التوقيت المريب لزيارة ولايتي للبنان
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

التوقيت المريب لزيارة ولايتي للبنان

المغرب اليوم -

التوقيت المريب لزيارة ولايتي للبنان

خيرالله خيرالله


نظرة إيران إلى لبنان هي نظرة الدولة المستعمرة التي تعتبر هذا البلد الصغير جزءا لا يتجزأ من أوراقها في المنطقة. أوراق تسعى إيران إلى استخدامها في لعبة المفاوضات بشأن ملفها النووي.

حلّ على لبنان ـ الساحة الدكتور علي أكبر ولايتي مستشار علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، في زيارة تعبّر إلى حدّ كبير عن النظرة الفوقية لإيران إلى لبنان. بل زيارة تعبّر عن مدى الاستغباء الإيراني للبنان واللبنانيين.

جاء ولايتي في توقيت أكثر من مريب، خصوصا أنّ لبنان لا يزال من دون رئيس للجمهورية منذ سنة. جاء ولايتي ليقول كلاما لا علاقة له بالواقع. قال كلاما من نوع أن “حلّ المشاكل السياسية العالقة في لبنان تخصّ اللبنانيين أنفسهم”، مضيفا “نحن على ثقة تامة، بأنّه بفضل الديمقراطية العريقة التي يتمتّع بها لبنان، بإمكانه أن يجد المخرج الملائم لملء الفراغ الرئاسي”.

كلّ ما يمكن قوله، إنّ كلّ كلمة وردت في تصريحات مستشار “المرشد”، الذي كان سقوطه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة سقوطا مريعا، لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، لا من قريب ولا من بعيد. فاللبنانيون لا يستطيعون حل المشاكل السياسية التي يعاني منها بلدهم بوجود حزب مسلّح هو كناية عن ميليشيا مذهبية مرتبطة مباشرة بإيران. في حال كانت إيران تريد بالفعل مساعدة لبنان، في استطاعتها أن تبدأ بكف شرور “حزب الله” عنه… بدل إعطاء النصائح والإشادة بما تسمّيه “الديمقراطية العريقة التي يتمتّع بها لبنان”.
    
    

نعم، يتمتّع لبنان بـ”ديمقراطية عريقة”، لكن إيران ألغت هذه الديمقراطية، وهي آخر من يحقّ له الكلام عنها بعد ما دعمت ميليشيا مذهبية بالسلاح والمال. وهذا ما لا ينكره السيّد حسن نصرالله، الأمين العام لـ“حزب الله” القيّم على هذه الميليشيا التي توجّه سلاحها إلى صدور اللبنانيين العزّل.

لا مفرّ من طرح السؤال الأساسي. هل إيران مع لبنان الحرّ السيّد المستقلّ أم ضده؟ من الواضح، أننا نجد، متى تمعنّا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، أنّ نظرة إيران إلى لبنان هي نظرة الدولة المُستعمِرة التي تعتبر هذا البلد الصغير جزءا لا يتجزّأ من أوراقها في المنطقة. هذه أوراق تسعى إيران إلى استخدامها في لعبة المفاوضات بشأن ملفّها النووي.

من هذا المنطلق، يمكن وصف زيارة ولايتي بالمريبة، لا لشيء، سوى لأنّها تأتي في مرحلة ما قبل التوصّل إلى اتفاق في شأن الملف النووي الإيراني. تسعى إيران بكل بساطة إلى فرض أمر واقع قبل الاتفاق وليس بعده. تستغلّ الحاجة الأميركية لهذا الاتفاق لتسجّل نقاطا على الأرض العربية، خصوصا في لبنان. ليس الهلال الشيعي، بالمعنى السياسي للكلمة، سوى تعبير عن الطموحات الإيرانية، التي لم تعد من حدود لها، في مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003.

ماذا جاء ولايتي يفعل في لبنان؟ الأكيد أنّه لم يأت للمساعدة في تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي توّج عهده بـ“إعلان بعبدا” الذي يعبّر عن رغبة حقيقية في حماية لبنان بمواجهة العاصفة التي تهبّ على الشرق الأوسط. قبل “حزب الله” بإعلان بعبدا، على مضض، وما لبث أن انقلب عليه عندما أدرك أنّه يوفّر حصانة للبنان، أي أنّه يحول دون أن يكون لبنان مجرّد “ساحة” لهذا الطرف الإقليمي أو ذاك، بما في ذلك إيران.

لعلّ أخطر ما في زيارة ولايتي ربطه بين لبنان والنظام السوري متجاهلا أنّ “حزب الله” ليس لبنان، كما أن لبنان ليس ذيلا للمحور الإيراني ـ السوري الذي لا علاقة له من قريب أو بعيد بثورة الشعب السوري على نظام امتهن إذلاله وسلبه كرامته طوال ما يزيد على خمسة وأربعين عاما.

قال مستشار خامنئي بصريح العبارة “نشعر بالفخر والتقدير البالغين، عندما نرى الإنجازات الكبرى والانتصارات التي استطاعت المقاومة اللبنانية الباسلة تحقيقها جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الباسل في مجال التصدي للمجموعات المسلحة التكفيرية ودحرها في منطقة القلمون.

هذا الأمر يؤدي إلى تقوية محور المقاومة والممانعة ليس فقط في سوريا ولبنان، وإنّما في المنطقة برمتها. آمل أن تتمكن دول هذا المحور من دحر القوى الظلامية من كلّ ساحات المنطقة”.

قد تكون كلمة “ساحات” الكلمة الصادقة الوحيدة في كلّ ما قاله ولايتي. بالنسبة إلى إيران، كلّ الدول العربية “ساحات”، خصوصا أن “حزب الله” لم يحقّق أي انتصارات في أي مكان في سوريا، بما في ذلك القلمون. حتّى لو حقّق “حزب الله” تقدّما في الداخل السوري، كيف يمكن أن يعتبر ذلك انتصارا؟ كيف يمكن لحزب مذهبي لبناني الانتصار على الشعب السوري داخل سوريا؟

    لعل أخطر ما في زيارة ولايتي ربطه بين لبنان والنظام السوري متجاهلا أن "حزب الله" ليس لبنان، كما أن لبنان ليس ذيلا للمحور الإيراني السوري

جاء ولايتي إلى لبنان في سياق تفقد إيران لإحدى مستعمراتها. هذا كلّ ما في الأمر. نسي مستشار “المرشد” أن لبنان رفض النظام السوري وأخرجه من أراضيه قبل ما يزيد عن عشر سنوات. صحيح أن الوصاية الإيرانية حلّت مكان الوصاية السورية، لكنّ الصحيح أيضا أن لبنان ليس في وارد الاستسلام. أكثر من ذلك، يعرف اللبنانيون ما الذي تريده إيران التي تستخدم بلدهم منبرا لمهاجمة العرب، على رأسهم المملكة العربية السعودية التي تحتضن مئات الآلاف من اللبنانيين والتي لم تقدّم سوى الخير للبنان ولمواطنيه.

ما تريده إيران هو تغيير طبيعة النظام اللبناني بعـدما غيّرت، للأسف الشديد، طبيعة المجتمع الشيعي في لبنان. كلّ الشعـارات التي تستخدم وكلّ الكلام المعسول، ليس كافيا لتمرير المناورة الإيرانية.

في حال كانت إيران جدّية وتريد بالفعل مساعدة لبنان و“ديمقراطيته العريقة”، يبدو الخيار أمامها واضحا كل الوضوح. يكفي أن تساعد في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، كي يقول اللبنانيون إن بلدهم ليس مجرّد “ساحة” إيرانية لا أكثر ولا أقلّ.

ما يفترض على إيران أن تعرفه هو أن أكثرية اللبنانيين مع ثورة الشعب السوري وليسـت مع النظـام وجيشه. يعرف اللبنانيون جيّدا أن “حزب الله” يقاتل في سوريا من منطلق طائفي ومذهبي ولا شيء غير ذلك. يعرف اللبنانيون خصوصا أن شعاري “الممانعة” و“المقاومة” ليسا سوى غطاء لصفقة مع “الشيطان الأكبر” السابق أي مع الولايات المتحدة، وذلك على حساب كلّ ما هو عربي في المنطقة، بما في ذلك لبنان.

عند الامتحان، يكرم المرء أو يهان. بالنسبة إلى إيران الامتحان هو انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط. هل إيران مع انتخاب رئيس للبنان، أم مع التكفيريين الـذين تدعي مقـاومتهم؟ مـا الفارق في نهاية المطاف بين الدواعش الشيعية، أي بين الميليشيات المذهبية التي تدعمها إيران و“داعش” السنّية التي نجدها تدعم النظام السوري بـين حين وآخر لأسباب لا تخفى على أحد… باستثناء الدكتور ولايتي ربّما؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوقيت المريب لزيارة ولايتي للبنان التوقيت المريب لزيارة ولايتي للبنان



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib