خريطة واحدة للبنانات كثيرة
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

خريطة واحدة للبنانات كثيرة

المغرب اليوم -

خريطة واحدة للبنانات كثيرة

مصطفى فحص
بقلم : مصطفى فحص

بين انقسامٍ سياسي وآخرَ اجتماعي وما بينهما من انقسام تاريخي، يتَّجه الاجتماعُ اللبناني إلى مزيد من الانقسام أو التقسيم، الذي تجاوز فكرة التقسيم الجغرافي الفاشلة سابقاً، وذهب دعاته الجدد إلى المطالبة بالفيدرالية أو الكونفدرالية، فيما دعا بعض الأصوات إلى الطلاق الكامل مع الآخر أو الآخرين، تحت ذريعة أن هناك انقساماً حياتياً وثقافياً بين اللبنانيين، فرض شروطه الثقيلة على فكرة عيشهم معاً، هذا العيش المشترك الذي تفجرت صمامات أمانه على شاطئ مدينة صيدا، حيث التبس على أهلها أو زوارها أو المصطافين فيها التفرقة ما بين الحرية الفردية التي يضمنها القانون اللبناني من حرية المعتقد واللباس والتعليم إلى آخره، وبين بعض الفئات الملتزمة التي تحاول فرض طريقة عيشها على طبيعة المدينة المحافظة أصلاً.

في صيدا كان الاشتباك بين التعميم العابر للحدود المناطقية والشروط الاجتماعية والعقائدية الذي يستند إلى مبدأ الحريات الثقافية في تبريره لمواقفه، والذي يرسم صورة مختلفة عن العيش المشترك بعيداً عن السائد، أي فكرة تعايش الجماعات الدينية اللبنانية الطائفية، فهو يرى أن المسموح به في أغلب شواطئ المدن اللبنانية يفترض أن يكون مسموحاً به على شاطئ صيدا، من دون الأخذ بعين الاعتبار أي ظروف تمر بها المدينة وطبيعة أهلها والتزاماتهم الثقافية، وكيفية مقاربتهم للتعامل مع البيئة المتشددة في المدينة.

هذا الانقسام كان فرصة لمطالبة البعض بالطلاق مع الآخر، هذا الآخر الذي لم يعد مفهوماً في تفسيرات التعايش اللبناني - اللبناني، فالتعايش مع الآخر المختلف كما يبدو أنه يأتي من طرف واحد، والاعتراف بلبنان الآخر أو اللبنانات الأخرى مطلوب أيضاً من الطرف الذي يرى فقط لبنان الأخضر وجمال شواطئه وجباله ومطاعمه وصخب حياته، فيما هناك لبنانات أخرى معترضة أو مختلفة في أسلوب الحياة ترى لبنانها على قياسها أيضاً.

أيضاً في لبنان المنقسم هناك جغرافياً السلاح. بيئة اجتماعية كاملة ترى به مصدر قوتها، تستعرضه أمام الجميع وعلى مرأى ومسمع الدولة وأجهزتها. سلاح رسم حدوداً للبنان الآخر المختلف معها أو غير المختلف. سلاح يفصلها عن بقية اللبنانيين ثقافياً واجتماعياً وعقائدياً، وحوّلته إلى جزء من عقيدتها الدينية والاجتماعية وحتى الدستورية، فالسلاح جعلها أرفع شأناً أمام بقية المواطنين وفوق القانون ومكّنها من فرض طبيعتها الاجتماعية والمعرفية ضمن المساحات الجغرافية لانتشارها، فباتوا أشبه بفيدرالية أقرب إلى حكم ذاتي في مناطقها، تملك قوة تكفيها للسيطرة على القرار المركزي في العاصمة.

في مقابل الفيدرالية العسكرية أو الفيدرالية المسلكية تبرز كونفدرالية تريد الانفصال عن الاثنين معاً، ولا تجد لدعاة العمومية اللبنانية من ليبراليين أو يساريين أو تشرينيين، العابرين للمناطق والطوائف مكاناً في كونفدراليتها. فدعاة هذا الصنف من التقسيم يبررون دعوتهم بأنهم يرفضون الخضوع السياسي والاقتصادي والثقافي لسلاح بيد فئة معينة مرتبطة بمشروع عقائدي خارجي لا يشبه لبنان الذي بنوه بالشراكة مع الآخر المختلف منذ أكثر من قرن، وباتو يرون في آخرين مختلفين مسلكياً واجتماعياً تهديداً لطبيعتهم الاجتماعية وطريقة عيشهم التي من المستحيل أن تتعايش مع دعاة الانغلاق تحت أي مبررات.

ولكن لا يبدو هنا أن الانغلاق محصور في المتشددين الملتزمين، فحتى الآخر الذي يرى أن أسلوب حياته هو هويته الخاصة أيضاً يغلق أمام الآخرين فرصة التعايش بمستوى الحد الأدنى معه. أما المدججون بالسلاح والشعارات العابرة للحدود فهم في طلاق حتى مع تاريخ لبنان الحديث.

جمهورية 10452 كيلومتراً مربعاً، وحّدها الفقر والقهر ورسمت «تشرين» مشهد عمومها وعامّيّتها في ساحات المدن اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، يفرّقها الآن دعاة التحضر والالتزام والسلاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة واحدة للبنانات كثيرة خريطة واحدة للبنانات كثيرة



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي

GMT 14:01 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

زيدان يتحدث عن انتقال مبابي لـ ريال مدريد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib