في أي حكومة مقبلة. ما زالوا يعتقدون أن في استطاعتهم التمدّد على الرغم من خسارتهم اليومية لمواقع في مناطق معينة كان آخرها قاعدة خالد بن الوليد في تعز.

في ظل موازين القوى القائمة حاليا، ليس ما يدعو إلى التفاؤل بحل أو مخرج قريبا. هناك طرف يمني يسيطر على صنعاء يعيش في عالم خاص به. لا يهمّه ما يحل باليمن واليمنيين ولا بمستقبل الأجيال اليمنية. المطلوب خدمة المشروع التوسّعي الإيراني والتمسّك بشعارات بالية من نوع ما يسمّى “الصرخة”، أي “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”. إيران نفسها تخلّت عن هذه “الصرخة”، فيما الحوثيون يتمسكون بها وبأخذ أهل صنعاء رهينة. أكثر من ذلك، هناك مؤشرات على أن مرور الوقت يجعلهم الطرف الأقوى في العاصمة اليمنية، حيث لا يزال علي عبدالله صالح الشخص الوحيد الذي يمتلك وزنا سياسيا وعسكريا، إضافة بالطبع إلى شبكة علاقات واسعة تسمح له بالدخول في تسويات. لكن هذه الشبكة التي لا تقتصر على الألوية التابعة للحرس الجمهوري، بل تشمل رجال القبائل أيضا، بدأت تضيق يوما بعد يوم بسبب تراجع الإمكانات المالية للرئيس السابق.

لا يعمل الوقت لمصلحة التسوية في اليمن، اللهمّ إلا إذا حصلت معجزة وحدث حسم عسكري أدى إلى سقوط صنعاء. هذا أمر مستبعد في المدى المنظور، خصوصا أن التحالف العربي الذي يخوض “عاصفة الحزم” يعتقد أنّه استطاع بالفعل تحقيق الهدف الأوّل المتمثّل في توجيه ضربة قوية للمشروع الإيراني. كان هذا المشروع يستهدف السيطرة على كل اليمن بواسطة الحوثيين، خصوصا على الواجهة البحرية الممتدة من المكلا إلى الحديدة، مرورا بمينائيْ عدن والمخا الاستراتيجيين. ما يزيد الأمور تعقيدا، إضافة إلى غياب شخصيات تنتمي إلى “الشرعية” تستطيع لعب دور وطني، انقسام الجنوب على نفسه وبقاء الوضع في الوسط، الذي عاصمته تعز، على حاله.

هل يبقى اليمن أسير جهة لا تمتلك أي مشروع سياسي من أيّ نوع تسمّي نفسها “أنصار الله”؟ هل يبقى أسير “شرعية” لا تستطيع حتّى حماية نفسها في عدن؟ هل يبقى أسير قادة جنوبيين يعتقدون في معظمهم أن مشاكل اليمن بدأت بالوحدة في العام 1990 متجاهلين كلّ المشاهد الدموية التي مرّت على الجنوب، عندما كان دولة مستقلة بين 1967 و1990 وأن الوحدة كانت نتيجة إفلاس النظام الذي حكم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”؟

يظلّ البحث عن مدخل لتسوية انطلاقا من تحييد ميناء الحديدة حلا منطقيا. لكن المؤسف أنّ ليس هناك منطق في اليمن. غياب المنطق ينطبق على كل الأطراف المعنية. يبدأ غياب المنطق الذي يجعل المأساة تتحول إلى ما يشبه كرة الثلج المتدحرجة، برفض الاعتراف بأن اليمن الذي كان قائما لم يعد موجودا. ما زال الحوثيون الذين بلغوا عدن في مرحلة ما يعتقدون أن لديهم تفويضا إلهيا يسمح لهم بالعودة إلى عهد الإمامة. أما “الشرعية”، فلا يزال فيها من يظن أنّ في استطاعته تكرار تجربة علي عبدالله صالح، وهي تجربة انتهت إلى غير رجعة يوم انقلب الإخوان المسلمون عليه قبل ست سنوات. هناك دول شبه مستقلة قابلة للحياة في إطار فيدرالي في اليمن. لا وجود لحل اسمه اليمن الموحّد ولا لحل اسمه العودة إلى الشطرين. هل من يريد التصالح مع الواقع في اليمن؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سراب الحل في اليمن سراب الحل في اليمن



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib