بين النكبة الثانية واحتمال الدولة
مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة إصابة سفير إيران لدى بيروت جراء انفجار أجهزة لا سلكية في لبنان وزارة الصحة السودانية تُعلن تسجيل 266 إصابة جديدة بالكوليرا وارتفاع إجمالي الوفيات إلي 315 حالة جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن تنفيذ غارة جوية أدت إلى اغتيال رئيس وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الأونروا يؤكد تدهور الأوضاع في ‎غزة بشكل متزايد والحشرات والقوارض تُهدد صحة الفلسطينيين حزب الله اللبناني يستهّدف موقع العباد الإسرائيلي بصاروخ موّجه
أخر الأخبار

بين النكبة الثانية واحتمال الدولة

المغرب اليوم -

بين النكبة الثانية واحتمال الدولة

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

في مشهد يُعيد القضية الفلسطينية 75 سنة إلى الوراء، أجبرت آلة الحرب الإسرائيلية سكان قطاع غزة على النزوح من شماله إلى جنوبه، ليس لأن الجنوب أكثر أمناً أو أن هناك ضمانات أمنية لتحييده مستقبلاً، بل لأن خطط الحرب الإسرائيلية تقتضي تقسيمه عسكرياً في معركة إنهاء حركة «حماس» ظاهرياً، فيما بات المضمون الحقيقي هو القضاء على الوجود الفلسطيني الكثيف في هذه المنطقة، ما يعني أن شمال القطاع المدمر سيتحول إلى مجال عملياتي بري من أجل تحقيق انتصار ضروري على «حماس»، فيما الجنوب أو ما سيتبقى منه سيبقى سالماً نسبياً أو مؤقتاً، تريد تل أبيب تحويله إلى مكان لتجمع أكبر كتلة بشرية تفتقر إلى أدنى مستويات العيش والأمان لكي تستخدمه في أهدافها الاستراتيجية.

من احتمال الدولة إلى فرض النكبة، تحول جنوب غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى أداة ضغط على مصر، فحتى الآن لم تتخلَّ حكومة الحرب الإسرائيلية عن هدفها إخراج جزء كبير من أهل القطاع إلى سيناء تحت ذريعة اللجوء المؤقت، ورغم موقف الإدارة الأميركية الأخير الرافض لهذا المشروع، فإن تل أبيب المأزومة تتصرف تحت عنوان رفض التعايش النهائي مع القطاع، أي رفض العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى لو أدى ذلك إلى أزمة إقليمية تضعها في مواجهة مباشرة مع القاهرة وعمان.

نحو النكبة الثانية، فحتى لو حصل الفلسطينيون والمصريون والعرب على ضمانات بعودة سكان القطاع، فإن تل أبيب لم تلتزم يوماً بتنفيذ أي قرار أممي، وفي زمن الأحادية القطبية وانحياز واشنطن الكامل لها في هذه الأزمة فإن إمكانية تعنّتها ستكون واردة جداً، كما أن الوعي الجماعي الفلسطيني يدرك أكثر من غيره أنه منذ قرن وأكثر لم يخرج لاجئ أو مهاجر قسراً من بيته في هذا الشرق الصعب وعاد إليه.

في الطريق إلى الدولة، قبل 7 أكتوبر الماضي، شددت الرياض على أنْ لا حل للصراع من دون قيام دولة فلسطينية، ومع تصاعد حدة القتل الإسرائيلي تمسك العرب أكثر بشعار حل الدولتين، وانتبه الغرب إلى أنْ لا حلّ من دون قيام دولة فلسطينية، وهي، أي الدولة، في سباق مع الزمن، فإمّا أن تُفرض الآن وإمّا أن يكون العالم بأسره شاهداً بالصوت والصورة ومتواطئاً في النكبة الثانية.

تأخر قيام الدولة الفلسطينية، ففي النكبة الأولى يتحمل النظام الرسمي العربي حينها جزءاً من مسؤولية عدم قيام كيان فلسطيني مستقل، حيث بقيت الأراضي الفلسطينية بعد قرار التقسيم تحت رعاية أردنية - مصرية، فمنذ مايو (أيار) 1948، إعلان قيام دولة إسرائيل، إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 1988، إعلان قيام دولة فلسطين، تعرض الصراع العربي - الإسرائيلي، والفلسطيني - الإسرائيلي لحروب ونكسات وهزائم، ولكن في لحظة متحول تاريخي وصل فيه العنف إلى ذروته في حرب الخليج الثانية، نجح الفلسطينيون في التسلل إلى أراضيهم المحتلة عبر اتفاق أوسلو. شكَّل الاتفاق مفترق طرق لرافضيه من الجانبين، ولكن اليمين الإسرائيلي المتطرف كان حاسماً وعاقب إسحاق رابين على ما فعله، ومن ثم بدأ هذا الاتفاق مسيرة سقوطه التي ترافقت مع صعود اليمين الإسرائيلي، حيث في كل محطة تفاوضية أو إمكانية الوصول إلى حل الدولتين كان المجتمع الإسرائيلي يذهب إلى خيارات أكثر يمينية كان آخرها حكومة نتنياهو الحالية.

بين النكبة الثانية والدولة المُحتملة، تُظهر تل أبيب رغبة في تنفيذ الأولى (النكبة) وتتجنب الإجابة عن الثانية (الدولة)، حيث قامت على مدى سنوات بضرب جميع احتمالاتها وتقويضها، والآن تهدد ما تبقى من جغرافيتها وبشرها، فبعد 75 سنة على النكبة الأولى التي كان العنف أساساً لقيام دولة إسرائيل حينها، يبدو أن تل أبيب تراهن عليه مجدداً لمنع قيام دولة فلسطينية، ولكنّ هذا العنف يكشف عن حجم مأزقها على المدى البعيد، فالنكبة الثانية لها أثمانها والدولة الفلسطينية أيضاً، وما ستختاره تل أبيب حالياً ومستقبلاً بيد مُتطرفيها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين النكبة الثانية واحتمال الدولة بين النكبة الثانية واحتمال الدولة



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:28 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
المغرب اليوم - عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء عدة في مراكش لمدة 3 أيام

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"جاغوار" تعلن عن نموذجًا جديدًا من السيارات الفارهة

GMT 19:05 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

خديجة الزياني تفتح ملف " حراس الأمن الخاص" داخل البرلمان

GMT 11:39 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إدارة الوداد الرياضي تغرم اللاعب أنس الأصباحي

GMT 18:44 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تسريب جديد يكشف عن سعر هاتف HTC المقبل U12+

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

لجنة المراقبة تحجز لحوم فاسدة في الناظور

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib