كاتم الصوت
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

كاتم الصوت

المغرب اليوم -

كاتم الصوت

مصطفى فحص

 لم يعد كتم الصوت مقتصرا على استعمال السلاح الذي اخترعه العالم الأميركي هيرام ستفين مكسيم عام 1908، وما زال استخدامه مستمرا حتى اليوم في العمليات السرية، التي تستهدف معظمها شخصيات سياسية وفكرية معارضة لأنظمتها، أو قادة رأي ومناضلين.

فقد طورت أنظمة الاستبداد أساليب قمعها، فلم يعد قمعا فرديا بل صار جماعيا. فقد أغلقت دولها وقمعت شعوبها، وتحكمت بالإعلام والمدارس والجامعات والمنشورات، ودور المسرح والسينما وحتى الأطعمة والألبسة، وسخرت لذلك أجهزة بوليسية سادية، وقامت بتصفيات جسدية واعتقالات عشوائية لمعارضيها، وبنت السجون وشرعت المنافي، وحرضت على كل من تشك بأنه يشكل خطرا على سلطاتها، أو من الممكن أن يؤثر على حركة المجتمع، أو تطوير المعرفة عند الأفراد الذين قد يشكلون كتلة اجتماعية تزعزع أركانها.

اليوم يقف من تبقى من أنظمة الاستبداد عاجزا عن مواجهة تقنيات ثورة المعلوماتية، التي أطاحت بأدوات القمع التقليدية، فسقطت فكرة الترهيب الجماعي، ولا أستثني منها حتى كوريا الشمالية، تراجعت قدرة هذه الأنظمة على التحكم المعرفي، بسبب سهولة التواصل وسرعته، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فلجأت إلى سياسة التوحش المباشر، بعدما تيقنت أن السير عكس التاريخ لا يستمر إلى الأبد، فاتخذت قرار الانتحار الجماعي «أنا ومن بعدي الطوفان» كما في النموذجين الليبي والسوري.

في نموذج دولة الطوائف اللبنانية، اعتمدت سلطة الطوائف تدريجيا منذ التأسيس، في بنائها الداخلي على الجدار الحديدي العازل لفصل مكون كل واحدة منها عن المكونات اللبنانية الأخرى، فلم توفر وسيلة إلا واستخدمتها، في تحصين موقعها الداخلي ضمن بيئتها، وحين وصل بها المطاف إلى طرح السؤال الوجودي، في المنعطفات السياسية الكبرى، كان من شأنه أن أثر على مكاسبها داخل طائفتها، أو على منظومة مصالحها داخل نظام المحاصصة الطائفية.

فقد اختزل السؤال الوجودي، المحق نسبيا، لدى اليمين اللبناني عشية الحرب الأهلية 1975، باليمين المسيحي، الذي ارتكب أخطاء فادحة في لحظة احتدام طائفي، حولته إلى يمين مذهبي، ثم إلى يمين حزبي في صراع السلطة والحكم، واختزل القضية اللبنانية بقضية الطائفة أو الحزب أو الشخص، واختزل الأخير مصلحة الحزب والمذهب والطائفة والمجتمع والدولة والوطن بشخصه.

المقلق في التجربة اللبنانية أن الطوائف لم تتعظ من تجارب طوائف سبقتها، وهي تصر على تكرار الأخطاء ذاتها، ها هو حزب الله يطرح سؤالا وجوديا على شيعة لبنان، في خضم حروب مذهبية تشن في محيطه، لم تعد احتمالات وصولها إلينا بعيدة، وقد يكون حزب الله في سؤاله الوجودي محقا نسبيا، عشية 18 آذار (مارس) 2011، يوم انطلاق ثورة الشعب السوري السلمية، لكن عن حجمه ودوره وليس وجوده في اللعبة السياسية اللبنانية، وتأثرها المباشر تاريخيا وجغرافيا بالجار الوحيد والكبير سوريا.

إلا أن حزب الله الذي قرر الذهاب إلى سوريا حماية لنظامها دفاعا عن نفسه، رابطا الحفاظ على امتيازاته ببقاء النظام، يعود بعد أربع سنوات من حربه الاستباقية خائبا وأكثر قلقا، ليس فقط على امتيازاته بل على مستقبله، مما استعجله إلى طرح السؤال الوجودي على شيعة لبنان، بعد أن أقنع أغلبهم بأن موقعهم القوي في لبنان نابع من قوته، لكنه في الطريق إلى نزع هذا التوكيل الدفاعي منهم، بدا عليه ضعف أدواته واهتراء خطابه، فحول هجومه على قلة شيعية عارضت سياساته في سوريا، فدعا إلى مقاطعتها ومحاسبتها واتهمها بالخيانة والعمالة، هذا الهجوم وإن عكس قدرة هذه الجماعة الصغيرة على التأثير لو البسيط، يكشف عمق الأزمة الداخلية التي يعيشها حزب الله، وعدم امتلاكه الأجوبة المبررة لهذا الكم الكبير من الخسائر بالأرواح، والفشل في تحقيق الانتصار أو فرض حل سياسي، فقرر كتم الأصوات التي تسائله وتجادله، وسلط عليها أدواته الإعلامية التي تتقن سياسة التحريض والتخوين والدعوة العلنية إلى القتل، لأنه لم يعد يملك جوابا شافيا عن سؤال الوجود.

ليس كاتم الصوت هو الآلة التي اخترعها هيرام مكسيم فقط، فهناك كتاب وصحافيون، ممن أعطوا صفة مفكرين وخبراء ومحللين، يمكن تشبيههم بآلات كتم الصوت، مع سحب براءة الاختراع من مكسيم، وهم مسؤولون بشكل مباشر ليس عما قد يصيب القلة الشيعية اللبنانية الشجاعة من أذى جراء تحريضهم، بل ما سيصيب أهل الطائفة كلهم، نتيجة كلامهم المعسول، الذي يزين لهم موتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاتم الصوت كاتم الصوت



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

الفار والجزار.. (القافية قافية)!!

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

ثروة لنا فى روما

GMT 19:12 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عودة نفرتيتى إلى مصر

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib