روسيا بين السكرة والفكرة
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

روسيا بين السكرة والفكرة

المغرب اليوم -

روسيا بين السكرة والفكرة

بقلم : مصطفى فحص

في سكرة التوسع الروسية، لم يعد فلاديمير بوتين ذلك الرئيس الذي يمارس مهامه بشكل اعتيادي، فهو منذ أن وصلت دباباته إلى أوكرانيا وطائراته إلى سوريا، يقيم بين خرائطه العسكرية محاًطا بجنرالاته، يستمع إلى إحاطة يومية يقدمها زملاؤه السابقون في جهاز المخابرات، حول وضع العدو العاجز عن تقدير خطوات الكرملين المستقبلية أو ردات فعله، مزهًوا بانتصارات الدبلوماسية الروسية التي رفعت لاءاتها بوجه أكبر الدول في مجلس الأمن دفاًعا عن موقع روسيا العالمي، ففي زمن القيصر لم تعد موسكو تقيم وزًنا لدولة أو حلف عندما تتحرك دفاًعا عن مصالحها، حتى لو استدعى ذلك مواجهة مباشرة أو بالوكالة أو حتى التلويح بخيارات غير تقليدية، وقد أوغلت في السنوات الأخيرة باستخدام القوة كوسيلة أقل كلفة من أجل استعادة
هيبة الدولة العظمى، بعد أن حول قادة الجيش أحلام الأوكرانيين إلى كوابيس، وحياة السوريين إلى جحيم، فالقوة في العقيدة القتالية الروسية الجديدة لم تعد دفاعية فقط، بل هي الأداة الأنجع من أجل استعادة التوازن، والممر الضروري لفرض نظام عالمي جديد.

في نشوة القوة، يبدو أن فلاديمير بوتين أعلن انتدابه الكامل على سوريا، وهدد بتحويل معركة حلب إلى جحيم، وحذر من الثمن الذي سيدفعه كل من يقف بوجه سياسته، فباعتقاده أنه لوحده يضع شروط المواجهة، وأنه القادر على تحديد مكانها وزمانها، فحشد صواريخه استعداًدا لمنازلة طويلة كانت أم قصيرة، لكن اعتباراتها مصيرية؛ ففوق حطام المدينة والضحايا من أهلها ستسقط إمبراطوريات وتستعاد أخرى، فحلب هي المحطة الواصلة بين طموحات القيصر من سهوب آسيا الوسطى إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، إذ إن الموانئ السورية لم تعد تتسع لقطع الأسطول الروسي، لذلك البحث جاٍر عن مرافق أخرى كانت في السابق موطئ قدم للسوفيات.

بعد عام على الاجتياح، يرفض فلاديمير بوتين، الاعتراف بعدم النجاح في حسم المعركة بأقل الخسائر السياسية والعسكرية، وبتجنيب بلاده تكلفة اقتصادية، وبأن خطواته التصعيدية أجبرت الدول الكبرى على التحرك، واستعادة زمام المبادرة، فكشفته في مجلس الأمن، ولوحت بإجراءات غير دبلوماسية، وعلى الرغم من شبه القناعة لدى موسكو بأن الفعل الأميركي معطل بفعل وجود أوباما في البيت الأبيض، فإن لهجة واشنطن والعواصم الأوروبية القاسية كانت أقرب إلى جرس الإنذار الذي دق في أروقة صنع القرار الروسي،
فكان على القيصر أن يصحو من السكرة قبل أن تسبقه الفكرة، والفكرة حلت معه في إسطنبول، فعلى الرغم من حفاوة الاستقبال، فإن الثقة الروسية بالتاجر العثماني تبقى محدودة، فحفيد السلاطين يتقن ربط المصلحة بالعقيدة، والثروة بالجغرافيا، وتعلم الدرس من الانحياز المبكر أو القرار المستعجل، وفقد الثقة بحلفائه الذين خانوه أكثر من مرة، وبات يدرك تجنب استفزاز أعدائه الذين دَّفعوه ثمن ثقته بحلفائه، فاختار أن يقدم التجارة ويؤجل السياسة، لذلك اختار أن ينصاع للقيصر، بانتظار أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود، مساء 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في واشنطن.

ولكن في إسطنبول، التي حرد الرئيس الإيراني عن حضور قمتها للطاقة، لمس القيصر صعوبة موقفه الإقليمي، فهو عالق بين الدهاء العثماني والخبث الفارسي؛ الأول يريد شراكة مصالح ومنافع مستفيًدا من حاجة الروس إليه كممر إلزامي لنقل الطاقة إلى الأسواق العالمية، بينما يعلم الثاني أنه لا غنى عنه، فهو الحليف الواضح والصريح في سوريا، والشريك الذي وفر على موسكو إرسال جنودها. وتزداد حيرة بوتين بين التركي الذي قرر أن لاُيلدغ من جحر أوباما السوري مرتين، والإيراني الذي لم يزل ينتظر إشارة واضحة من الأميركيين، كي يحصل على ما تعجز موسكو عن تأمينه له، حيث تفتقد موسكو القدرة على إرضاء الطرفين، مما يضعها في دائرة صراع المصالح والمنافع المتفاقم بين الجانبين التركي والإيراني، الذي يحاول
بشتى السبل البحث عن ممرات أخرى لتصدير الطاقة، تجنب بلاده الابتزاز التركي وتؤمن له المزيد من الاستقلالية في قراراته الاقتصادية.

عليه، بات بوتين العالق على أبواب حلب بأمّس الحاجة إلى إعادة التوازن لعلاقاته الاستراتيجية في المنطقة عبر تركيا، وهو توازن له امتداداته داخل التركيبة الدينية والعرقية للمسلمين الروس، الذين لن يستطيع أحد ضبط ردات فعلهم في حال أمن الطيران الروسي الغطاء للميليشيات الإيرانية الشيعية في احتلال حلب، وله تأثيره الكبير على الأغلبية العربية السنية التي لم تَر إلا انحياًزا روسًيا لإيران، وهو توازن إذا نجح الأتراك في إيصال فكرته للروس، فإنه يجنبهم مواجهة غربية أصبحت قريبة، ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة لن تختلف نتائجها عن الحرب الأفغانية.

الفكرة الأوضح لدى بوتين أن أنقرة أّمنت مصالحها الاقتصادية مع روسيا، وتراقب التصعيد الغربي الروسي حول سوريا دون إبداء حماس لأي طرف، فيما تقع غريمتها طهران حائرة بين حاجتها الضرورية لروسيا في سوريا، وتحملها أعباء المواجهة إن حصلت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا بين السكرة والفكرة روسيا بين السكرة والفكرة



GMT 11:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قاليباف... عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان

GMT 17:50 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ذاكرة لأسفارنا الأليمة

GMT 18:41 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إيران... بين الثابت والمتحول داخلياً وخارجياً

GMT 17:46 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

طهران ــ تل أبيب... مسار التصعيد

GMT 13:06 2024 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

إيران لا تريد الحرب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib