عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد

المغرب اليوم -

عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد

بقلم - خيرالله خيرالله

كانت نتيجة تركيز النظام السوري على الاستيلاء على لبنان وعلى التحكّم بالقرار الفلسطيني الاعتراف الأميركي بما تريده إسرائيل، أي بأن الجولان أرض إسرائيلية وجزء لا يتجزّأ من الدفاع عن أمنها.
عشية مرور الذكرى الأربعين لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في السادس والعشرين من آذار – مارس 1979، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان عن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتلّ. ليست تلك المفارقة سوى دليل على أنّ هناك من استغلّ حرب تشرين الأول – أكتوبر في العام 1973 من أجل استعادة أرضه، وهناك من استغلّ الحرب لتحقيق انتصارات على شعبه في سوريا وعلى لبنان واللبنانيين وعلى الفلسطينيين.

كانت نتيجة تركيز النظام السوري على الاستيلاء على لبنان وعلى التحكّم بالقرار الفلسطيني الاعتراف الأميركي بما تريده إسرائيل، أي بأن الجولان أرض إسرائيلية وجزء لا يتجزّأ من الدفاع عن أمنها، بل إن أمن إسرائيل مرتبط بوجودها الدائم في الجولان.

صارت المعاهدة المصرية – الإسرائيلية للعام 1979 أمرا واقعا بعدما قرّر أنور السادات الذهاب للقدس في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1977 حيث ألقى خطابا أمام الكنيست قال فيه “جئت إليكم حاملا سلام الشجعان، لا سلام المغلوب على أمرهم”. غيّر أنور السادات التوازن القائم في الشرق الأوسط كلّه. دفع غاليا ثمن ما فعله عندما اغتيل في العام 1981. لكنّ الأكيد، بغض النظر عن أي تقييم للرجل، أن العرب الآخرين لم يلتقطوا معنى خروج الدول العربية الأكبر من الصراع مع إسرائيل والنتائج التي ستترتب على ذلك. بكلام أوضح، لم يكن هناك فهم عربي لمعنى ذهاب أنور السادات إلى القدس من دون الخوض بإيجابيات مثل هذه الخطوة أو سلبياتها. تعاطى معظم العرب، وقتذاك، مع الأمر من دون أيّ فهم أو استيعاب لأبعاده.

فرض السادات في نهاية المطاف أمرا واقعا كان لا بدّ من التعاطي معه بطريقة عملية بعيدا عن أي نوع من الرومانسية والكلام المضحك- المبكي عن شقّ صف العربي. حسنا، شقّ السادات الصفّ العربي. ثمّ ماذا؟ ما نفع البكاء على الأطلال والسعي إلى عزل مصر، اللهمّ إلا إذا كان المطلوب التضامن مع حافظ الأسد، وزير الدفاع السوري في العام 1967 من أجل استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة إلى ما لا نهاية.

ما لا يمكن تجاهله في التبرير الأميركي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان هو الإشارة إلى الخطر الإيراني على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية

المؤسف أن من فهم، بين العرب، معنى خروج مصر لم يستطع أن يفعل شيئا في ظلّ تهديدات البعثيْن السوري والعراقي اللذين اتفقا فجأة على عزل مصر، على الرغم من أنّه لم يكن هناك ما يجمع بينهما. ما يدفعه العرب اليوم هو ثمن عزل مصر بسبب توقيعها معاهدة سلام مع إسرائيل. عُزلت مصر ونقل مقرّ جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس. هل ساهم ذلك في تحرير شبر من فلسطين أو من الأراضي العربية الأخرى المحتلّة، في مقدّمها الجولان؟

لم يوجد من يسأل في العام 1977، عندما زار الرئيس المصري القدس، هل كان أمام أنور السادات خيار آخر غير الذهاب إلى النهاية في السلام مع إسرائيل؟ أخذ معمّر القذّافي وحافظ الأسد المبادرة وجرّا الجزائر واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية، المغلوب على أمرهم، إلى إنشاء “جبهة الصمود والتصدّي” التي سرعان ما انضم إليها العراق الذي تصرّف بمقدار كبير من الحذر في البداية، قبل أن يضع نفسه في خدمة النظام السوري. ليس معروفا إلى يومنا من أخذ العراق إلى موقع حليف النظام السوري في وقت كان عليه أن يترك حافظ الأسد يتدبّر أموره مع أنور السادات الذي خاض معه “حرب تشرين” باللغة السياسية السورية، و”حرب أكتوبر” باللغة السياسية المصرية.

يتبيّن مع مرور كلّ هذه السنوات أنّ الرئيس المصري وجد نفسه وقتذاك في وضع لا يحسد عليه. أكثر من ذلك، لم يكن في استطاعة أيّ طرف عربي مساعدة مصر التي واجهت في مطلع العام 1977 أزمة اقتصادية خانقة أدت بين ما أدّت إليه إلى اضطرابات داخلية كان لا بدّ من الاستعانة بالجيش لاحتوائها. بين عقل عملي يهمّه إنقاذ مصر، هو عقل أنور السادات، وعقل عملي من نوع آخر، هو عقل حافظ الأسد، يهمه استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة، اختار العرب في ظلّ التهديد والابتزاز، الخضوع للبعثين السوري والعراقي، أي إلى عقل حافظ الأسد. سقطوا بكلّ بساطة ضحيّة هذا العقل الذي لم يرد في يوم من الأيّام استعادة الجولان، بل المتاجرة به.

ما نشهده اليوم هو السقوط العربي في فخّ حافظ الأسد الذي عرف وقتذاك كيف يتلاعب بمعمّر القذّافي وهواري بومدين وتهديد ياسر عرفات، في وقت كان اليمن الجنوبي مجرّد أداة سوفياتية. ليس معروفا إلى الآن كيف سقط أحمد حسن البكر وصدّام حسين في أحضان حافظ الأسد وسارا في لعبته، بدل طرح سؤال في غاية البساطة. هذا السؤال هو لماذا كانت حرب 1973؟ هل كان هناك من يعتقد أن حرب “تشرين” أو “أكتوبر” ستؤدي إلى تحرير فلسطين؟

عرف السادات توظيف نتائج الحرب في اتجاه معيّن، في حين وظّفها النظام السوري الذي ما لبث أن عوّض حلفه السابق مع مصر بحلف جديد مع إيران من جهة وإحكام سيطرته على لبنان من جهة أخرى…

ما لا يمكن تجاهله في التبرير الأميركي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان هو الإشارة إلى الخطر الإيراني على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية. أخذت إيران المنطقة إلى مكان آخر لا مستفيد، إلى إشعار آخر، منه سوى اليمين الإسرائيلي

يكشف الموقف الأميركي القاضي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان انحيازا فاضحا إلى اليمين الإسرائيلي الذي يراهن على خلق أمر واقع جديد على الأرض. يبدو الحليف الأوّل لهذا اليمين الإسرائيلي المشروع التوسّعي الإيراني. جعل هذا المشروع الإيراني الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية يتراجع إلى حد كبير، خصوصا في ظلّ سقوط العراق، وما حدث ولا يزال يحدث في سوريا، إضافة بالطبع إلى التغيير الكبير لموازين القوى في لبنان وما آلت إليه الأوضاع في اليمن.

ما لا يمكن تجاهله في التبرير الأميركي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان هو الإشارة إلى الخطر الإيراني على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية. أخذت إيران المنطقة إلى مكان آخر لا مستفيد منه، إلى إشعار آخر، سوى اليمين الإسرائيلي الذي تدعمه إدارة أميركية لا تعير أيّ قيمة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.

بعد أربعين عاما على توقيع المعاهدة المصرية – الإسرائيلية في مثل هذه الأيّام من العام 1979، يتبيّن كيف سقط العرب ضحيّة الفخ الذي نصبه لهم حافظ الأسد. كان الفلسطينيون الضحيّة الأولى لهذا السقوط. فلدى توقيع اتفاقي كامب ديفيد في أيلول – سبتمبر 1978، كان أحد هذين الاتفاقين مخصصا للفلسطينيين، في وقت كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية محدودا وليسوا بمئات الآلاف كما الحال الآن.

أما سوريا، فهي تدفع ثمن أخذها إلى الأحضان الإيرانية بعيدا عن مصر. سقط حافظ الأسد ضحية اعتقاده أن في استطاعته أن يمارس مع إيران اللعبة التي مارسها مع العرب الآخرين. الفارق بينه وبين أنور السادات أنّ الرئيس المصري الراحل كان مهتمّا بمصر واستعادة الأراضي المصرية المحتلة في 1967، في حين كان همّ الأسد الأب تكريس الهدوء في الجولان المحتلّ والانصراف إلى تحقيق انتصار على لبنان وعلى الفلسطينيين…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib