الثابت الإسرائيلي والمتحول العربي في الأوهام الإيرانية
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

الثابت الإسرائيلي والمتحول العربي في الأوهام الإيرانية

المغرب اليوم -

الثابت الإسرائيلي والمتحول العربي في الأوهام الإيرانية

مصطفى فحص

عندما كان الرئيس الإيراني الأسبق السيد محمد خاتمي، يلقي خطابه أمام طلاب وأكاديميي معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، في حضور مجموعة من الخبراء والدبلوماسيين الروس الحاليين والسوفيات السابقين، ربيع سنة 2001، كنت جالسا إلى جانب أستاذي، وهو خبير سوفياتي سابق في شؤون العالم العربي، فسألته عما إذا كان الكرملين يستطيع أن يواجه الضغوط الإسرائيلية الأميركية الغربية، بعد قراره بيع إيران مروحة الضغط العالي، التي يحتاجها مفاعل بوشهر من أجل دخوله الخدمة النووية الفعلية، التفت صوبي قائلا: «نحن فعلا لدينا علاقات مميزة مع تل أبيب، ونحتاجها في مجالات تقنية وصناعية ملحة، ولكننا نعلم جيدا وتعلم تل أبيب أيضا، أن قنبلة إيران النووية خيار مؤجل جدا بالنسبة لملالي طهران، والإعلان عنها يحتاج تحولات كبيرة في الجغرافيا السياسية، وفي بنية التحالفات والعلاقات الاستراتيجية، بين الدول الكبرى والدول الإقليمية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط»، لكن أردف موضحا، أنه «لا يمكننا الحديث الآن عن سلاح نووي إيراني، بل عن مشروع نووي سيبقى تحت السيطرة، وبالنسبة لنا هو ليس بالضرورة ضد إسرائيل»، غامزا «هو على الأرجح ضدكم».
لم يكتب لأستاذي السوفياتي المخضرم طول العمر، لكي يشهد وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، وانتقال عدوى الثورات الملونة، من ساحات تبليسي وكييف وطهران، إلى ساحات عربية تحول بعضها إلى نزاعات مسلحة بإدارة وإشراف إيراني، أو لكي ينتظر ولادة عسيرة لاتفاق نووي إيراني أميركي، ربما سيبدل الكثير من الاستراتيجيات الإيرانية، ويطلق صافرة التحولات الإيرانية التدريجية والبطيئة، في البنية العقائدية للجمهورية الإسلامية على المستويين الداخلي والخارجي، يؤمن لطهران موقعا جديدا الذي تتجاوز جغرافيته قدرتها على إدارته، وتعجز إمكانياتها عن الحفاظ على استقراره، وقد لا تكون موسكو بعيدة عن تداعياته وتصدعاته الجيو - سياسية.
ففي طهران تتسابق حاليا تصريحات قادة النظام بأغلب فروعه «محافظون معتدلون إصلاحيون» مع حركة الآليات العسكرية لقوات فيلق القدس، وروافدها من ميليشيات شيعية على الجبهات المفتوحة في العراق وسوريا واليمن، من أجل إعلان انتصار عسكري، باعتقاد طهران أن نتائجه ستشكل حدود نفوذها، ويكون الفرصة التي لن تتكرر، أمام دعاة إعادة التشكل الإمبراطوري لإيران، على حساب حدود وسيادة دول أخرى، ودون الأخذ بالاعتبار، لقرن من التأسيس الوطني المبني على الموروث العثماني في السياسة والاجتماع، لشعوب ودول المنطقة.
تتصرف طهران وفقا لهذه التصريحات، كأنها غير ملزمة بحدود «سايكس - بيكو» التي تجاورها أو تطالها أذرعتها، وهي تتبناها بالاقتراب من تشكيل شرق أوسط جديد بإمضائها، وليس بإمضاء كوندوليزا رايس، وترفض الاعتراف بالحدود السياسية السابقة، والاتفاقيات والمعاهدات التي تنظم العلاقات بين دول المنطقة باستثناء واحدة هي «وعد بلفور».
فتماشيا مع سير المفاوضات بينها وبين الشيطان الأكبر، تبدو طهران معنية أكثر من أي وقت مضى بالتأكيد على سلامة واستقرار دولة إسرائيل والقبول بحدودها، وقد برهنت ذلك عندما رسمت لنفسها حدود الرد على اغتيال إسرائيل قادة عسكريين إيرانيين ولبنانيين في الجولان السوري، ضمن ما يسمح به القرار الأممي 1701 على التحرك، فيما تفاخر وزير خارجيتها، أثناء رده على ما جاء في خطاب نتنياهو في الكونغرس، بأن التاريخ يسجل لبلاده أنها أنقذت شعب إسرائيل ثلاث مرات، وعلى الرغم من سيطرتها على قرار نظام الأسد، لم تقم بتشكيل مقاومة سورية لتحرير الجولان مثل تلك التي كانت في لبنان.
تبدو إسرائيل أنها الثابت الوحيد في عقل الاستقواء الإيراني على دول وشعوب المنطقة، والاعتراف بحدود «سايكس بيكو» ينحصر في الاعتراف بحدود إسرائيل، وفيلق القدس اتجه إلى كل عواصم الجوار باستثناء العاصمة التي يحمل اسمها، من هنا يفسر اهتمام الوزير يونسي ببغداد، والأدميرال شامخاني بباب المندب، والجنرال همداني بشواطئ المتوسط، والمجتمع الإيراني بالولايات المتحدة، حيث تصبح أهداف إيران لا تختلف عن أهداف الذين قوضوا مشاريع التنوير العربية.
ما لن تدركه طهران أن وهم القوة لن يمكنها من فرض نفوذها على جوارها، ولو كان هذه المرة بقبول أميركي وغض طرف إسرائيلي، فطهران أصبحت مرفوضة من الشعوب العربية قبل أنظمتها، ومهما كابرت وحاولت الالتفاف، فلن تشهد مناطق نفوذها أي استقرار بسبب رفض مكوناته لها، وأن دورها أصبح مرهونا بالتخلي عن أوهامها، وإعادة تقبلها يتطلب السعي إليه من الرياض، وليس من أي عاصمة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثابت الإسرائيلي والمتحول العربي في الأوهام الإيرانية الثابت الإسرائيلي والمتحول العربي في الأوهام الإيرانية



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

الفار والجزار.. (القافية قافية)!!

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

ثروة لنا فى روما

GMT 19:12 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عودة نفرتيتى إلى مصر

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib