أميركا والحربان الخاسرتان
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

أميركا والحربان الخاسرتان

المغرب اليوم -

أميركا والحربان الخاسرتان

بقلم - خيرالله خيرالله

تدفع الولايات المتحدة حاليا ثمن التهاون لسنوات طويلة في التعاطي مع باكستان و'طالبان'. إنها تدفع في الحقيقة ثمن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان.

ليس إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان حدثا عاديا، هو الذي نادى في أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب العسكري من هذا البلد. إنه نقطة تحول على صعيد توجّه الإدارة الأميركية ودليل على خروجها من حال الانعزال التي حاول فرضها مساعدون لترامب كان آخرهم ستيف بانون الذي خرج، مشكورا، قبل أيّام قليلة من دائرة كبار الموظفين النافذين في البيت الأبيض.

لن يؤدي إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان إلى انتصار أميركي في الحرب على الإرهاب في بلد كان يؤوي أسامة بن لادن. لكنّ التحرّك الأميركي الأخير يشير إلى رغبة واضحة في عدم خسارة أفغانستان وتسليمها إلى حركة “طالبان” التي حمت في الماضي بن لادن و“القاعدة”، وأقامت معهما علاقات أقل ما يمكن أن توصف به أنّها من النوع الحميم. أكثر من ذلك، لا يمكن تجاهل الدور الإيراني في إبقاء التوتر قائما في أفغانستان في سياق سياسة تقوم على التدخل في كلّ دول المحيط، حتّى لو كان ذلك يعني إيواء عناصر من “القاعدة” في الأراضي الإيرانية.

من يقرأ نص خطاب ترامب، الذي أعلن فيه زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، يدرك من دون أدنى شك أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تفادي انهيار كامل في ذلك البلد يصبّ في مصلحة “طالبان” والذين يدعمونها، خصوصا في باكستان.

ليس جديدا أن تشكو الإدارة الأميركية من باكستان ومن دعمها لـ“طالبان” التي ارتدّت على القوى التي دعمتها في بداية صعودها باستثناء باكستان. ليس سرا أن “طالبان” من صناعة الأجهزة الأمنية الباكستانية، على رأسها جهاز الاستخبارات العسكرية. ليس سرّا أيضا أن هناك ارتباطات ذات طابع قبلي بين “طالبان” وباكستان وذلك عن طريق قبيلة الباشتون. ما ليس سرّا في طبيعة الأحوال أن الولايات المتحدة نفسها شجّعت في مرحلة معيّنة على قيام “طالبان” وعلى سيطرتها على باكستان وذلك في إطار الانتهاء من مرحلة الصراعات ذات الطابع القبلي والمناطقي وحتّى الديني والمذهبي، في مرحلة ما بعد سقوط النظام الموالي لموسكو بقيادة محمد نجيب الله في العام 1992.

سيطرت “طالبان” على معظم أراضي أفغانستان بعد العام 1996 بدعم أميركي وباكستاني. كان ذلك في سياق تنفيذ سياسة تقوم على إيجاد نوع من التهدئة والحكم المستقر يسهل تمرير أنابيب النفط الذي تنتجه الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي… وصولا إلى باكستان التي تمتلك موانئ لتصدير هذا النفط.

في مرحلة بات فيها الحكم في كابول مهدّدا، لم يعد أمام الإدارة الأميركية سوى خيار واحد. يتمثل الخيار في منع انهيار النظام الذي قام في أعقاب العملية العسكرية الأميركية التي أخذت شكل عملية لحلف شمال الأطلسي. ردّت الولايات المتحدة على غزوتي واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001 بإسقاط حكم “طالبان” التي رفضت تسليم أسامة بن لادن زعيم “القاعدة”، الذي كان تنظيمه وراء العمل الإرهابي الذي استهدف المدينتين الأميركيتين.


تكمن مشكلة الولايات المتحدة بكل بساطة في أنّها رفضت في أيّ وقت متابعة الحملة على “طالبان” والانتهاء منها. كان مطلوبا في كلّ وقت التعاطي مع الموضوع الأفغاني على مستويين. الأول باكستاني والآخر أفغاني. تعرف الولايات المتحدة، قبل غيرها، أن وجود “طالبان” مرتبط أساسا بالدعم الباكستاني. لم تسع جدّيا في أي وقت إلى وقف هذا الدعم، كما لم تقم بعملية عسكرية واسعة تقتلع “طالبان” من المناطق التي رسّخت فيها نفوذها.

تدفع الولايات المتحدة حاليا ثمن التهاون لسنوات طويلة في التعاطي مع باكستان و”طالبان”. إنّها تدفع في الحقيقة ثمن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان. بعد أحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001، عقد اجتماع لكبار المسؤولين الأميركيين في كامب ديفيد.

في هذا الاجتماع الذي نشرت وقائعه مجلة “فانيتي فير”، طرح بول ولفويتز، الذي كان نائبا لوزير الدفاع، أن يكون الردّ على العمل الإرهابي الذي نفّذته “القاعدة” في العراق. أجابه كولن باول وزير الخارجية بأن لا علاقة للنظام العراقي الذي كان على رأسه صدام حسين بـ“القاعدة” وأحداث الحادي عشر من سبتمبر. أفهم باول ولفويتز أنّ الموضوع مرتبط بأفغانستان و“طالبان” التي تؤوي أسامة بن لادن.

في مرحلة لاحقة سئل ولفويتز لماذا أثار موضوع العراق، علما أن المسؤولية تقع على “طالبان” وأفغانستان، كان جوابه “زرعت البذور”. أي أنّه زرع بذور فكرة الحرب الأميركية على العراق. في آذار – مارس من العام 2003 وفيما كانت الحرب في أفغانستان في أوجها، وفيما كان أسامة بن لادن لا يزال طليقا في حماية زعيم “طالبان” الملا عمر، ثم في حماية الباكستانيين، اجتاحت القوات الأميركية العراق.

من أخذ الأميركيين إلى العراق؟ لا يزال ذلك لغزا. خسرت الولايات المتحدة حربين بعدما كان في استطاعتها الذهاب بعيدا في الانتهاء من “طالبان” لو كرّست قدرات جيشها لذلك. كان عليها الانتصار في أفغانستان قبل البحث في كيفية التخلّص من نظام صدّام حسين وإيجاد بديل صالح، وتقديم العراق على صحن من فضة إلى إيران.

ما حصل كان تشتيتا للقوة الأميركية ولا شيء آخر. لم تستطع الولايات المتحدة إقامة نظام قابل للحياة في أفغانستان، وما زالت باكستان تلعب دور الراعي لـ“طالبان”. بات نفوذ “طالبان” في باكستان نفسها من النوع الذي لا يمكن تجاوزه، خصوصا في ظلّ ارتباطها بالأجهزة الأمنية التي ترى في الهند العدو الأول لباكستان.

من يتمتع بمثل هذه العقلية لا يمكن أن يكون في أي وقت شريكا في الحرب على الإرهاب. هل بدأت الإدارة الأميركية تفهم ذلك بعدما وجه ترامب تحذيرا شديد اللهجة إلى إسلام أباد في خطابه الأخير المتعلق بزيادة التورط العسكري الأميركي في أفغانستان بدل الانسحاب منها؟

هناك واقع لم يعد في استطاعة الولايات المتحدة تجاهله، لا في أفغانستان ولا في باكستان التي تمرّ بمرحلة انتقالية في ضوء اضطرار رئيس الوزراء نواز شريف إلى الاستقالة. هذا الواقع الجديد ينسحب أيضا على العراق الذي لم يعد قابلا للحياة كدولة موحّدة بسبب النفوذ الإيراني الطاغي أولا، والشرخ المذهبي الذي يعاني منه البلد على كلّ المستويات.

لن يؤمن ما طرحه الرئيس الأميركي انتصارا عسكريا في أفغانستان، ولن يؤدي إلى أي تغيير جذري في باكستان. ما لا يمكن نسيانه أن الأميركيين قتلوا أسامة بن لادن في آبوت آباد داخل الأراضي الباكستانية في أيار – مايو 2011.

كل ما فعله دونالد ترامب أنه أعطى إدارته فرصة للتفكير في ما يمكن عمله في حال كان مطلوبا متابعة الحرب على الإرهاب وعدم الرضوخ لباكستان في أفغانستان ولإيران في العراق. هل لدى الفريق، الذي على رأسه الجنرال هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي والجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع، ما يقدّمه لتحويل حربين خاسرتين في أفغانستان والعراق إلى حرب رابحة، في مكان ما، عن طريق البحث عن جذور الإرهاب ومن يستثمر فيه فعلا مستغلا كلّ الهفوات والأخطاء الأميركية استغلالا علميا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا والحربان الخاسرتان أميركا والحربان الخاسرتان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib