دروس بليغة، فهل من عقول تعتبر
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

دروس بليغة، فهل من عقول تعتبر؟

المغرب اليوم -

دروس بليغة، فهل من عقول تعتبر

أحمد عصيد

لم يكن المشهد في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط في يوم ما أكثر بيانا وإفصاحا مما هو عليه هذه الأيام، الدروس والعبر تتوالى من كل صنف ونوع، والوقائع تكاد تصرخ في الناس لتعلن لهم ما يهربون من سماعه، فالإسلام السياسي يحصد الأرواح بالجملة، ودعاته وأنصاره هم أول ضحاياه، والعالم يتعبأ لحماية نفسه من الإرهاب، رغم ذلك ما زالت عقول أولائك الذين أشعلوا فتيل هذه الفتن يمانعون ضدّ أية مراجعة أو اعتراف بخطئهم، مما يجعلهم ينهمكون في مزيد من التنظير للكراهية، وفي مزيد من التزكية المقنّعة للقتل والتفجير، وكأنهم يشعرون باقتراب النهاية، فيعمدون إلى إلحاق أكبر الأضرار بهذا العالم قبل مغادرته غير مأسوف عليهم.

يعيش الإسلام المعاصر جرحا بليغا استعصى على العلاج لقرن كامل، ويتمثل هذا الجرح في فشل مسلسل التحديث من الداخل، وفشل اللحاق بالدول المتقدمة، وتوفر السيولة من أموال البترول في غياب حسّ حضاري وعقل مدبر، وهيمنة الماضي على الحاضر والمستقبل، مما جعل كبرياء المسلمين تتلقى ضربات كثيرة، لم تنفع لجعلهم يستيقظون على أوضاعهم الحقيقية، وأدت عكس ذلك إلى نشوء أمراض وتشوهات كثيرة، كان أبرز مظاهرها الاستبداد السياسي المزمن، الذي أصبح ذهنية سائدة في المجتمع، والعنف والتطرف باسم الدين.

ما زال ثمة من يحلمون بإقامة "الدولة الإسلامية" عبر العنف والتقتيل، كما ما زال هناك من ينتظر أن تأتي عبر صناديق الاقتراع، بينما الحقيقة أن الذين يسعون إلى إقامة الدولة الدينية عبر الجهاد المقدس يعكسون في سلوكاتهم مظاهر البدائية السابقة على وجود الدولة، بينما الذين ينتظرون فتوحات انتخابية لا يؤمنون بالديمقراطية، مما يجعلهم في حالة تنافي مزمنة. فلا هؤلاء يفهمون معنى الدولة ولا أولائك، لكنهم رغم ذلك يجعلونها نصب أعينهم فلا تفارق أحلامهم.

والدرس الذي لم تستوعبه بعد تيارات التطرف الديني السياسية منها والجهادية هو التالي: أن الدولة الدينية لن تعود أبدا لا بالعنف ولا بالانتخابات، لأن العنف لا يبني دولة ولا يؤسس حضارة. ولأن الانتخابات آلية من آليات الدولة الحديثة وليس لها أي معنى أو أية مردودية خارج النموذج الذي تنتسب إليه، وهذا ما يفسر عدم جدوى الانتخابات حتى الآن في بلدان المنطقة.

العنف يعود بممارسيه تدريجيا إلى البدائية الأولى حيث ينزلقون دون شعور منهم إلى اقتراف الجرائم البشعة وهم يعتقدون أنهم يقتربون من أهدافهم، ولهذا يتخذ العنف الأصولي طابع الانتحار الجماعي. كما تقتضي الانتخابات وعيا نسبيا يستحضر الآخرين باعتبارهم شركاء في الفضاء وفي مشروعية التداول على الحكم، وهو ما لا يقبله من يقسم العالم إلى مؤمن وكافر، أسود وأبيض، مهتدي وضال. لهذا سرعان ما يقع المشارك في الانتخابات بهذا المنظور في التناقض بين نسبية التداول على السلطة وإطلاقية الرغبة في الاستيلاء على الدولة، والنتيجة أن الانتخابات تصبح بداية المشاكل وليست نهاية لها.

لن نقول ما قاله المعرّي قبل ألف عام: "ولا حلّ إلا بالطوفان يغسل هذه الأرض"، ولكننا نقول إن وقف المأساة وإنهاء حمام الدم الحالي لا يكون إلا بالاهتداء إلى أمر بسيط للغاية، وهو أن الدين لا يمكن أن يكون دولة، وأن الدولة لا يمكن اختزالها في دين معين، وأن الإنسان في جوهره حرية، أي إرادة واختيار، وما دون ذلك توافق وتنافس، وحوار وإبداع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس بليغة، فهل من عقول تعتبر دروس بليغة، فهل من عقول تعتبر



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib