ما ينقص بوريس جونسون
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً
أخر الأخبار

ما ينقص بوريس جونسون

المغرب اليوم -

ما ينقص بوريس جونسون

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

هرب المواطنون البريطانيون من جريمي كوربن زعيم حزب العمال الذي كان سيقود المملكة المتحدة إلى كارثة حتمية. ليس مضمونا أن يأخذهم زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون إلى برّ الأمان، لكنّ زعيم حزب العمّال لم يترك لأكثرية الناخبين خيارا آخر غير الهرب.

 مهما حاول كوربن تصوير هزيمته بأنّها نتيجة رغبة أكثرية البريطانيين، في الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ورفضهم لإجراء استفتاء جديد، يبقى أن شخصية زعيم حزب العمال كانت منفّرة إلى حد كبير، خصوصا أنّه لم يعد سوى بدولة اشتراكية لا تشبه سوى بريطانيا الستينات ومرحلة ما قبل تولي مارغريت تاتشر رئاسة الوزراء في العام 1979. صوّت البريطانيون، قبل أيّ شيء، لحزب بوريس جونسون ليس حبّا به، بل كرها بكوربن ذي السياسات المضحكة، من نوع الإعجاب ببشّار الأسد، على سبيل المثال وليس الحصر.

في أواخر سبعينات القرن الماضي، استطاعت تاتشر بعد توليها زعامة المحافظين إعادة الحياة إلى الاقتصاد البريطاني وإعادة صنع دور للمملكة المتحدة بعد سنوات طويلة من القحط ميزت مرحلة ما بعد مغامرة حرب السويس في العام 1956. هل ينجح بوريس جونسون في إيجاد مكان لبريطانيا على الخريطة الأوروبية والدولية على غرار ما فعلت تاتشر التي عرفت كيف تجمع بين العلاقة الوطيدة مع أوروبا، من ضمن الاتحاد الأوروبي وليس من خارجه، ومع الولايات المتحدة في الوقت ذاته؟

اعتمدت تاتشر إلى حد كبير على العلاقة المتميّزة التي أقامتها مع دونالد ريغان الذي بقي رئيسا لأميركا من 1980 إلى 1988. هل في استطاعة بوريس جونسون تكرار التجربة مع دونالد ترامب الذي ليس معروفا هل سيتمكن من الحصول على ولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني-نوفمبر 2020؟

هنّأ ترامب جونسون على انتصاره “الرائع”، وهو الأوّل من نوعه للمحافظين منذ العام 1987. ليس معروفا هل لديه ما يفعله أو يقدّمه له كي يكون هذا الانتصار رائعا بالفعل.

كان بوريس جونسون المستفيد الأول من نفور البريطانيين من كوربن. أظهرت نتائج الانتخابات البريطانية أن جونسون سيمتلك أكثرية مريحة في مجلس العموم (البرلمان)، وهي أكثرية لم تتوفر للمحافظين منذ أيّام مارغريت تاتشر. باختصار شديد، تعكس نتائج الانتخابات البريطانية كرها لكوربن أكثر بكثير من الإعجاب ببوريس جونسون الذي ستثبت الأيام أنّه ليس في مستوى الآمال المعلّقة عليه. هذا عائد بشكل أساسي إلى انتهازيته من جهة وغياب الأفق السياسي لديه من جهة أخرى. ليس سيره في “بريكست” سوى نتيجة حسابات ضيّقة تتعلّق بشخصه ومستقبله السياسي لا علاقة لها بمصالح بريطانيا التي استفادت إلى أبعد حدود من وجودها في الاتحاد الأوروبي طوال سنوات، منذ اليوم الأوّل من العام 1973.

أنقذت بريطانيا نفسها من الفقر الذي كان سيقوده إليها كوربن بأفكاره اليسارية التي عفا عليها الزمن. كشفت نتائج الانتخابات أنّ هناك حدودا لغباء الجمهور البريطاني الذي صوّت في العام 2016 لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء لم تكن من ضرورة له. كان هناك في كلّ وقت، بعد الاستفتاء، إدراك لخطورة اتخاذ خطوة في اتجاه تنفيذ “بريكست”. يفسّر هذا الإدراك غياب القدرة لدى تيريزا ماي ثمّ لدى بوريس جونسون على تنفيذ “بريكست”.

بات بوريس جونسون يرى حاليا أن الانتخابات لم تكن مجرّد انتصار شخصي له بعد قمعه كل عصيان داخلي في حزب المحافظين. بات يعتبر نتيجة الانتخابات بمثابة استفتاء آخر أيّد فيه البريطانيون بأكثرية كبيرة الخروج من الاتحاد الأوروبي. كذلك، بات في الإمكان القول من الآن، إن “بريكست” سينفّذ أخيرا في آخر كانون الثاني-يناير المقبل.

اختارت بريطانيا طريقها بعد تردّد طويل. لكنّ ذلك لا يمنع التساؤل: أي بريطانيا بعد “بريكست”؟ من يتمعّن جيدا في صورة الوضع البريطاني يكتشف أن أمام بوريس جونسون مهمّة في غاية الصعوبة وذلك على الرغم من كلّ المصاعب التي تواجه أوروبا. هناك قبل كلّ شيء الدور المستقبلي للندن كمركز مالي عالمي استفاد إلى حدّ كبير من وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. سيترتب على كلّ الشركات المالية الكبيرة والمصارف إعادة النظر في أوضاعها، بما في ذلك فائدة البقاء في لندن، في مرحلة ما بعد تنفيذ “بريكست”. ما ينطبق على الشركات المالية والمصارف ينطبق أيضا على شركات تجميع السيارات، وبينها شركات يابانية، بنت مصانع في بريطانيا باعتبار أن إنتاجها سيسوّق أيضا في أوروبا من دون عقبات.

هذا غيض من فيض الصعوبات التي سيترتب على بوريس جونسون التعاطي معها. لكنّ ما هو أهمّ من ذلك كلّه كيف ستتعاطى بريطانيا مع مئات آلاف الأوروبيين الذين يعملون فيها ومع عشرات آلاف البريطانيين الذين تقاعدوا في دول أوروبية مثل إسبانيا أو فرنسا…

ليس كافيا تحقيق انتصار انتخابي كاسح، يعود جزء منه إلى شخصية جريمي كوربن وكلّ ما يمثله من هواجس مرعبة للطبقة الوسطى البريطانية، كي تصبح الحياة وردية في بريطانيا. فالخروج من الاتحاد الأوروبي يولّد مشاكل أكثر بكثير مما يوفّر حلولا، هذا إذا استثنينا الوضع الشخصي لسياسيين مثل بوريس جونسون أو نايجل فراج. راهن الاثنان على “بريكست” لبناء مستقبل لهما من دون أن يفصحا كيف يمكن لمثل هذه الخطوة حماية العامل البريطاني من المنافسة الأوروبية.

في النهاية إنّ معظم الذين يعملون في الفنادق والمطاعم اللندنية وتلك التي في المدن الكبرى أوروبيون. هناك في كلّ مطعم وفندق فرنسيون وإسبان وإيطاليون وهناك بولنديون بعشرات الآلاف ورومان وأناس من كل الجنسيات أتوا من بلدان الاتحاد الأوروبي بما في ذلك سلوفاكيا وليتوانيا. تكمن المشكلة بكلّ بساطة في النقص الهائل للبريطانيين الذين يريدون العمل في مجالات معيّنة. وجود بريطاني يعمل في فندق أو بار أو مطعم صار استثناء. ماذا سيفعل بوريس جونسون بهؤلاء الأوروبيين؟ هل سيطردهم من أجل حماية عمالة بريطانية غير موجودة؟

عاجلا أم آجلا ستظهر نتائج تنفيذ “بريكست” والتي ستكون أهمّ بكثير من نتائج انتخابات أسفرت عن “نهاية جريمي كوربن والكوربينية”، على حد تعبير ديفيد كامرون رئيس الوزراء البريطاني الذي استقال في 2016 مباشرة بعد إعلان نتائج الاستفتاء على مغادرة أوروبا. سيلد الخروج من الاتحاد الأوروبي تحديات كبيرة يصعب على شخص مثل بوريس جونسون مواجهتها. ما لا بدّ من الاعتراف به أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد-القديم يمتلك حدسا سياسيا استثنائيا. ما ينقصه هو الرؤية الاستراتيجية التي امتلكتها شخصية مثل مارغريت تاتشر كانت تبحث عن موقع لبريطانيا في اللعبة الدولية في حين لا همّ لبوريس جونسون سوى أن يجد موقعا لنفسه في بريطانيا…

 

قد يهمك ايضا
وضوح إيراني يقابله وضوح لبناني
الجزائر والعسكر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما ينقص بوريس جونسون ما ينقص بوريس جونسون



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:21 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
المغرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير

GMT 15:36 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

احجز مكانك في مطعم "سولت باي" في دبي

GMT 20:47 2017 الأحد ,10 أيلول / سبتمبر

حكيم زياش يواصل إهدار ركلات الجزاء

GMT 12:19 2012 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سول تستعد لإطلاق الصاروخ نارو الجمعة

GMT 02:00 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي تكشف ندمها على اقتناء فستان من "بالمان"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib