رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

رفيق الحريري... وفرصة حافظ الأسد

المغرب اليوم -

رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

كلّما مرّت السنوات، يتبيّن أكثر أنّ ليس في الإمكان عزل جريمة إغتيال رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير 2005 عن المشهد السياسي الإقليمي والدولي وعن سياق سقوط سورية تحت الهيمنة الإيرانيّة.

سقطت سورية نهائيا في اليوم الذي خلف بشّار الأسد والده صيف العام 2000. كان من بين الأخطاء التي ارتكبها رفيق الحريري رفض تصديق وجود علاقة في العمق تجمع بين بشّار الأسد وحسن نصرالله الأمين العام لـ«حزب الله». تطورت العلاقة وصولا إلى إنعدام حاجة الأخير إلى موعد من أجل لقاء الرئيس السوري، في حين كان عليه الإنتظار بعض الوقت قبل أن يحظى بموعد لمقابلة حافظ الأسد.

لا يمكن، مع مرور 18 عاما على تفجير موكب رفيق الحريري، الفصل بين عوامل عدة تجمعت من أجل أن يصبح التخلّص من رفيق الحريري ضرورة إيرانيّة بعدما صار لبنان المزدهر، بعمقه العربي، عقبة في وجه هيمنة «الجمهوريّة الإسلاميّة» عليه... وصولا إلى تحولّها الطرف الذي يقرّر من هو رئيس الجمهوريّة الماروني فيه. صار ذلك واقعا لبنانيا في اليوم الذي وصل ميشال عون إلى قصر بعبدا في 31 اكتوبر 2016.

دفع رفيق الحريري ثمن استفادته من كلّ فرصة أتيحت من أجل إعادة الحياة إلى لبنان، بما في ذلك فرصة تخليص البلد لسنوات عدة من ميشال عون، الحاقد على لبنان واللبنانيين وعلى بيروت بالذات. من بين الفرص التي استفاد منها رفيق الحريري حاجة حافظ الأسد إلى تقديم صورة مختلفة عن نفسه في مرحلة معيّنة. صورة تختلف عن البعثي الآخر صدّام حسين الذي إرتبط به ميشال عون وارسل له دبابات إستخدمها عمليا في حربه على «القوات اللبنانية».

بقي حافظ الأسد في السلطة، التي مارسها بشكل مطلق، ثلاثة عقود بين نوفمبر 1970 حتى وفاته في يونيو 2000. في الواقع، كان الأسد الأب الرجل القوي في سورية منذ 23 فبراير 1966 عندما تولى الضباط العلويون (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) السلطة الفعلية إثر إنقلابهم على حزب البعث بنسخته المدنية المدعومة من ضباط سنّة، بينهم أمين الحافظ.

طوال كلّ هذه السنوات، كانت الخدمة الوحيدة التي أدّاها حافظ الأسد للبنان، بمسيحييه قبل مسلميه، تخليصه من ميشال عون الذي قبع في بعبدا على رأس حكومة موقتة تضم ثلاثة وزراء مسيحيين من العسكريين، فيما رفض الضباط المسلمون (السني والشيعي والدرزي) المشاركة في حكومته.

لم يكن وراء السماح الأميركي - الإسرائيلي لحافظ الأسد بالتخلص من ميشال عون وإخراجه من قصر بعبدا في 13 اكتوبر 1990 حسن نيّة منه بمقدار ما أنّ الأمر تعلّق وقتذاك بتغيير على الصعيدين الإقليمي والدولي.

إجتاح صدّام حسين الكويت في الثاني من اغسطس من العام 1990 بعد أقلّ من سنة من سقوط جدار برلين، الذي كان نهاية للحرب الباردة وبداية إنهيار الاتحاد السوفياتي.

استطاع حافظ الأسد التكيف مع هذين التغييرين عبر إرسال قوات سورية لتقاتل في الكويت إلى جانب الأميركيين وتساهم، وإن رمزيا، في تحريرها.

في الوقت ذاته كان لا بدّ من التخلّص من الحليف اللبناني لصدّام حسين الذي اسمه ميشال عون أخذ على عاتقه تعطيل تنفيذ إتفاق الطائف. بفضل ميشال عون، إستطاع حافظ الأسد إعادة تأهيل نفسه عربيّا وأميركيّا من جهة ووضع اليد على القصر الجمهوري ووزارة الدفاع في اليرزة من جهة أخرى.

كانت فرصة السماح لحافظ الأسد كي يعيد تأهيل نفسه فرصة لرفيق الحريري بأن يكون صاحب القرار في لبنان لسنوات قليلة فقط (بين 1992 و 1998) استطاع خلالها إعادة الحياة إلى بيروت على الرغم من وجود تحفظات كثيرة لحافظ الأسد عن مشروع الإنماء والإعمار من منطلق حقده على المدينة العربيّة بطابعها المتنوع. لم يكن ذلك ينطبق ذلك على بيروت فقط بل، إنطبق أيضا على دمشق وحلب وحمص وحماة.

كانت سنوت ذهبيّة مرّ فيها لبنان قبل أن يبدأ صعود بشّار الأسد الذي استطاع لعب دور الرجل القوي، ابتداء من العام 1998 بفرضه، مع اللبنانيين الحاقدين على رفيق الحريري، إميل لحود رئيسا للجمهوريّة. كان إميل لحود، يكره رفيق الحريري إلى أبعد حدود.

جاء به بشّار الأسد و«حزب الله» رئيسا كي يتوقف مشروع الإنماء والإعمار وذلك بعد نجاحه في كلّ الإمتحانات التي مرّ فيها، خصوصا إمتحان الشكوى من رفيق الحريري الذي اراد إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب بتفاهم مع العماد حكمت الشهابي (رئيس الأركان السوري) وعبدالحليم خدام.

يصعب جمع كلّ هذه الكميّة من الحقد على شخص معيّن مثل رفيق الحريري، حقد متوافر بكميات تجاريّة لدى عدد الكبير من الأشخاص والجهات من مشارب مختلفة.

صبّ كلّ هذا الحقد في السعي إلى التخلّص منه في مرحلة بالغة التعقيد إقليميا. كان إغتياله مؤشرا إلى أن عودة لبنان باتت ممنوعة، بل مستحيلة. الأخطر من ذلك كلّه أنّ لا وجود لفرص جديدة أمام لبنان، خصوصا في ظلّ الهيمنة الإيرانيّة عليه وعلى سورية في آن.

أكثر من ذلك، لم يعد من وجود لمن يستطيع تحيّن الفرص وإيجاد شبكة علاقات عربيّة وإقليمية ودوليّة تصب في مصلحة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان.

راح رفيق الحريري، وراح معه لبنان، راحا ضحية المشروع الإيراني في وقت يمرّ فيه الشرق الأوسط في مرحلة مخاض ستستغرق وقتا طويلا. الأكيد أنه لم يعد في الإمكان التفكير في أي محاولة إنقاذية للبنان بمعزل عن مستقبل سورية وحتى مستقبل تركيا بعد الزلزال الأخير... ومستقبل الوضع الإيراني المأزوم حيث نظام يزداد شراسة كلّ يوم.

لا يعبّر عن هذه الشراسة أكثر من تحوله إلى شريك في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، وهي حرب غيرت العالم وستغيّره أكثر في الأشهر القليلة المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib