طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

المغرب اليوم -

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

بعيداً عن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة بين واشنطن وطهران من أجل إمكانية التوصل إلى تسوية تُرضي جميع الأطراف، تدرك النخبة الإيرانية الحاكمة أن ما بعد ليل 14 أبريل (نيسان) ليس كما سبقه، فقرارها الرد المباشر على تل أبيب اتخذته القيادة الإيرانية وهي تعي جيداً تداعياته المستقبلية، وأن مساعي تحجيم وضبط الردود بين الطرفين والنجاح في احتوائها لا تعني أن المعنيين قد تجاوزوا الأزمة وأعادوها إلى قواعدها السابقة؛ فالقاعدة التي كسرتها طهران عن سابق إصرار وترصد لا يمكن أن تتعامل معها القوى الكبرى الحليفة لتل أبيب كأنها اشتباك فقط، بل هي كسر لقواعد استراتيجية تهدد مصالحهم.

في الجدل الإيراني الداخلي المستمر ما بعد 14 أبريل، تترقب القيادة الإيرانية تشدداً دولياً في التعامل معها ولا تستبعد احتمال أن تتخذ القوى الكبرى قرار معاقبتها، وهذا العقاب الذي سيأتي على مرحلتين ما قبل الانتخابات الأميركية وبعدها من دون حتى الرهان على هوية المقيم الجديد في البيت الأبيض، كما أنه (أي العقاب) قد يأخذ أشكالاً مختلفة منها عزل طهران وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها، كما أن هناك احتمالاً قوياً أن ملف إيران النووي سيُفتح على مصراعيه، حيث يتشكل رأي لم يزل ضعيفاً إلى الآن بأن يذهب بعض هذه القوى الكبرى مع تل أبيب إلى الخيار العسكري.

في الواقع الإيراني الخارجي، حيث مناطق النفوذ الإقليمي ومحاور الاشتباك غير المباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة، لا تبدو طهران معنيَّةً بالتطبيق الصارم للضوابط التي ألزمت فيها أذرعها كافة ما بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، كما أنها أيضاً ليست معنيَّةً برفعها كاملة عن جميع محاور الاشتباك، فهي لا تريد تحمل مسؤولية نزاع إقليمي جديد لأنها ترجِّح أن تل أبيب التي مُنعت من التصعيد المباشر معها ستعوض ذلك بطريقة غير مباشرة، وعلى الأغلب أنها بدأت تخرج تدريجياً من الضوابط التي ألزمتها إياها واشنطن إقليمياً وأن توسيع المواجهات بينها وبين أذرع طهران بات أمراً واقعاً.

أمام هذه المتحولات باتت كوريا الشمالية الحاضر الأكبر في طهران ونموذجاً محتملاً في الاستعدادات المستقبلية لمواجهة تحديات كبيرة، فلم تتأخر طهران في استقبال علني لوفد كوري شمالي رفيع المستوى عنوانه الظاهر اقتصادي، ولكن نظراً لطبيعة النظامين قد تحمل الزيارة عنواناً آخر سرّياً أكثر أهمية، خصوصاً أن هناك اشتباهاً بعلاقة بيونغيانع بمشروعَي إيران الباليستي والنووي، والمريب في توقيت الزيارة أنها تأتي بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران على بُعد أسابيع وليس أشهر من صنع القنبلة النووية، وهذا ما يفتح احتمال دور بيونغيانغ في مساعدة طهران على كيفية تزويد صواريخها الباليستية برؤوس نووية.

مع تصاعد حدة التهديدات الغربية لإيران في معاقبتها وعزلها سيصبح النموذج الكوري الشمالي هو الخيار الأقرب إلى طبيعة النظام الإيراني، خصوصاً أن المرشد الحالي زار بيونغيانغ سنة 1989 ورأى بأُمِّ عينه صلابة نظام بيونغيانغ وكيفية انتظام الشعب الكوري، مما يعني أن النظام الإيراني يستعد داخلياً وإقليمياً وخارجياً لمرحلة من العزلة تحاول الدول الكبرى فرضها عليه، رغم صعوبة تطبيقها لأسباب عديدة منها ثروة إيران النفطية وموقعها الجغرافي وارتباطاتها الجيو - استراتيجية، ولكن ليس مستبعداً أن يعزل النظام نفسه تدريجياً بعد خطوات استراتيجية يتخذها في مقدمتها الاختبار النووي أو الإعلان عن مستوى تخصيب مرتفع يجعل القنبلة النووية بمتناول يده. فإيران التي كسرت قواعد الردع النووي وقصفت أهدافاً مدروسة بدقة وغير حساسة داخل الكيان الإسرائيلي الذي يملك سلاحاً نووياً، يمكن أن تهدد بمعاودة الكَرَّة مرة ثانية ولكن هذه المرة متكئةً على رؤوس نووية.

الخيار الكوري الشمالي ليس خياراً عسكرياً فقط بالنسبة إلى النظام الإيراني، فالعزل الذاتي أو الطوعي قد يكون ضرورياً بالنسبة إليه في المرحلة الانتقالية، وذريعة لقمع الداخل حال عوقبت اقتصادياً أو عسكرياً، فالعزل بقرار ذاتي أو نتيجة عامل خارجي هو أيضاً فرصة له لإعادة هيكلة مؤسساته قبل انتقال السلطة تحت ذريعة المؤامرة الكبرى عليه وعلى إيران ومحاولة الغرب إخضاعه، ولكن السؤال الأصعب: هل الشعب الإيراني مستعد لأن يطبق النموذج الكوري؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib