قبرص التركية… ضحيّة أخرى لأردوغان
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

قبرص التركية… ضحيّة أخرى لأردوغان

المغرب اليوم -

قبرص التركية… ضحيّة أخرى لأردوغان

بقلم : خيرالله خيرالله

من خلال قبرص، كان في استطاعة تركيا إظهار أنّها دولة متصالحة مع نفسها وأن تلعب دورا إيجابيا على الصعيدين الإقليمي الدولي.

كان كافيا أن تعمل من أجل إيجاد وضع طبيعي في الجزيرة المقسّمة منذ العام 1974 كي تبعث برسالة إلى كلّ من يعنيه الأمر أن مرحلة الانفتاح التركية مستمرّة وهي ملازمة للتطور الاقتصادي الذي شهده البلد في السنوات العشرين الأخيرة. شيئا فشيئا، يتبيّن أن رجب طيب أردوغان ليس سوى سياسي قصير النظر لا يدرك أن في استطاعته النهوض بتركيا في حال تخليه عن سياسة تقوم على الابتزاز.

ليس الموقف من قبرص سوى انعكاس لمجموعة من العقد التي لا يستطيع الرئيس التركي التعاطي معها. من بين هذه العقد أن قبرص دولة مستقلّة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ العام 2004. بدل تجاوز أحداث الماضي والمساعدة في توحيد قبرص وجعلها جسرا لتركيا إلى الاتحاد الأوروبي، عمد الرئيس التركي إلى اتباع سياسة تتسم بالعقم… هذا إذا كان المرء يريد التساهل مع أردوغان.

فجأة قررت تركيا التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية لقبرص من منطلق أنّ هذه المياه تابعة لقبرص التركية. يتناسى الرئيس التركي أن هذه جمهورية لم تعترف بها سوى تركيا في يوم من الأيّام. ليس مفهوما لماذا هذا الإصرار على استعداء أوروبا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي عموما؟ هل هذه ميزة كلّ سياسي يتحول أسير فكر الإخوان المسلمين؟

كان الأمل كبيرا في الماضي بأن تستخدم تركيا قبرص لحلّ مشاكلها المزمنة مع أوروبا، خصوصا بعدما صارت في قبرص اليونانية قيادة عاقلة ساهمت في تعزيز الاستقرار والنظام الديمقراطي القائم على التبادل السلمي للسلطة بين أحزاب مختلفة لكلّ منها برنامجه.

في الواقع، حصلت نقلة نوعية في قبرص اليونانية منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. صارت قبرص اليونانية التي مرّت في مرحلة معيّنة، مثلها مثل اليونان، بأزمة اقتصادية عميقة بلدا مزدهرا. في المقابل بقيت قبرص التركية تعاني من العزلة والفقر على كلّ صعيد وفي كلّ المجالات نتيجة وقوعها تحت الهيمنة التركية.

لا يمكن بالطبع الدفاع عن تصرّفات القبارصة اليونانيين في مرحلة معيّنة، لكنّ من الضروري العودة إلى التاريخ الحديث لشرح الأسباب التي أوصلت قبرص إلى ما هي عليه الآن في ظلّ سؤال محيّر. هذا السؤال هو الآتي: لماذا لم تستطع تركيا في يوم من الأيّام التفكير في حلول تنتشل القبارصة الأتراك من بؤسهم، بل كلّ ما تفكّر فيه هو تكريس احتلالها لقسم من أراضي الجزيرة والتصرّف من منطلق أنّ هذه الأراضي تركيّة في حين أنّها قبرصية؟

صيف العام 1974، قبل أقلّ من سنة من اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، نفّذت مجموعة يمينية بزعامة نيكوس سامسون انقلابا على المطران مكاريوس الرئيس الشرعي لقبرص. كان سامسون سياسيا شابا ينتمي إلى أقصى اليمين. كان يعاني من الرعونة بما يشبه إلى حد كبير زعماء الميليشيات المسيحية والإسلامية التي فرّخت في لبنان بعد العام 1975. كان يقف خلفه ضباط يونانيون أقاموا حكما عسكريا في بلدهم. ما لبث هؤلاء الضباط أن دفعوا ثمن مغامرتهم القبرصية. خسروا السلطة وعادت اليونان إلى الحكم المدني مع عودة السياسي المخضرم قسطنطين كرامنليس من منفاه في باريس.

استغلّت تركيا الانقلاب على مكاريوس كي تقوم بإنزال عسكري بحجة حماية القبارصة الأتراك المسلمين الذين يشكلون نسبة 15 في المئة من سكان الجزيرة. احتلّت تركيا 38 في المئة من مساحة قبرص، بما في ذلك بعض أجمل الأماكن فيها مثل فماغوستا. إلى الآن، لا يزال هناك نحو ثلاثين ألف جندي تركي في قبرص. لا تزال تركيا متمسّكة بجمهورية شمال قبرص من منطلق أنهّا تحمي القبارصة الأتراك في مواجهة القبارصة اليونانيين.

مرّت 45 سنة على الاحتلال التركي لقبرص من دون أن يطرأ أي تغيير على الذهنية التركية، علما أنّ كلّ شيء تغيّر في اليونان وفي قبرص اليونانية نفسها. اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي، كذلك قبرص اليونانية. لا شيء يمنع قبرص التركية من أن تكون عضوا في الاتحاد في حال زوال المشاكل القائمة بينها وبين قبرص اليونانية. عضوية الاتحاد الأوروبي هي لقبرص كلّها ولا يعترف الاتحاد سوى بشرعية الحكومة القبرصية اليونانية. لم تقدم تركيا على أي خطوة يفهم منها أنّها قادرة على استيعاب التطورات التي شهدتها السنوات الـ45 الماضية حين اجتاح الجيش التركي الجزيرة يوم 20 تمّوز – يوليو 1974.

في العام 1974، كان العلماني بولنت أجاويد رئيسا للوزراء في تركيا. لعب الرجل دورا محوريا لدى اتخاذ القرار القاضي بتنفيذ إنزال عسكري تركي في قبرص. لا يزال الإسلامي رجب طيّب أردوغان يمثل في 2019 ما كان يمثّله أجاويد في 1974. حسنا، يمكن فهم الأسباب التي دعت رئيس الوزراء التركي وقتذاك إلى اجتياح قبرص ولكن كيف يمكن تفسير تمسّك أردوغان بسياسة أجاويد والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، أي إلى التنقيب عن النفط والغاز في المياه القبرصية؟

كان كافيا أن يزور الرئيس التركي قبرص اليونانية وقبرص التركية والمقارنة بينهما للتأكد من أن كلّ سياسات تركيا حيال الجزيرة كانت على خطأ. صحيح أنّه يمكن فهم مبررات الإنزال العسكري التركي للعام 1974، لكن الصحيح أيضا أنّه يصعب فهم كيف يمكن لتركيا أن تضع الحواجز أمام إعادة توحيد الجزيرة من جهة، والسعي إلى تكريس احتلالها للمنطقة القبرصية التركية فيها من جهة ثانية؟

الواضح أن الرئيس التركي الحالي فقد البوصلة. عليه المزايدة في الداخل التركي وخارج بلاده لإظهار أنّه لا يزال موجودا ولا يزال لاعبا إقليميا. ليست سياسته القبرصية سوى تعبير عن إفلاس ليس بعده إفلاس لرجل كان الرهان عليه كبيرا، خصوصا بعد نجاحه في المجال الاقتصادي قبل أن يبدأ سقوطه العظيم في السنوات العشر الأخيرة التي شهدت حصر كلّ السلطات في يده وصولا إلى الهزيمة التي تعرّض لها قبل أقلّ من شهر في إسطنبول في مناسبة إعادة الانتخابات البلدية فيها.
كانت قبرص فرصة كي يثبت أردوغان أنّه قادر على القيام بعملية نقد للذات. كانت فرصة كي يمدّ الجسور مع أوروبا بدل الدخول في لعبة شراء شبكة صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز “أس- 400”. ما الذي سيفعله بهذه الصواريخ وضدّ من سيستخدمها… هذا إذا كانت ذات فاعلية ما؟

مؤسف أن تصل تركيا إلى ما وصلت إليه بسبب طموحات رجل واحد لا يزال يعرف كيف يثير الغرائز الدينية لدى أهل الأرياف التركية كي يبقى في السلطة بأيّ ثمن كان… حتّى لو كان هذا الثمن تراجع الاقتصاد التركي وانتشار مزيد من البؤس في معظم أنحاء قبرص التركية التي تحوّلت إلى ضحية أخرى من ضحايا أردوغان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبرص التركية… ضحيّة أخرى لأردوغان قبرص التركية… ضحيّة أخرى لأردوغان



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 17:21 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
المغرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib