جديد العرب انطلاقا من اليمن
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

جديد العرب انطلاقا من اليمن

المغرب اليوم -

جديد العرب انطلاقا من اليمن

خيرالله خيرالله

لم تكن 'عاصفة الحزم' هجوما سعوديا على اليمن. كذلك، لم تكن هجوما خليجيا عليه. كانت هناك رغبة في تأكيد أن العرب ما زالوا على خارطة المنطقة.

كان توقّف “عاصفة الحزم”، دون أي تراجع في العزم، وبدء “عاصفة إعادة الأمل” دليلا على أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها العرب إنّما يحاولون استعادة اليمن إلى الحضن الخليجي والعربي الدافئ. يتبيّن، يوما بعد يوم، أنّ لا وجود لأي نيات عدوانية خليجية تجاه اليمن. على العكس من ذلك، هناك سعي دائم إلى المحافظة على اليمن من جهة، ومنع تحوّله إلى قاعدة انطلاق لعمليات عدائية تجاه جيرانه، على رأسهم المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

لم يكن من خيار آخر غير اللجوء إلى العمل العسكري بعدما تمادت إيران في وضع يدها على اليمن مستخدمة الميليشيات الحوثية التي أعلنت صراحة بلسان زعيمها عبدالملك الحوثي وجود شرعية جديدة هي “الشرعية الثورية”.

من لديه أدنى شكّ في النيّات الإيرانية، يستطيع العودة إلى الخطابات المتتالية للحوثي، خصوصا منذ وضع يده على صنعاء يوم الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي.

تسلّل الحوثيون (أنصار الله) إلى العاصمة وأقاموا حواجز فيها واعتصموا في أماكن معيّنة بحجة الاعتراض على رفع الدعم عن مواد أساسية للمواطن. لم يكن الاعتراض على “الجرعة” سوى مبرر واه لمتابعة حملة عسكرية توّجت باحتلال العاصمة والسيطرة على المؤسسات الرسمية كلّها.

استفاد “أنصار الله” ومن خلفهم إيران من تردّد الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الذي تصرّف منذ تسلمه مقاليد الرئاسة من علي عبدالله صالح في فبراير 2012 بطريقة تذكّر بأنّه مجرد سياسي هاو، ليس لديه وقت سوى لتصفية حساباته مع هذا الطرف أو ذاك. بدا كأنّه يريد الانتقام من عُقد ولدتها سنوات طويلة عاش خلالها في ظلّ علي عبدالله صالح نائبا للرئيس… من دون صلاحيات.    

لعب “أنصار الله” على كلّ التناقضات. كانوا الطرف السياسي الوحيد الذي يعرف ماذا يريد قبل أن تتنبّه السعودية إلى نواياهم الحقيقية التي بدأت تتبلور في الأسابيع والأشهر التي تلت السيطرة على صنعاء، ووضع عبدربّه منصور ورئيس الحكومة خالد بحاح في الإقامة الجبرية.

راح الحوثيون يتمددون في كلّ الاتجاهات. سيطروا عمليا على مواقع إستراتيجية مثل ميناء الحديدة، وهو من أهمّ الموانئ على البحر الأحمر. كانت عدن، بالنسبة إليهم، الجائزة الكبرى وقد استطاعوا الوصول إليها بعد أن سهّل لهم علي عبدالله صالح ذلك بفضل القطع العسكرية التي ما زالت موالية له. هذه القطع موزّعة في أنحاء مختلفة من البلد، بما في ذلك المناطق المحيطة بتعز، ومناطق تفصل بينها وبين عدن.

في كلّ الأحوال، كان الاعتقاد السائد لدى الإيرانيين أن الحوثيين بصدد فرض أمر واقع بات يسمح لكبار المسؤولين في “الجمهورية الإسلامية” بالقول إن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. لماذا لا تسيطر على عاصمة سابقة هي عدن، لا تزال نظريا العاصمة الاقتصادية والشتوية لليمن؟

لم تنطل اللعبة الإيرانية، التي كان اليمن مسرحها، على أحد في الخليج. قامت هذه اللعبة على فرضية أن المملكة العربية السعودية ستبقى في موضع المتفرّج في انتظار اليوم الذي تُنصب فيه صواريخ إيرانية تهدّد مدنها ومنشآتها انطلاقا من جبال اليمن. لا شكّ أنّ ما أثار كلّ نوع من الشكوك كان بدء تحويل ميناء الحديدة إلى ميناء إيراني، وفتح مطار صنعاء أمام كلّ نوع من أنواع البضائع الإيرانية بعد توقيع اتفاق جوي، لا شرعية له من أي نوع، بين الحوثيين والسلطات في طهران.

لم تكن “عاصفة الحزم” هجوما سعوديا على اليمن. كذلك، لم تكن هجوما خليجيا عليه. كانت هناك رغبة في تأكيد أن العرب ما زالوا على خريطة المنطقة. تلك رسالة الملك سلمان بن عبدالعزيز التي عبّرت عن الصحوة العربية بمجرّد انطلاق أول طائرة سعودية لضرب أهداف حوثية في اليمن. لعلّ أفضل من لخّص الموقف الخليجي الشيخ محمد بن زايد وليّ عهد أبوظبي الذي زار قبل أيّام قاعدة الملك فهد الجويّة لتفقد القوات الإماراتية المشاركة في “عاصفة الحزم” ولتأكيد أن الموقف الخليجي واحد. قال الشيخ محمّد إنّ “خيارنا الوحيد الانتصار في امتحان اليمن لصالح منبع العروبة والمنطقة”.

يعرف ولي عهد أبوظبي تماما ماذا يعني اليمن عربيا، فوالده الشيخ زايد، رحمه الله، أعاد بناء سد مأرب الذي شتت انهياره القبائل العربية. وقد أشرف الشيخ زايد بنفسه على افتتاح السدّ الجديد في العام 1986. هناك، بكلّ بساطة، بعد عربي للحدث اليمني. والأهمّ من ذلك كلّه أن الحدث اليمني كشف حجم التحديات التي تواجه العالم العربي. لذلك شدّد محمّد بن زايد على أنّ “الدول العربية في أمسّ الحاجة في هذه المرحلة الدقيقة إلى التضامن والتكاتف والتآزر لمواجهة الأطماع ومختلف التحديات. وعلينا بناء إطار سياسي وعسكري وتنموي متقدّم من أجل عزّة العرب ومكانتهم في المنطقة والعالم”، موضحا “أنّ التحرّك لإنقاذ اليمن لا يقتصر على الجانب العسكري أو الأمني، بل سيمتد إلى الجوانب التنموية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية لأهمّيتها في دعم الشعب اليمني كي يتمكّن من التغلّب على التحدّيات كافة”.

كان لـ”عاصفة الحزم”، ولا يزال لها، معناها. فالهدف من العمل العسكري إفهام كلّ من يعنيه الأمر أن لا مجال لوضع اليد على اليمن واستخدامه في ابتزاز السعودية ودول الخليج العربية. إذا كانت الإدارة الأميركية مستعدة لترك إيران تجمع أوراقا في المنطقة لتعزيز موقفها التفاوضي في شأن ملفّها النووي، فهذا شأن الولايات المتحدة. لكنّ للعرب حساباتهم أيضا. تشمل هذه الحسابات وضع حدّ للتمدد الإيراني في اليمن وغير اليمن، والعمل في الوقت ذاته على الخطّ السياسي والتنموي والإنساني الذي تعبّر عنه “عاصفة إعادة الأمل”.

المهمّ وسط كلّ ما يجري أن الرهانات على التفريق بين الدول العربية المشاركة في “عاصفة الحزم” لم تكن في محلّها. لا وجود لضربات عسكرية من أجل الضربات العسكرية. هناك مقاربة شاملة للموضوع اليمني. هناك أيضا إدراك في العمق لما هو على المحكّ بالنسبة إلى مستقبل المنطقة الخليجية. فوق ذلك كلّه، هناك استيعاب لفكرة أن إيران تراهن على الكسل العربي، وعلى نوع من السذاجة في فهم طبيعة العلاقة بينها وبين “أنصار الله”.

هذه العلاقة عضوية وعميقة أكثر بكثير مما يُعتقد. هذا لم يعد سرّا. ما لم يعد سرّا أيضا أن هناك قوّة عربية مستعدة للمواجهة ولطرح الحلول السياسية، التي لا تستبعد أحدا، متى آن أوان ذلك. إنّه الجديد العربي انطلاقا من اليمن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جديد العرب انطلاقا من اليمن جديد العرب انطلاقا من اليمن



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib