حرب الإسلام على الإرهاب أولا
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

حرب الإسلام على الإرهاب أولا

المغرب اليوم -

حرب الإسلام على الإرهاب أولا

خيرالله خيرالله


عبدالله الثاني يمتلك خطابا واحدا للداخل والخارج، فحواه أن الحرب على الإرهاب واحدة، وأن الجميع في مركب واحد وأن هذه الحرب هي 'حرب الإسلام' على الذين يريدون الإساءة إليه.

هناك زعماء يقولون في الداخل كلاما يصلح للاستهلاك المحلي، ويقولون في الخارج كلاما مغايرا استرضاء للرأي العام العالمي أو المكان الذين هم فيه. قلّة من الزعماء تقول في الداخل ما تقوله في الخارج دون أي عقدة من أي نوع كان.

أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبور كان عبدالله الثاني مرّة أخرى، ربّما للمرّة الألف، صادقا وجريئا، كعادته. كان صادقا مع الأردنيين ومع الأوروبيين، خصوصا في شرح الأبعاد الحقيقية للحرب على الإرهاب. كان العاهل الأردني في الواقع صادقا مع نفسه أوّلا، أي مع ما يسعى من أجل تحقيقه، أي تأكيد أن للمملكة الأردنية الهاشمية “دورا محوريا على الصعيد الإقليمي” وأنّها دولة عصرية تستأهل الحياة، لأنّها دولة تمتلك مؤسسات راسخة. أكثر من ذلك، يؤمن العاهل الأردني بأن المملكة تمتلك رسالة. لذلك توجه إلى الأردنيين مباشرة، قبل أيام قليلة، لتأكيد ما لم يعد في حاجة إلى تأكيد. لم تمض أيام على خطابه الموجّه إلى الأردنيين، حتى توجه إلى أوروبا، إلى مدينة ستراسبور تحديدا، بكل ما ترمز إليه. جاء إلى تلك المدينة الفرنسية، التي كانت ألمانية في مرحلة ما، ليؤكّد أنّه يعرف العالم تماما ويعرف ماذا يعني أن يكون البرلمان الأوروبي في تلك المدينة “التي لا تزال شاهدا حيّا على نجاح المجتمعات في الانتقال من الحرب إلى السلام وعلى أن تكون رمزا للمصالحة ووحدة أوروبا”.

هناك رمزية لستراستبور. المدينة عاصمة منطقة الألزاس في فرنسا. كانت منطقة الألزاس، عبر التاريخ، منطقة متنازعا عليها بين فرنسا وألمانيا، هي ومنطقة لا لورين. في النهاية أصبحت الألزاس ولا لورين فرنسيتين بعد الحرب العالمية الثانية. لكنّ وحدة أوروبا أزالت حساسيات الماضي، خصوصا أن في استطاعة أهل المنطقتين التنقل بين فرنسا وألمانيا بكلّ حرّية. فالسلام أزال الفوارق التي ما زال الشرق الأوسط يعاني منها.

في عمّان، أكّد عبدالله الثاني للأردنيين “إننا نعيش حياتنا مجتمعا متآخيا ومتراحما مثل العشيرة الواحدة ونبني مستقبلنا بتحصين أجيالنا بفكر حضاري مستنير ضد الانغلاق والتعصب وتسليحها بقيم المواطنة والمبادرة والطموح والتميّز وحبّ العمل والإنجاز ونبذ مظاهر العنف التي تجافي قيمنا وأخلاقنا وكلّ ما يمثّلها. فجوهر عقيدتنا قدسية الحياة واحترام الذات والغير”.

نعم، قدسية الحياة. هذا ما يؤمن به الأردن. الأهمّ من ذلك كلّه أن يوجد من يتحدّث صراحة عن هذه القدسية وليس عن قدسية شيء آخر، أي قدسية ثقافة الموت التي ينادي بها المتعصّبون في المنطقة الذين يراهنون على إثارة الغرائز بكلّ أنواعها، خصوصا الغرائز المذهبية التي خربت العراق، وخرّبت سوريا، وتكاد أن تخرّب لبنان.

وفي ستراسبور قال عبدالله الثاني “أنّ ما ارتكبته عصابة داعش الإرهابية من قتل وحشي لطيارنا البطل (معاذ الكساسبة) أغضب جميع الأردنيين والأردنيات وروّع العالم. كان ردّ الأردن على هذه الجريمة سريعا وجادا وحازما. ستستمرّ معركتنا، لأنّنا ومعنا دول عربية وإسلامية لا ندافع فقط عن شعوبنا، بل عن ديننا الحنيف. فهذه معركة، على الدول الإسلامية أن تتصدّرها أوّلا، فهي قبل كلّ شيء حرب الإسلام”.

    لا يمكن للأردن التراجع عن الحرب على الإرهاب. إنها معركة حياة أو موت للمنطقة كلها

يقف الأردن حاجزا منيعا في وجه التطرّف. هذا ما أراد عبدالله الثاني تأكيده للأردنيين والأوروبيين في الوقت ذاته. قاله قبل ذلك للأميركيين. أراد أن يقول لهم إن الحرب على الإرهاب طويلة، لكنّ الأردن لا يمكن إلا أن ينتصر في هذه الحرب.

كان لا بدّ من إعادة تذكير الأردنيين بالدور الأردني. كان لا بدّ من إعادة تذكير الأوروبيين أيضا بأنّ هذا الدور في التصدي للإرهاب والفوضى لم يأت من عبث. على العكس من ذلك، إنّه دور طبيعي جاء نتاج تجارب عدّة مرّت بها المملكة استطاعت تجاوزها.

من هذا المنطلق، يحقّ للملك أن يقول لأبناء الشعب الأردني “أؤكد لكم أنّ الأردن قويّ وصامد بثبات على مرّ العقود في وجه كل من راهن على سقوطه. إنّ قوتنا ودورنا المحوري في المنطقة ليسا صدفة، بل هما من صنع الأيدي الأردنية”. يضيف “نحن أقوياء بوحدتنا في محيط يموج بالصراعات والنزاعات الطائفية والعرقية وفوق كلّ هذا الإرهاب”.

لا يمكن للأردن التراجع عن الحرب على الإرهاب. إنّها معركة حياة أو موت للمنطقة كلها. ما يدعو إلى التفاؤل أنّ الأردن يعرف ماذا يريد ويعرف ما هي القيم التي يستند إليها في المعركة التي يخوضها مع “داعش” والدواعش. هناك “داعش” السنّية وهناك الدواعش الشيعية التي في أساسها الاستثمار في الغرائز المذهبية. كان عبدالله الثاني أوّل من سارع إلى التحذير من هذا النوع من الاستثمارات، مباشرة بعد الاحتلال الأميركي للعراق وانكشاف إدارة بوش الابن التي سلّمت هذا البلد العربي المهمّ على صحن من فضّة إلى إيران.

تحدّث العاهل الأردني قبل ما يزيد عن عشر سنوات، كان ذلك في أكتوبر من العام 2004، عن “الهلال الشيعي” بالمفهوم السياسي للعبارة وليس الديني، لأنّ الشيعة تشيعوا لأهل البيت الذين ينتسب إليهم الملك عبدالله الثاني.

لم يقصد أي إساءة للشيعة. على العكس من ذلك، كان الهدف التحذير من السياسة التوسعية لإيران في ضوء سيطرتها على العراق. الآن، لم يعد أي مسؤول إيراني يخجل من الحديث عن أنّ طهران تسيطر على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء التي أضيفت أخيرا إلى المقتنيات، أو جوائز الحرب، الإيرانية.

لم يعد سرّا أن العاهل الأردني كان مصيبا في كلمة قالها، إن في عمّان وإن في ستراسبور، وإن قبل ذلك في واشنطن.

كان متقدّما على كثيرين غيره، بسنوات عدّة. هذا ليس عائدا إلى قدرة عبدالله الثاني على استشفاف الأحداث فحسب، بل هو عائد أيضا إلى قدرة الأردن على تجاوز المحن منذ خمسينات القرن الماضي وصولا إلى حرب العراق في العام 2003 وما تلاها من تفتيت للبلد، وصولا إلى الثورة التي تشهدها سوريا والتي أدّت إلى وجود مليون ونصف مليون لاجئ في أراضي المملكة.

بالنسبة إلى الأردن، لم يتغيّر شيء. هناك من لا يزال يراهن على سقوط المملكة. من كان يصدّق في العام 1970 أن الأردن سيتصدّى بطريقة حاسمة لمحاولات المنظمات الفلسطينية المسلّحة قلب الحكم، بما سيؤدي إلى قيام الوطن البديل فيه؟

من كان يصدّق أن الأردن سيضع بعد ذلك اللبنة الأولى للدولة الفلسطينية المستقلة التي لا يمكن إلّا أن ترى النور يوما. رسم الملك الحسين، رحمه الله، حدود تلك الدولة عندما أعلن عن قرار فك الارتباط صيف العام 1988 وعندما توصل إلى اتفاق سلام مع اسرائيل في خريف العام 1994، راسما بذلك الحدود النهائية للأردن، ومحافظا على حقوقه في الأرض والمياه.

أكثر من ذلك، استطاع الأردن تكريس دوره الثابت في المعادلة الإقليمية. إنّه دور الدولة التي لا تزال تؤمن بأنّ لا خيار آخر أمام شعوب المنطقة غير خيار الاعتدال والوسطية اللذين ينادي بهما عبدالله الثاني الذي أراد أن يؤكّد مجددا للأردنيين أنّ المتابعة جهد يومي وفعل إيمان بالأردن وقدرات الأردنيين في الوقت ذاته. المتابعة تعني أيضا التوجه إلى الآخر، بما في ذلك الأوروبي، بخطاب واضح ومفهوم في الوقت ذاته بعيدا عن الغوغائية التي تعتبر اختصاصا لبعض الأنظمة العربية. يستطيع ملك الأردن التوجه إلى العالم بخطاب مختلف يجعله يستوعب أن لا علاقة للإسلام بالإرهاب.

يشير عبدالله الثاني في ستراستبور إلى أن النبي قال “لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه”. هل من إنسانية أكثر من هذه الإنسانية التي يروّج لها عبدالله الثاني الذي يمتلك خطابا واحدا للداخل والخارج، فحواه أنّ الحرب على الإرهاب واحدة، وأنّ الجميع في مركب واحد وأن هذه الحرب هي قبل كلّ شيء “حرب الإسلام” على الذين يريدون الإساءة إليه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الإسلام على الإرهاب أولا حرب الإسلام على الإرهاب أولا



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib