أطروحة سيئة الذكر
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

أطروحة سيئة الذكر

المغرب اليوم -

أطروحة سيئة الذكر

بقلم - حسن طارق

في سياق التفاعل مع دينامية “حراك الريف” وأسئلته، كانت الأستاذة والمناضلة الديمقراطية لطيفة البوحسيني، قد انتبهت إلى أن “المركب” الإعلامي/ السياسي/ المدني، الذي تكفل، خلال الولاية السابقة، بمواجهة بنكيران وتجربته الحكومية، بعيدا عن أدنى شروط الموضوعية، وبتحامل إيديولوجي فج، وبتماه واع و”مرتب” مع قوى الارتداد السلطوي، هو نفسه الذي يقود منذ عشرة شهور معركته المقدسة الجديدة ضد الحركة الاحتجاجية بالريف.

وهو ما يكشف لوحده زيف كل الشعارات المفضوحة للموقف المتهافت لهذا “المركب”، ويجعله ليس جديرا حتى بأن يوصف كمجرد معارضة بخلفية إيديولوجية حادة، ذلك أن الانتقال من معاداة الإسلاميين – التي قد تكون مفهومة كموقف ثقافي مستقل عن رهانات السلطة – إلى معاداة الاحتجاج الاجتماعي، يسقط على هذه (الأطروحة) أبسط مقومات المصداقية السياسية والنزاهة الفكرية، ويجعلها مجرد تنويع على خطاب السلطوية!

وفي العمق تصبح هذه (الأطروحة)، تعبيرا عن موقف عدمي من المجتمع، يبحث لنفسه على الدوام عن حجج لاستعداء كل الديناميات والشرعيات الصاعدة من المجتمع.

حيث تعتبر في عمق تحليلها وحججها، المجتمع محافظا ومتخلفا عن النخب العصرية والدولة “الحداثية”، عندما يمنح أصواته إلى إسلاميين محافظين، تم تعود لتعتبره متمردا وغوغائيا، عندما يعبر عن مطالبه، وعن ذاته بواسطة الحركات الاجتماعية والاحتجاجية السلمية .

تقدم (الأطروحة) نفسها، كمساهمة موضوعية في النقاش العام، تحتفظ لنفسها بمسافة مع ما ينتجه المجتمع، لذلك فهي ترتدي جبة المثقف النقدي الذي لا يجامل الجماهير كما لا يغازل الناخبين، لكنها لا تبدي الموضوعية ذاتها كلما تعلق الأمر بالدولة، ويبدو حسها النقدي في الدرجة الصفر عندما يتعلق الأمر بسياسات رسمية، وتكاد تتحول – بكل حمولتها النقدية الكاذبة- إلى أطروحة “مقدسة” للسلطة على الدوام.

تقدم (الأطروحة) نفسها كموقف نقدي من الإسلام السياسي، بدعوى الانتماء إلى مشروع الحداثة، ثم تقدم نفسها بعد ذلك كموقف نقدي من حداثة “اليسار”، بدعوى الانتماء إلى منطق الخصوصية.

تقدم (الأطروحة) ذاتها كموقف نقدي من الاحتجاج، بدعوى الانتماء إلى ثقافة الإصلاح، ثم تقدم نفسها لاحقا كموقف نقدي من الإصلاح السياسي بدعوى التدرج وعدم جاهزية النخب.

لذلك فهي في العمق ليست سوى تعبير عن إيديولوجيا احتقار المجتمع، والتشكيك في مختلف تعبيراته، في مقابل استبطان خاطئ لفكرة تفوق السلطة، ينطلق من مقابلة مانوية جامدة ولا تاريخية، تربط الدولة بالعقل والتحديث، وتربط المجتمع بالفوضوية والتخلف.

كما كان، أمس، بإمكان الديمقراطيين انتقاد ومعارضة بنكيران، على أرضية السياسات أو الرؤية والمشروع، دون السقوط في فخ إضعافه باسم السلطوية التي تحتقر كل شرعية صاعدة من أسفل، بغض النظر عن ألوانها وهويتها. فبإمكانهم اليوم انتقاد “حراك الريف”، بلا تبجيل وتقديس، دون السقوط في فخ الدفاع عن القمع والاعتقالات والمعالجات التخوينية والأمنية.

دون ذلك، فهم مهددون بالسقوط في مستنقع (الأطروحة) سيئة الذكر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطروحة سيئة الذكر أطروحة سيئة الذكر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib