الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الحرب العراقية - الإيرانية المستمرّة

المغرب اليوم -

الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة

خيرالله خيرالله
بغداد - المغرب اليوم

كشف العراق إيران. ما يحصل في العراق من قمع وقتل للمتظاهرين بدم بارد على يد ميليشيات مذهبية تحرّكها طهران يؤكّد أمرين؛ أوّلهما أن مصير النظام الإيراني يتقرّر في العراق. أمّا الأمر الآخر فيتمثّل بأنّ الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت من 1980 إلى 1988 مستمرّة. إنّها حرب تدور داخل العراق هذه المرّة بهدف واضح. المطلوب إخضاع العراقيين، بمن في ذلك الشيعة العرب وإقناعهم، بالتي هي أحسن، بأنّ الاستعمار الإيراني قدر لا مفرّ منه من جهة، وأن “الحرس الثوري” على استعداد لاستخدام الوسائل التي استخدمها مع المواطنين الإيرانيين لإخماد الثورة الشعبية العراقية.

مضت أيّام والسكون يخيّم على إيران بعد أحداث مأساوية قتل فيها المئات. هذا لا يعني بأيّ شكل أن النار خمدت. على العكس من ذلك، لا تزال النار في إيران تحت الرماد. لكنّ النظام يعرف، في الوقت ذاته، أنّ العراق في غاية الأهمّية بالنسبة إلى مستقبله، وأن الانتصار الذي تحقّق على العراق في العام 2003، بفضل القوات الأميركية، هو الانتصار الحاسم وهو الخاتمة الحقيقية لحرب 1980 – 1988 التي انتهت بشبه انتصار عراقي بعدما قاتل العراقيون الشيعة من أجل العراق خلافا لكلّ الحسابات الإيرانية، بما في ذلك حسابات آية الله الخميني مؤسّس “الجمهورية الإسلامية” في إيران.

لم تكن الثورة الشعبية التي يشهدها العراق منذ الأول من تشرين الأول – أكتوبر الماضي سوى ثورة عراقية على النفوذ الإيراني في العراق. تشبه الثورة العراقية، إلى حدّ كبير، ثورة الشعب اللبناني الذي قام بتظاهرة الرابع عشر من مارس – آذار من العام 2005. جسّدت تلك التظاهرة ثورة للبنانيين على الوصاية السورية بعد شهر واحد بالتمام والكمال على اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في بيروت. نجح اللبنانيون بالفعل في إجبار النظام السوري على سحب جيشه من لبنان في السادس والعشرين من نيسان – أبريل في تلك السنة. لكنّهم لم يدركوا في حينه أن النظام السوري لم يكن سوى غطاء لمخطّط إيراني كان يستهدف لبنان ولا يزال يستهدفه.

تبيّن مع مرور الوقت، استنادا إلى الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن إيران تقف وراء تفجير موكب رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. هناك بكلّ بساطة لعبة لا تعرف إيران غيرها. إنها لعبة التخلص من كلّ من تعتقد أنّه يمثل عائقا في وجه مشروعها التوسّعي، وهو مشروع قائم على الهرب المستمر إلى خارج حدود إيران. يترافق ذلك، في طبيعة الحال، مع رفع شعارات المزايدة على العرب في القدس وفلسطين تحت شعاريْ “المقاومة” و”الممانعة”.

اعتقدت إيران أن الاحتلال الأميركي للعراق الذي تمّ بالتنسيق معها شكّل نقطة تحوّل لا عودة عنها. ها هي تفاجأ كلّ يوم بأن العراقيين لم يرضخوا. على العكس من ذلك، إنّهم مصرّون على أن العراق هو العراق وإيران هي إيران.. هذا ما لم يستطع النظام الإيراني فهمه يوما، بما في ذلك الخميني نفسه الذي اعتقد في العام 1979 أنّ مجرّد قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران وإعلان نظام الوليّ الفقيه يجعلان من العراق ثمرة ناضجة يسهل قطفها إيرانيا. الأكيد أنّ ما ساعده في ذلك وجود نظام عراقي على رأسه صدام حسين لا يتمتع بكمّية كبيرة من الذكاء والفهم في كلّ ما له صلة بالقضايا الاستراتيجية المعقّدة أو التوازنات الإقليمية والدولية.

ساعد النظام العراقي وقتذاك الخميني من حيث لا يدري. فإعلان الحرب على إيران وإلغاء اتفاق الجزائر من جهة واحدة ساعد “الجمهورية الإسلامية” إلى حد كبير. ساعدها إعلان العراق الحرب، ردّا على استفزازات هي في الأصل إيرانية. عملت إيران كلّ ما تستطيع من أجل جرّ العراق إلى الحرب. حقّق الخميني هدفين. الأول استنهاض الروح الوطنية الإيرانية، والآخر إرسال الجيش الذي لم يكن له ثقة كبيرة فيه إلى الجبهات.

ما لم يدر في خلد إيران – الخميني أن الجيش العراقي سيصمد وأنّ الشيعة سيقاتلون بكلّ بسالة، خصوصا لدى اقتراب القوات الإيرانية من البصرة وتحقيقها اختراقات على جبهات عدة. ظهر في تلك المرحلة أن هناك روحا وطنيّة عراقية أيضا.

مرّة أخرى تتفاجأ إيران بالعراقيين وذلك على الرغم من أنّها أمضت ستة عشر عاما في محاولة إخضاعهم ومحو الهويّة الوطنية العراقية بطريقة ممنهجة. حصل ذلك عبر فرض رئيس الوزراء الذي تريده على العراقيين. كذلك، عملت إيران على تحويل “الحشد الشعبي” الذي ليس سوى مجموعة من الميليشيات المذهبية الموالية لها بديلا من الجيش العراقي.

يمثّل رفض شعب العراق الخضوع لإيران ذروة الفشل بالنسبة إلى طهران ونظام “الجمهورية الإسلامية”. ظهر بوضوح أنّ هذه الجمهورية عاجزة عن تقديم نموذج يحتذى به للعراقيين. مرّة أخرى، ليس لدى إيران ما تقدّمه إلى الآخرين خارج حدودها. ليس لديها ما تقدّمه للإيرانيين أصلا، لماذا يكون لديها ما تقدّمه للعراقيين أو للسوريين أو للبنانيين أو لليمنيين باستثناء مزيد من البؤس؟

فشلت إيران في كلّ ما قامت به منذ العام 1979. هناك نظام في أزمة مستمرّة يهرب منها باستمرار إلى خارج حدوده. كلّ ما في الأمر أن العراقيين يرفضون العيش في ظلّ الاستعمار الإيراني. اكتشفوا أنّ ثمّة حدودا للدهاء. لجأت إيران إلى الدهاء منذ قررت الانتقام يوما من العراق بعدما اضطر الخميني إلى وقف حرب السنوات الثماني في 1988، وإنْ على مضض.

سمح الاجتياح الأميركي للعراق بمباشرة إيران سياسة ذات طابع انتقامي. عاد قادة الميليشيات التابعون لها إلى بغداد على ظهر الدبابة الأميركية. سعوا إلى تأسيس نظام جديد. سهلت إدارة جورج بوش الابن المهمّة الإيرانية إلى أبعد حدود، خصوصا عندما تشكّل المجلس الانتقالي الذي همّش السنّة العرب كلّيا وبعد اتخاذ بول بريمر (المفوض السامي الأميركي مطلق الصلاحية في العراق) قراره القاضي بحل الجيش العراقي.

تكمن مشكلة إيران في أن الانتقام لا يمكن أن يكون سياسة. كشف العراق إيران التي لا تستطيع التعايش مع جار مستقرّ هو الجار العراقي. كان لا بدّ من العمل على تغيير طبيعة العراق والقضاء نهائيا على النسيج الاجتماعي العراقي. هذا ما فشلت فيه إيران التي تحصد حاليا ما زرعته. هناك روح وطنية عراقية لا تزال حيّة ترزق. هذا ما لم تستوعبه إيران يوما. هناك فوق ذلك كلّه حنين عراقي إلى ماض كانت فيه بغداد والبصرة والموصل من بين أهمّ المدن في المنطقة كلّها… وكان العراق مزدهرا بكلّ ما لكلمة ازدهار من معنى.

قد يهمك ايضا
"عهد حزب الله" شبه انتهى
أهمّية عدن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 17:21 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
المغرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib