قبعة البشير خلت من الأرانب
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

قبعة البشير خلت من الأرانب

المغرب اليوم -

قبعة البشير خلت من الأرانب

بقلم - خيرالله خيرالله

سيعتمد الكثير على استيعاب الرئيس السوداني أن مشكلته مع الأكثرية السودانية التي تتطلع إلى نظام من نوع مختلف لا يكون على رأسه عسكري ذو ثقافة محدودة لا يعرف شيئا عن العالم وما يدور فيه.
لا ينفع عمر حسن البشير إلقاء مسؤولية تدهور الأوضاع في السودان على الآخرين. لام الحكومة ولام حكام الولايات ولام الفريق الاقتصادي، علما أنّه المسؤول الأول عمّا يعاني منه البلد منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه في 1989 مع مجموعة من رفاقه الضبّاط. جاء الانقلاب وقتذاك بإيعاز من “الجبهة القومية الإسلامية” التي كان يتزعمها الدكتور حسن الترابي. كان الترابي يحلم بإمبراطورية إسلامية بقيادته في منطقة القرن الأفريقي. كان الترابي يعرف كلّ شاردة وواردة عن القبائل والعشائر والتركيبة الاجتماعية لكل كيان سياسي في تلك المنطقة. كان حاد الذكاء وعلى علم كبير. لكنّ ذكاءه خانه مع عمر حسن البشير الذي رفض منذ البداية أن يكون تحت عباءة “الجبهة القومية الإسلامية”. لم يكتف الرئيس السوداني بملاحقة العقل المفكّر، وهو عقل شيطاني أكثر من أيّ شيء، كان وراء انقلاب 1989، بل ذهب إلى حدّ سجنه والتهديد بإعدامه. وهذا ما كان حصل لولا تدخّل الراحل علي عبدالله صالح مرّتين كي لا يقضي البشير على الترابي.

مرّة أخرى يناور عمر حسن البشير. أعلن عن تغييرات كبيرة في السلطة التنفيذية، لكنّ ما لم يتغيّر هو شبقه إلى السلطة، وهو شبق لا حدود له. لم يتردّد في إعلان حال الطوارئ لمدّة سنة ولم تبدر عنه أي رغبة في رفض ولاية رئاسية أخرى في العام 2020 وذلك بعد ما يزيد على ثلاثين عاما في السلطة. لو كان الرجل صادقا في الإصلاحات، لكن بدأ بنفسه وأعلن إلغاء التعديلات الدستورية التي ستسمح له بترشيح نفسه مرّة أخرى. اكتفى بـ“إرجاء التعديلات” وكأنه ينتظر أيّاما أفضل للعودة إليها. هل من أيام أفضل للبشير الذي استطاع في كلّ مرة، أقلّه إلى الآن، إيجاد طريقة لتجاوز أزماته المتتالية؟ بالنسبة إلى البشير لا يزال حبل المناورات طويلا. يظنّ أن هناك هامشا يستطيع التحرّك في إطاره. من الواضح أنّ الرئيس السوداني يجهل ما يدور على الأرض السودانية حيث في أساس الأزمة الحقيقية التي يمرّ بها السودان طبيعة الذين يشاركون في التحرّك ضدّ نظامه منذ شهرين. هؤلاء ينتمون إلى الشباب السوداني الذي لديه تطلعات مختلفة عن تلك التي لدى البشير وأبناء جيله والمدرسة التي ينتمي إليها.

تقع أعمار هؤلاء الشبان بين 16 و35 عاما. لا يدري البشير أنّ عدد هؤلاء 25 مليونا، أي أنهم يشكلون أكثرية في السودان الذي يبلغ عدد سكّانه 43 مليونا. لا وجود لأيّ علاقة بين البشير وهؤلاء الشبّان الذين باتوا على علم بما يدور في العالم. مثله مثل عبدالعزيز بوتفليقة لا يبدو البشير، الذي لا يزال يستطيع خلافا للرئيس الجزائري السير على رجليه، على علم بما يدور في البلد. لم يأخذ علما بأن المواطن السوداني، مثله مثل الجزائري، لا يستأهل مثل هذه الإهانة المتمثّلة في وجود بوتفليقة أو البشير في موقع الرئيس. يستأهل الجزائري والسوداني أفضل من ذلك بكثير في بلدين لا ينقصهما الرجال من ذوي الكفاءات. المضحك – المبكي أن البشير بدأ الآن يتحدث عن الاستعانة بكفاءات تتولى الوزارات والمواقع المهمّة. غاب عن باله أن هذا بمثابة اعتراف منه بأنّه وضع في المواقع الحساسة رجالا لا يتمتعون بالمؤهلات اللازمة للنهوض ببلد مليء بالثروات مثل السودان. هل من حاجة إلى ثلاثين عاما في السلطة كي يكتشف البشير أن هناك حاجة إلى كفاءات تدير بلدا مثل السودان؟

لا تُحصى المرات التي استطاع فيها البشير إنقاذ رئاسته. لجأ إلى كلّ الألاعيب، بل المناورات التي كانت في متناول يده. الدليل على ذلك ذهابه إلى النهاية في قضية انفصال الجنوب. عندما احتاج إلى ورقة الانفصال، شجع عليه وذلك من أجل التغطية على حكم المحكمة الجنائية الدولية التي قررت ملاحقته بسبب جرائم ارتكبها في دارفور.

باع البشير فرنسا الإرهابي الفنزويلي “كارلوس”. وتخلّص عندما تبيّن له أن ذلك في مصلحته، من إرهابي آخر اسمه أسامة بن لادن. انتقل بن لادن من السودان إلى أفغانستان التي خطط منها لـ“غزوتي نيويورك وواشنطن” أو ما عُرف بأحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001، التي دفع الفلسطينيون ثمنها غاليا، كذلك العراق ونظام صدّام حسين.

لعب البشير في كلّ الحلبات. كان رجلا لكلّ الفصول. كان مع إيران في مرحلة معيّنة. كان السودان محطة لتهريب أسلحة إيرانية إلى غزّة لمصلحة “حماس”. في مرحلة معيّنة انفتح على إسرائيل. وقبيل اندلاع الأحداث الأخيرة في السودان في كانون الأوّل – ديسمبر الماضي، زار دمشق ليكون أول رئيس عربي يلتقي بشّار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في آذار – مارس 2011. ليس معروفا إلى الآن ما الذي ذهب يفعله في دمشق، لكنّ الأكيد أنّه لم يدرك أن لا شيء يمكن أن ينقذ النظام السوري الذي صار في مزبلة التاريخ منذ فترة طويلة بعد دخوله في حرب مع شعبه.

تبقى مشكلة عمر حسن البشير مع شعبه أوّلا. لو كان لديه أي حلّ لأي مشكلة، لما كان حصل انفصال الجنوب حيث أكثرية مسيحية.

كان الفشل الأوّل للبشير في عجزه عن تقديم نموذج لدولة عصرية تسودها ثقافة التسامح. كان همّه في مرحلة معينة إيجاد طريقة لاسترضاء إسرائيل التي ساعدها استقلال جنوب السودان في إيجاد موطئ قدم آخر في القارة الأفريقية.

سيكون صعبا على عمر حسن البشير الخروج سالما من الأزمة التي يمرّ فيها السودان وذلك على الرغم من كل وسائل القمع التي يمتلكها. المواطن السوداني مسالم وهادئ ولكن عندما يطفح الكيل لديه يصبح شرسا وعنيدا. يبدو السوداني مسالما ظاهرا لكنهّ شيء آخر غير ذلك. الأكيد أنّه ليس خبيثا كما يدعي بعضهم. ففي العام 1964 طفح الكيل في السودان ونزل الناس إلى الشارع وأسقطوا قائد الانقلاب العسكري الفريق إبراهيم عبود الذي بقي ست سنوات في السلطة. كان الشعار الذي رفعه المتظاهرون والهتاف الذي أطلقوه وقتذاك “إلى الثكنات يا حشرات”. عاد العسكر بالفعل إلى الثكنات. هل تتكرر تجربة 1964 في 2019؟ أي هل يرحل عمر حسن البشير من دون إراقة دم؟

سيعتمد الكثير على استيعاب الرئيس السوداني أن مشكلته مع الأكثرية السودانية التي تتطلع إلى نظام من نوع مختلف لا يكون على رأسه عسكري ذو ثقافة محدودة لا يعرف شيئا عن العالم وما يدور فيه. يستأهل السودانيون رئيسا أفضل بكثير من رئيس مثل عمر حسن البشير يعتقد أنه يقدّم عرضا من النوع الذي يقدّمه السحرة، وأن في استطاعته أن يُخرج من قبعته أرنبًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك. قد تكون المرحلة الراهنة مرحلة افتقاد الرئيس السوداني للأرانب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبعة البشير خلت من الأرانب قبعة البشير خلت من الأرانب



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib