من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

من عقدة فيتنام... الى عقدة أفغانستان

المغرب اليوم -

من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

ما بدأ بخطأ لا يمكن الّا ان ينتهي بخطأ آخر اكثر فظاعة. لم يكن من خيار آخر لدى إدارة جو بايدن سوى الانسحاب من أفغانستان وإن في ظروف اقلّ ما يمكن ان توصف به انّها في منتهى الفوضى. ستترك نتائج الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان وطريقة خروجها منها انعكاسات على السياسة الأميركية في المستقبل. ستحلّ عقدة أفغانستان مكان عقدة فيتنام التي عانت منها الإدارات المتلاحقة منذ العام 1975 طويلا.

هناك حرب استمرّت عشرين عاما كلفت اميركا ما يمكن ان يصل الى الف مليار دولار وثمّة من يقول اكثر. فشلت الولايات المتحدة من إقامة نظام قابل للحياة في أفغانستان بعد ازاحتها حكم "طالبان" الذي كان يؤوي أسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" الإرهابي، هذا التنظيم الذي كان وراء "غزوتي واشنطن ونيويورك" في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001. اتخذ بايدن قرارا بالانسحاب نظرا الى انّ ادارته تعرف تماما انّ لا خيار آخر امام اميركا سوى الخروج عسكريّا من أفغانستان يوما. لماذا، اذا، الانتظار ودفع مزيد من الاثمان في حرب يستحيل الانتصار فيها؟

في هذا السياق، يبدو قرار الرئيس الأميركي منطقيّا الى حدّ بعيد. ما ليس منطقيّا هو الخطأ الذي ارتكبته الإدارة عندما عجزت عن تنظيم الانسحاب العسكري. تبيّن بكل وضوح انّ اميركا كانت في أفغانستان طوال عشرين عاما، لكنها بقيت لا تعرف شيئا عنها وعن قوّة "طالبان" ومدى انتشارها. لعلّ اهم ما كانت تجهله اميركا مدى هشاشة النظام الذي على رأسه اشرف غني خليفة حامد كرزاي. سارع اشرف غني الى الفرار من كابول. تبيّن بكلّ بساطة انّ عشرين عاما لم تكن كافية لبناء جيش أفغاني يستطيع الصمود لايّام قليلة امام "طالبان". لم تكن عشرون عاما كافية لمعرفة خبايا أفغانستان وخبايا "طالبان" التي تحاول حاليا تغطية تخلّفها عبر حملة علاقات عامة وجد من ينظّمها لها. عاجلا ام آجلا، سيتبيّن ان "طالبان" لا يمكن ان تتغيّر نظرا الى ان لا علاقة لها من قريب او بعيد بايّ سمة حضاريّة في هذا الكون.

في أساس الخطأ الذي ترافق مع الانسحاب العسكري في أفغانستان، خطأ آخر ارتكبته اميركا في العام 2003 عندما قرّرت إدارة جورج بوش الابن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان والانتهاء من "طالبان" والتنظيمات الارهابيّة الأخرى المنتشرة في أفغانستان بحماية "طالبان". في مقدّم هذه التنظيمات كان تنظيم "القاعدة" الذي لم يستطع إيجاد موقع له في مناطق افغانيّة مختلفة فحسب، بل استطاع ايضا إقامة علاقات مع ايران.

لم يكن طبيعيا دخول اميركا حربا أخرى في وقت لم تنته من حرب أفغانستان ومن دون الذهاب الى لبّ المشكلة، أي العلاقة بين الاستخبارات العسكريّة الباكستانيّة من جهة و"طالبان" من جهة أخرى. بدل التركيز على باكستان التي لعبت دورا مهمّا في ولادة "طالبان" والذهاب الى أساس المشكلة... ذهبت اميركا الى العراق من دون أيّ دليل على وجود علاقة بين نظام صدام حسين و"القاعدة". لا يعني ذلك ان الدفاع عن النظام العراقي السابق ممكن بمقدار ما يعني ان التخلّص منه جرى بالطريقة الخطأ والتوقيت الخطأ. هذا ما دفعت اميركا ثمنه في أفغانستان وما زال تدفعه الى اليوم.

لم يتضح بعد، وقد لا يتّضح يوما، من اخذ اميركا الى حرب أخرى في وقت لم تكن انتهت من حربها على الإرهاب في أفغانستان. كلّ ما تسرّب عن الامر أنّ بول ولفويتز نائب وزير الدفاع في عهد بوش الابن سارع الى المناداة بالانتقام من "القاعدة" في العراق. بادر إلى ذلك بعد ساعات من "غزوتي نيويورك وواشنطن" في اجتماع لكبار المسؤولين الاميركيين في منتجع كامب ديفيد بعيدا عن العاصمة. تصدّى كولن باول وزير الخارجية، وقتذاك، لولفويتز مؤكّدا ان ليس ما يثبت وجود علاقة بين نظام صدّام حسين و"القاعدة". لم يكن لدى نائب وزير الدفاع من ردّ. لكن ولفويتز قال بعد ذلك في سياق مقال طويل نشرته في حينه مجلة "فانيتي فير": "زرعت البذور"، أي انّه زرع بذور فكرة الذهاب الى العراق الذي عانى بدوره من نتائج حرب اميركيّة غير مدروسة أدت الى فشل ذريع بتكاليف مادية وانسانيّة باهظة، إضافة الى خلل في التوازن الإقليمي صب في مصلحة ايران إن في منطقة الخليج او في الشرق الأوسط.

لا يمكن للخطأ سوى ان يجرّ الى خطأ آخر. ما حصل من فشل في أفغانستان بدأ بخطأ الذهاب الى العراق لأسباب ما زالت مجهولة. مثلما لم تفهم الإدارات الأميركية، من ادارة جورج بوش الابن... الى إدارة جو بايدن، مرورا طبعا بإدارة باراك أوباما العراق، لم تفهم أفغانستان. لم تدرك كلّ هذه الإدارات معنى تقديم العراق على صحن من فضّة الى ايران. لم تدرك أيضا ما هي حركة "طالبان" وانّ "طالبان" لا يمكن ان تتغيّر مهما وضعت من المساحيق على وجهها وبغض النظر عن وجود من يقدّم لها النصائح كي تبدو وكأنّها تغيّرت. يظلّ الموقف من المرأة من خلال اجبارها على ان تكون مواطنا من الدرجة الثانية او الثالثة او الرابعة المقياس الاهمّ في الحكم على أي نظام او تنظيم سياسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib