منطق اللامنطق الروسي في سوريا
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

منطق اللامنطق الروسي... في سوريا

المغرب اليوم -

منطق اللامنطق الروسي في سوريا

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

لا يمكن الاستخفاف بما هو على المحكّ في جنوب سوريا حيث يتبيّن ان روسيا تدعم النظام الاقلّوي السوري مباشرة من جهة وتشجع ايران على تكثيف وجودها في تلك المنطقة من جهة أخرى. لماذا ترفض روسيا اخذ العلم بانّ النظام السوري مرفوض من شعبه وانّ لا مستقبل له؟ لا تفسير لمثل هذا الرفض الروسي على الرغم من مضيّ اكثر من عشر سنوات على اندلاع الثورة الشعبيّة على النظام القائم الذي يرفض ان يكون السوري اكثر من عبد لديه!

من الواضح ان روسيا ترفض ان تتعلّم من تجارب الاتحاد السوفياتي. لو كان للنظام السوري القائم منذ العام 1970 أي مستقبل من ايّ نوع، لكانت كلّ من بولندا وألمانيا الشرقيّة ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا (صارت دولتين هما تشيكيا وسلوفاكيا) وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا لا تزال بمثابة جرم يدور في الفلك السوفياتي، السعيد الذكر.

ما يطرحه الروس في ما يتعلّق بمستقبل الجنوب السوري يصبّ في خدمة مشروع يستهدف احداث تغيير ديموغرافي دائم في تلك المنطقة السنّية - الدرزية الحيويّة التي لديها امتداد طبيعي مع الأردن وحتّى مع جنوب لبنان. إلى ذلك، إنّ وجود الميليشيات الايرانيّة على حدود الأردن يسهّل تهريب كل أنواع البضائع، بما في ذلك المخدرات الى دول الخليج العربي!

يبدو الموقف الروسي من تلك المنطقة الحساسة غريبا الى ابعد حدود، خصوصا انّه سبق لموسكو ان تعهدت منع ايران من إيجاد مواقع عسكريّة دائمة في الجنوب السوري في مقابل الحدّ من الهجمات الإسرائيلية على اهداف محدّدة في محيط دمشق.

ليس الموضوع موضوع حماية إسرائيل بمقدار ما أنّه مرتبط بخلق واقع جديد على الارض لا يهدّد مستقبل سوريا، هذا اذا كان لها مستقبل، فحسب بل يهدّد الأردن ولبنان أيضا.

يطرح الموقف الروسي بالفعل أسئلة لا أجوبة عنها، أقلّه في المدى المنظور. من بين هذه الأسئلة ما مصلحة موسكو في حماية الوجود الإيراني في سوريا؟ تصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال الّا اذا كان مطروحا لعب موسكو لدور الوسيط بين ايران وإسرائيل من اجل تسهيل صفقة بين "الجمهوريّة الاسلاميّة" و"الشيطان الأصغر" يضمن بموجبه الطرف الإيراني خط وقف النار بين سوريا وإسرائيل ولبنان إسرائيل في مقابل اعتراف بأمر واقع ما. يتمثّل الامر الواقع هذا في ان يكون لبنان وسوريا تحت السيطرة الإيرانية مع حفظ للمصالح الروسيّة في البلدين.

يمكن القول ان مثل هذه النظريّة المتعلّقة بحفظ ايران، عبر ميليشياتها، أمن إسرائيل على حدودها الشماليّة من نسج الخيال. لكنّ ليس ما يمنع التساؤل عن المنطق الروسي، وهو منطق اقرب من اللامنطق اكثر من ايّ شيء آخر. مثل هذا التساؤل اكثر من مشروع في ضوء الإصرار على تهجير قسم من أهالي درعا وإبقاء دروز السويداء والقرى المحيطة بها موضع ابتزاز دائم تحت تهديد "داعش" او الميليشيات الايرانيّة، لا فارق.

قد يكون التفسير الوحيد الذي يمكن الاستعانة به، من اجل فهم المنطق... او اللامنطق الروسي الذي لا يأخذ في الاعتبار مصلحة الأردن، تاريخ علاقات موسكو بالمنطقة منذ خمسينات القرن الماضي. لم يتغيّر شيء بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. لا تزال روسيا تتصرّف بالطريقة ذاتها من منطلق وجود منافسة بينها وبين اميركا. من هذا المنطلق، ليس مهمّا ما يحل بهذه الدولة العربيّة او تلك. المهمّ ان تستخدم روسيا المنطقة العربيّة بغية تأكيد انّ لديها دورا تلعبه في مواجهة الأميركي.

يبدو واضحا انّ الكرملين يرى في إدارة جو بايدن إدارة ضعيفة وحائرة. يؤكّد ضعفها طريقة الانسحاب من أفغانستان. يؤكّد حيرتها غياب أي مشروع أميركي بالنسبة الى سوريا او العراق. حسنا، ستستغل موسكو هذا الضعف وهذه الحيرة ولكن من اجل تحقيق أي هدف... غير هدف خدمة ايران؟

من يعود بالذاكرة بضعة عقود الى خلف، يكتشف انّ روسيا، وقبلها الاتحاد السوفياتي، لم يقدما يوما على عمل بناء في المنطقة العربيّة كلّها، اللهمّ الّا اذا وضعنا السدّ العالي جانبا. تظلّ سوريا المثال الأبرز على الفشل الروسي والسوفياتي. شجعت موسكو في كلّ وقت على استمرار حال اللاحرب واللاسلم التي اتبعها حافظ الأسد منذ خسارته الجولان في العام 1967.

من الالغاز التي لا تزال الغازا أنّ موسكو لم تحذر جمال عبدالناصر من دخول مغامرة حرب 1967 التي جرّه اليها النظام البعثي المزايد في سوريا.

الأكيد ان موسكو كانت على علم تام بنتائج تلك الحرب قبل اندلاعها، لكنها لم تقم بايّ عمل مفيد من اجل الحؤول دونها. كان رهانها الدائم على انّ العربي الضعيف سيكون اكثر حاجة اليها من العربي القويّ. في النهاية، لو اتكل أنور السادات على نصائح الاتحاد السوفياتي، لكانت سيناء بنفطها وغازها ومناطقها السياحيّة، مثلها مثل الجولان والقدس الشرقيّة والضفّة الغربيّة، تحت الاحتلال الإسرائيلي الى اليوم.

تعرف روسيا قبل غيرها انّ الشعب السوري يرفض بأكثريته الساحقة النظام القائم. كذلك، تعرف ان ايران لا ترى لنفسها مستقبلا في سوريا من دون تغيير ديموغرافي في العمق يشتّت السنّة ويهجرهم الى خارج سوريا والى مناطق معيّنة في الشمال السوري حيث الهيمنة التركيّة. ما ليس معروفا هو لماذا الاستمرار في هذه السياسة التي لن تجلب سوى مزيد من الخراب الذي سيلحق أيضا بدروز سوريا وليس بالسنّة وحدهم في منطقة حوران ودرعا البلد على وجه التحديد.

الى اين ستأخذ روسيا سوريا؟ ستأخذها الى مزيد من التفتت لا اكثر والى وضع يشكل تهديدا للبنان والأردن في الوقت ذاته. اين مصلحة روسيا من كلّ ذلك؟ ثمّة من يعتقد انّ الاميركيين في عهد جو بايدن غير مهتمّين بالمنطقة وسيقبلون بان تتسلّمها روسيا التي لم تتردّد يوما في ان تضع نفسها في خدمة ايران. تبدو مثل هذه المعادلة الطريق الأقصر الى مزيد من التدهور والضياع في منطقة تحتاج الى حدّ ادنى من الاستقرار اكثر من أي وقت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطق اللامنطق الروسي في سوريا منطق اللامنطق الروسي في سوريا



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib