قاليباف عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

قاليباف... عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان

المغرب اليوم -

قاليباف عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

ليعذرنا رئيس مجلس النواب الإيراني الجنرال محمد باقر قاليباف، فنفوذه القوي لا يعوِّض معرفته الضعيفة بلبنان وتركيبته العصيّة على التفكيك، والسهلة في الانقسام. لذلك، يا حضرة الجنرال، فإن حضور نظامك أو ثورتك أو دولتك القوي في لبنان، أو الوصاية الكاملة على دولتنا ومصادرة قرارها، لا يعني الهيمنة على الكيان وصيغته المعقدة. فهما أكثر تماسكاً من جمهوريتك وشعوبها المتعددة في جغرافيا قابلة للتشظي. وقد تحتاج لأكثر من زيارة وفي ظروف أفضل ومهام مختلفة حتى تستوعب هذه الثنائية (الكيان والصيغة). وهذا ما عجز عنه أسلافك أو أقرانك ممن اعتقدوا أنهم منذ أن أخضعوا الدولة، قد تمكنوا من السيطرة على الكيان والصيغة.

فثنائية «الكيان والصيغة»، أي الاجتماع والجغرافيا، قد أثبتت أنها أقوى من أي غلبة داخلية لأي جماعة لبنانية استشعرت يوماً ما قوتها الزائدة أو الفائضة في الدولة أو خارجها. فاندفعت فأخطأت، ثم تراجعت فحفظت نفسها ودورها. هذه الثنائية تلازمت أيضاً مع جغرافيا سياسية صعبة وقاتلة. الصعوبة بدأت منذ إعلان (دولة لبنان الكبير) سنة 1920، أي الانفصال عن سوريا، التي لم تشفَ حتى الآن من عقدتها تجاه هذا الكيان. أما الجغرافيا القاتلة، فكانت على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة بعد إنشاء الكيان الإسرائيلي سنة 1948. ومنذ هذين التاريخين، يدفع اللبنانيون ثمن وقوعهم بين جار طامع وعدو حاقد، وتحول كيانهم إلى حيّز جغرافي لتصفية حسابات إقليمية، طبعاً بمشاركة داخلية لا تُغتفر لأي جهة أسهمت فيها.

فما لم تدركه، يا حضرة الجنرال، في زيارتك للبنان، وفي تصريحاتك اللاحقة، هو أن هذا البلد الصغير سهل الدخول، مضياف حتى بالسياسة وتوابعها، لكنه في لحظة يتحول إلى طارد غير قابل للكسر، على الرغم من انقساماته العمودية والأفقية. فلو قلَّبت أوراق مَن سبقوك في نفوذهم أو وصايتهم أو احتلالهم، لَترددت في تصريحاتك وغيّرت مضمون زيارتك. فهذا البلد الضعيف، وبسبب انقساماته، تمكن من هزيمة الإسرائيلي والأميركي والسوري، وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية منه. ونتيجة لإيمان أغلب اللبنانيين بتعدديتهم، على الرغم من بعض أصوات التقسيم أو الطلاق التي تخرج في الأزمات، فإنهم نجحوا أكثر من مرة في تجاوز إشكالياتهم الداخلية وأعادوا لُحمتهم، على الرغم من كل الجراح القاسية التي تسببوا فيها بعضهم لبعض وتعرضوا لها من الخارج، الذي انحازوا إليه ودفعوا ثمن هذا الانحياز.

فالعالق أو المُعلَّق في العلاقة ما بين جمهوريتكم وكياننا هو أنه سُمح لكم بالتصرف بوصفكم أقوياء، أو أنكم توهمتم القوة فوقعتم في فخها. بعض الأقوياء الذين لا يقرأون لا الماضي ولا الحاضر، وإن انتبهوا إليهما، يقرأونهما متأخرين، أي بعد فوات الأوان. فما لم يستوعبه نظامكم هو أن لبنان مقتلة لكل من توهم القوة من خارجه أو في داخله، وهو معرَّض لخسارته وإضعاف من راهن عليه. والمستهجَن أنكم لم تتعلموا ممن سبقكم ودفع ثمن أوهام القوة والاستقواء.

فلبنان في ثنائيته قاتل لكل المشاريع الكبرى من خارجه إلى داخله، أو من داخله إلى خارجه، ومن داخله إلى داخله، حيث الغلبة مستحيلة. ومَن حاول فرضها دفع الثمن، أفراداً وجماعات وحتى طوائف. فتجربة الحركة الوطنية والراحل كمال جنبلاط والجبهة اللبنانية والراحل بشير الجميل، وما أصابهم كجماعات سياسية وعقائدية، واضحة فيما تركت من ندوب على حواضنهم. حيث وحدها متلازمة الدولة والاجتماع كانت كفيلة بشفائهم منها.

وعليه، فإن ثنائيتنا، يا حضرة الجنرال، لا تشبه ثنائيتكم (الثورة والدولة)، ولا يمكن تصديرها ولا تطبيقها في بلد مثل لبنان. فثنائية «الكيان والصيغة» أنتجت دولةً واجتماعاً، تعرَّضا لضربات قوية، ووَصلا إلى أقصى درجات الضعف، لكنَّ التجربة أثبتت أنهما ما زالا كفيلين بشفائنا الوطني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاليباف عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان قاليباف عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib