نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية

المغرب اليوم -

نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

لا تدري إيران أن هناك صفحة طويت. هذه الصفحة هي صفحة ميليشياتها وذلك سواء عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أم لم يعد.

كشفت السنة 2019 التي تشرف على نهايتها، بداية تراجع سطوة الميليشيات المذهبية التي أنشأتها إيران والتي كانت تعتقد أنّها السلاح الأساسي في الترويج لمشروعها التوسّعي في المنطقة كلّها، خصوصا حيث هناك وجود عربي، بدءا بسوريا والعراق ولبنان… وصولا إلى اليمن، مرورا في طبيعة الحال بالبحرين وكلّ بلد عربي قريب أو بعيد.

ما يكشف بداية التراجع يتمثّل في تلك الهجمة الشرسة التي تشنّها إيران عبر أدواتها المختلفة في العراق ولبنان وسوريا واليمن من أجل تأكيد أن مشروعها لم يتعرّض لنكسة حقيقية، وأن ثمّة مجالا لاستمراره في المدى الطويل. لا تدرك إيران، التي هي منذ العام 1979 في حال هروب مستمرة إلى خارج حدودها، أنّ مشروعها عاجز عن أن يوفّر نموذجا ناجحا في أيّ مجال من المجالات نظرا إلى أنّ ليس في استطاعته تقديم أي شيء، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا حضاريا ولا تربويا ولا اجتماعيا. كلّ ما يستطيع تقديمه هو البؤس والتخلّف ونشر الفقر، فضلا عن إثارة الغرائز المذهبية في منطقة في غنى عن مثل هذا النوع من الممارسات.

تبذل إيران كلّ ما تستطيع كي يبقى العراق على حاله، أي في ظل الوصاية الإيرانية. هذا ما يفسّر التهديدات التي وجّهها الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني لشخصيات عراقية تجرّأت على الاعتراض على الإملاءات الإيرانية، بمن في ذلك مقتدى الصدر. قبل أسابيع قليلة وضع مقتدى الصدر نفسه في تصرُّف “المرشد” علي خامنئي عندما جلس جلسة التلميذ المطيع في مجلسه في طهران. يبدو أن ذلك ليس كافيا. ما هو مطلوب من مقتدى الصدر أن ينسى أنّه عراقي والقبول بأنّه مجرّد جندي آخر في جيش الوليّ الفقيه.

ليس ما تقوم به إيران في العراق أو في سوريا أو في لبنان سوى دليل ضعف. إنّه نتيجة الفشل في إيجاد نظام اقتصادي فعّال قابل للحياة في المدى الطويل. لهذا السبب، نرى حاليا إيران تسعى إلى تأكيد أنّها لن تتراجع لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان ولا في اليمن؟ ففي سوريا، على سبيل المثال، هناك توسّع إيراني أكيد وصولا إلى مشارف حلب، لكنّ القرار السياسي السوري صار روسيّا أكثر مما هو إيراني، في وقت بدأت تطرح فيه أسئلة في موسكو عن جدوى وضع روسيا نفسها في خدمة مشروع إيراني لا مستقبل له. يحصل ذلك في حين أن المطلوب روسيّا هو استخدام سوريا ورقة في لعبة التجاذبات بين موسكو وواشنطن التي انسحبت عسكريا من الشمال السوري من دون أن تنسحب منه.

أين انكشف المشروع الإيراني؟ الجواب، بكلّ بساطة أنّه انكشف بعد حصول التغيير الأميركي في عهد دونالد ترامب. هناك للمرّة الأولى إدارة تعرف تماما ما هو النظام الإيراني وتتعاطى معه بطريقة مختلفة. لعلّ أهم ما يحدث حاليا هو وجود مفاوضات أميركية – إيرانية سرّية مباشرة وغير مباشرة. بعد كلّ جولة مفاوضات تلجأ الإدارة الأميركية إلى دفعة عقوبات جديدة على إيران، أو على أدوات إيرانية في العراق ولبنان. هذا ما يميّز الإدارة الحالية عن الإدارات السابقة، أقلّه إلى الآن. هناك شروط أميركية لا مفرّ لإيران من الرضوخ لها. هذه الشروط واضحة ومنطقية. فالمشكلة لم تكن يوما في الملفّ النووي الإيراني، كما كان يعتقد باراك أوباما والمحيطون به. المشكلة في سلوك إيران على الصعيد الإقليمي. هل هي دولة طبيعية أم لا… أمّ أنّها قوّة إقليمية تظن أن في استطاعتها لعب دور خارج حدودها، وجعل دول عربية معيّنة مجرد جرم يدور في فلكها؟

إلى ما قبل فترة قريبة، كان الاعتقاد السائد على الصعيدين الإقليمي والدولي، أن لا مجال لوقف الاندفاعة الإيرانية، خصوصا بعدما سلّمت إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة إلى “الجمهورية الإسلامية” في العام 2003، وبعدما اعتقدت طهران أن في استطاعتها التلاعب بأيّ إدارة أميركية واستخدامها في خدمة مشروعها. ليس تمرير الإدارة الأميركية لاغتيال رفيق الحريري في شباط – فبراير 2005 وحلول إيران مكان الوصيّ السوري على لبنان سوى دليل كانت طهران في حاجة إليه كي تترسّخ لديها قناعة بأن في استطاعتها التعاطي مع الإدارات الأميركية المختلفة، واحتواء ردود أفعالها بما يخدم مصالحها.

لا شكّ أن إيران ستحاول الصمود في وجه العقوبات الأميركية التي يبدو أنّها أثرت كثيرا عليها وجعلتها تلجأ إلى مزيد من العدائية، خصوصا في العراق ولبنان وداخل إيران نفسها حيث احتاج الأمر إلى ما يزيد على ثلاثمئة قتيل لإخماد الانتفاضة الشعبية الأخيرة، وهي انتفاضة قابلة لأن تتجدّد في كلّ لحظة في غير محافظة إيرانية.

يبدو أن الرياح تخدم الإدارة الأميركية في وقت ليس فيه ما يشير إلى أن دونالد ترامب سيخسر انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر 2020، وذلك على الرغم من كلّ الصعوبات الداخلية التي يواجهها في الكونغرس، بما في ذلك سعي الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب إلى عزله.

لا يزال دونالد ترامب في موقع قويّ إلى إشعار آخر، في وقت هناك رهان إيراني على تغيير في أميركا في خريف 2020. لا تزال إيران تراهن على الديمقراطيين وعلى أنّهم سيعودون إلى المربّع الأوّل، أي إلى قناعة فحواها أنّ الملف النووي الإيراني يختزل كلّ مشاكل المنطقة وأزماتها، وأنّه يكفي التمسك بالاتفاق الموقّع صيف العام 2015 كي تنصرف طهران مجددا إلى هوايتها المفضلة، أي إلى لعب دور القوة الإقليمية المهيمنة التي تمارس السلطة في هذا البلد العربي أو ذاك، وتبتز أميركا وأوروبا في الوقت ذاته.

لا تدري إيران أن هناك صفحة طويت. هذه الصفحة هي صفحة ميليشياتها وذلك عاد ترامب إلى البيت الأبيض أم لم يعد. لا يعود طيّ الصفحة إلى أن المشروع الإيراني فشل فشلا ذريعا لأسباب اقتصادية أوّلا وأخيرا فحسب، بل يعود أيضا إلى أن على إيران عاجلا أم آجلا الاهتمام بالإيرانيين وليس بتهديد مقتدى الصدر، أو بالإتيان بحسّان دياب ليكون رئيسا لمجلس الوزراء في لبنان…

في كلّ الأحوال، سيتأكد في السنة 2020 أن المشروع الإيراني لا يمكن إلا أن يتراجع، لا لشيء سوى لأنّه مشروع مصطنع. من أين ستأتي إيران بتمويل لهذا المشروع في وقت صار لبنان بلدا مفلسا، وفي وقت أصبحت مرفوضة من معظم الشعب العراقي، من الشيعة قبل السنّة؟ فما تبيّن في نهاية المطاف أن سلاح العقوبات الذي في أساسه الدولار ناجع أكثر بكثير من أي ضربة عسكرية توجّه هنا أو هناك أو هنالك.

 

قد يهمك ايضا
لبنان والعراق وعامل الوقت
القطاع المصرفي وسقوط لبنان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib