قمع وبلاغات

قمع وبلاغات

المغرب اليوم -

قمع وبلاغات

بقلم :حسن طارق

أول أمس، أمام البرلمان، وبمناسبة وقفة احتجاجية نسائية للتضامن مع “سيليا” وكل معتقلي حراك الريف، ولأن المناسبة شرط، فقد كان لا بد للقمع أن ينفتح قليلا على مقاربة النوع، لكي تصيب التدخلات الأمنية – غير المتناسبة والعنيفة وغير المبررة كالعادة- العديد من المشاركات في الوقفة، اللواتي تعرضن للضرب والتنكيل والتعنيف في مناطق حساسة تفعيلا لمبادئ المناصفة!

طريقة التدخل الأمني، كانت تحمل جرعة زائدة في أسلوبها وشكلها.

وفي السياق نفسه، وتعزيزا لمنطق دمقرطة القمع، أبدت السلطات الأمنية استهجانها لما يُعرف في العالم بأسره بضمان احترام أنشطة المدافعين عن حقوق الإنسان، لذلك نال كل من المحامي والجامعي والحقوقي ومستشار اليوسفي السابق، عبدالعزيز النويضي، والحقوقي والمؤرخ المعطي منجب، والرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبدالحميد أمين، نصيبهم الوافر من التعنيف والصفع والركل والشتائم.

ما وقع، من شدة وضوحه، في الحقيقة، لا يحتمل رواية أخرى، ولا بلاغا جديدا للمديرية العامة للأمن الوطني. ما وقع هو اعتداء سافر على مواطنين مغاربة، وعلى أبسط حقوق الإنسان.

طبعا، ومرة أخرى، فالعصا الغليظة للقمع حملت، كذلك، رسائلها السياسية المباشرة، إن على مستوى الاستهداف أو التوقيت، حيث الاعتداء على المسؤولين الحقوقيين، فضلا عما يحيل عليه من سطوة للجهاز الأمني، هو كذلك تتفيه – بأثر رجعي – لمبادرة السيد وزير الدولة مصطفى الرميد بالاجتماع والتداول مع نشطاء حركة حقوق الإنسان حول تدبير الحراك.

وفي الخلاصة، فالأمر هنا مجرد تذكير طبعا، بأن الجواب الأمني هو وحده الثابت القار، و”الأكبر” في معالجة ملف حراك الريف .

كيف لا، وهو القادر على نسف كل مؤشرات التفاعل السياسي مع الملف، انطلاقا من بلاغ المجلس الوزاري الذي تلته أحداث العيد الأسود بالحسيمة، وصولا إلى ما وقع في وقفة أول أمس السبت، مرورا طبعا بالمحو الميداني السريع الذي تعرضت له، كذلك، الإشارات الواردة في الخرجة الإعلامية للسيد رئيس الحكومة.

يريد الأمنيون، القول بأنهم الشكل الوحيد للتدبير السياسي لهذا الملف، وبأن مقاربتهم هي العرض الأكثر جدية في التجاوب مع الطلب الاجتماعي والسياسي والحقوقي لتداعيات الحراك.

كنا نعتقد بأن ولوج زمن الحكامة الأمنية، قد يعني ضمن ما يعنيه تسييسا للأمن، بالمعنى الذي يجعل من أداء قطاع الأمن موضوعا للنقاش العام، ويجعل من سياساته وممارساته موضوعا للمسؤولية أمام البرلمان.

لكن يبدو عوضا عن ذلك أننا نسير بثقة نحو “أمننة السياسة”.

مسؤولو الأمن الوطني، لا يجب أن يمثلوا أمام ممثلي الأمة، فهيبة الدولة لا تقبل مساءلة نواب الشعب!

ومسؤولو الأمن الوطني، لا يجب أن يكونوا موضوعا لتقرير مهني للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان .

وأكثر من ذلك، فهم على ما يبدو، يضيقون ذرعا حتى بأبسط قواعد تراتبية المسؤولية الإدارية والسياسية التي تجعل من المؤسسة الأمنية تشتغل – مبدئيا – تحت إشراف وزارة الداخلية والحكومة. لذلك، فعوض الاقتصار على سقف التواصل المؤسساتي والمهني مع الرأي العام، حولوا الأمن الوطني – فيما يشبه هواية جديدة – إلى منصة للتواصل السياسي المسترسل والمباشر مع الجميع، بما في ذلك ما قد يعتبر محاولة للتأثير على القضاء، أو ما قد يقرأ كنوع من التعالي “في العلاقة مع مؤسسات ذات وظيفة دستورية”، مثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمع وبلاغات قمع وبلاغات



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib