أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

أخطاء يمنية قاتلة... واستثناء اسمه العطّاس

المغرب اليوم -

أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

مرت الذكرى الـ59 للحدث اليمني الكبير في 26 أيلول- سبتمبر 1962، ذكرى قيام الجمهورية العربيّة اليمنيّة والانتهاء من العهد الامامي. في 59 عاما مرّ اليمن بمراحل عدّة وصولا الى المرحلة الراهنة التي تحوّلت فيها شمال الجمهوريّة اليمنيّة الى قاعدة صواريخ ايرانيّة تهدّد كلّ دولة من دول شبه الجزيرة العربيّة، خصوصا المملكة العربيّة السعوديّة.

بعد 59 عاما على "ثورة 26 سبتمبر"، انقسم اليمنيون والمهتمون مباشرة بالشأن اليمني في المنطقة الى فريقين. فريق يدرك معنى التحولات الجذرية التي شهدها البلد خلال 59 عاما وابعادها من جهة وفريق آخر يرفض الاعتراف بأنّ كلّ شيء تغيّر وان البلد في حاجة الى صيغة جديدة من جهة اخرى. مثل هذه الصيغة ابعد ما تكون عن الوحدة او عن صيغة الدولتين اللتين كانتا قائمتين قبل العام 1990. ثمّة من لا يريد حتّى اخذ العلم بانّ ايران تعيد كتابة تاريخ اليمن على طريقتها اعتمادا على الحوثيين. بالنسبة الى هؤلاء، يبدأ التاريخ الحديث لليمن في 21 أيلول – سبتمبر 2014 عندما وضعوا يدهم على صنعاء ووقعوا "اتفاق السلم والشراكة" مع "الشرعيّة ممثلة بالرئيس المؤقت عبد ربّه منصور هادي برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وقتذاك، جمال بنعمر.

ليس الشمال وحده الذي تغيّر. لم يدرك حزب التجمّع اليمني للإصلاح، وهو غطاء للاخوان المسلمين، معنى تنفيذ انقلاب على علي عبدالله صالح والنظام الذي أقامه منذ العام 1978. هذا لا يعني ان النظام الذي كان قائما في اليمن من النوع الذي لا غبار عليه بمقدار ما يشير الى ان الاخوان، المتعطّشين الى السلطة، لم يدركوا النتائج التي ستترتب على التخلّص من الرئيس اليمني السابق. لم يدرك الاخوان ان الحوثيين هم الرابح الاوّل من التخلص من علي عبدالله صالح ونظامه وانّ عبد ربّه منصور هادي ليس مؤهلا لان يكون في موقع رئيس الجمهوريّة حتّى لو كان ذلك لفترة محدودة. لم يقم ايّ قيادي من الاخوان باي مراجعة للمرحلة الممتدة من 2011 الى 2021 وما سبقها، والدور السلبي الذي لعبوه على كلّ صعيد في خدمة الحوثيين ومشروعهم.

يقف اليمن في الذكرى الـ59 لقيام الجمهوريّة عند منعطف، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار انّ الحوثيين مصرّون على وضع يدهم على مدينة مأرب. حقّق الحوثيون، الذين ليسوا سوى أداة ايرانيّة، مزيدا من التقدّم في محافظة مأرب نفسها حديثا. حققوا أيضا اختراقات في شبوة وذلك لاحكام الحصار على مأرب في وقت يتأكّد يوميا عجز "الشرعيّة" عن القيام بايّ خطوة فعالة في مواجهة من يسمّون نفسهم "جماعة انصار الله".

يبدو ان ايران لن تستخدم ورقتها اليمنية في ايّ مفاوضات في العمق مع المملكة العربيّة السعودية وحتّى مع الإدارة الأميركية قبل الانتهاء من مأرب. صحيح انّ التحالف العربي استطاع الى الآن الحؤول دون سقوط المدينة، لكنّ الصحيح ايضا ان "الشرعيّة" لم تعد قادرة على لعب أي دور إيجابي في المواجهة العسكريّة المستمرة والتي تشهد، بين ما تشهده، اعتداءات يومية للحوثيين على اهداف مدنيّة سعوديّة.

على أيّ خريطة سيستقرّ اليمن... هذا إذا استقرّ يوما، خصوصا في ظلّ سياسة اميركيّة ترفض الاعتراف بانّ المشروع التوسّعي الإيراني يشكلّ خطرا على كل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة؟

تصعب الإجابة عن هذا السؤال، علما انّ تجاهل هذا الخطر الناجم عن المشروع التوسّعي الايراني ستكون له ذيول من بينها تغيير طبيعة المجتمع اليمني في وقت صار الكلام عن استمرار الوحدة من رابع المستحيلات. من رابع المستحيلات ايضا العودة الى صيغة الدولة المستقلّة الواحدة في الجنوب. سيكون السؤال الذي يفرض نفسه وجود واقع جديد ناجم عمليا عن فشل الدولة المستقلة التي استقلت في العام 1967 وانهيارها. مثلما لم يوجد من بين الاخوان المسلمين من التجمع اليمني للإصلاح من يمتلك قراءة للاحداث اليمنية الممتدة منذ 1962 الى يومنا هذا، لم يوجد في الجنوب من يعترف بمسؤولية الذين تولوا السلطة في جمهورية اليمن الديموقراطيّة الشعبية عن تفكّك تلك الدولة من داخلها.

هناك بالطبع استثناءات في ما يخص الجنوب. يؤكد وجود الاستثناءات الحلقات التي ظهر فيها حيدر أبو بكر العطاس آخر رئيس للدولة في الجنوب واوّل رئيس للوزراء في اليمن الموحّد على شاشة "العربيّة" مع الزميل طاهر بركة. امتلك هذا السياسي اليمني، الذي وجد نفسه مكبّلا في الشمال وقبل ذلك في الجنوب، ما يكفي من الجرأة ليقول الأشياء كما هي.

من يدقّق في تفاصيل الحلقات التي ظهر فيها العطاس يكتشف، عبر كلام هذا السياسي العاقل، العقل اليساري الطفولي الذي تحكّم بالقرار في الجنوب اليمني. يشمل ذلك الدور السلبي الذي لعبه اشخاص مثل نايف حواتمة الأردني الذي تزعّم تنظيما فلسطينيا والذي كان لديه تأثيره القويّ في عدن. دفع هذا العقل المريض الى التخلّص من افضل الديبلوماسيين اليمنيين الجنوبيين في حادث طائرة حُشر فيها هؤلاء في رحلة تفقدية في العام 1973. تطرق العطاس الى ظروف انشاء الحزب الاشتراكي وضمّ شماليين اليه والى إصرار علي استفزاز دول الجوار والى "احداث 13 يناير" من العام 1986 بين علي ناصر محمّد وخصومه والتي كانت نهاية النظام… والى اختفاء عبدالفتاح إسماعيل الذي نجا من مجزرة المكتب السياسي، ملمحا الى مسؤولية مجموعة معيّنة عن هذا الاختفاء. لم يقدّم العطاس دليلا حسّيا على ذلك مكتفيا بالاشارة الى ان بقاء عبدالفتاح حيّا كان عائقا في وجه تولي علي سالم البيض موقع الأمين العام للحزب الحاكم. كلّ ما استطيع زيادته على كلام حيدر العطاس أنّي كنت، شخصيّا، في عدن بعد أيام قليلة من المجزرة وسرت في جنازة القياديين الأربعة الذين قتلوا. الأكيد انّه لم تكن هناك جثّة لعبدالفتاح إسماعيل في تلك الجنازة!

لن يعود اليمن الذي عرفناه بأيّ شكل، لكن هل من يريد الاعتراف بالاخطاء القاتلة التي ارتكبت في الشمال والجنوب والتي أوصلت الى حال التفكّك والتشظي. من بين اخطر ما في المرحلة الراهنة أنّ "الشرعيّة" مستعدة لخوض كلّ الحروب مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لديه اخطاؤه ايضا... لكنّها عاجزة عن أي مواجهة حقيقية مع الحوثيين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib