ضربـة المْعلم
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

ضربـة المْعلم

المغرب اليوم -

ضربـة المْعلم

بقلم : نور الدين مفتاح

يفرك الإنسان عينيه ليتأكد أن ما يجري أمامه واقع فعلا. ملك المغرب يدخل إلى قاعة قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا وهو عضو كامل العضوية في الواحد والثلاثين من شهر يناير 2017، ومع وجود رئيس ما يسمى بالجمهورية الصحراوية، ويتناول الكلمة أمام 54 من قادة القارة السمراء ليقول: "لقد عدت أخيرا إلى بيتي، وكم كنت سعيدا بلقائكم من جديد، لقد اشتقت إليكم".

ثم ننتظر ما الذي سيأتي في الخطاب بعد هذه الهبّة العاطفية القوية التي كانت من مستوى لحظة لقاء حار بعد غياب مؤسساتي دام 33 سنة، وما الذي سيقوله ملك تعتبره بضع دول جالسة تستمع إليه يقود بلدا مستعمِراً، فيكون الجواب: "إننا ندرك أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر. إن هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم، ولا نرغب إطلاقا في التفرقة، كما قد يزعم البعض! وستلمسون ذلك بأنفسكم، فبمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام".

وينتهي الخطاب وقد بهت ممثلو الدول غير الصديقة، وارتاح الأصدقاء القدامى في غرب إفريقيا، والجدد في شرقها، لأن عنوان هذا الكلام المنتظر في لحظة تاريخية بامتياز كان هو باختصار الحكمة. وانتهى الكلام.

ولتقدير هذه العودة وهذا الخطاب وهذا الطريق الطويل من العمل الدؤوب لسنوات في التربة الإفريقية، لابد من استرجاع لحظة وصول الوفد المغربي برئاسة المستشار الملكي آنذاك أحمد رضى اكديرة إلى نفس العاصمة أديس أبابا في 12 نونبر 1984، ليلقي رسالة الحسن الثاني أمام القادة وقد انضم إليهم زعيم البوليساريو عبد العزيز المراكشي كعضو جديد، ويقول: "حان وقت الانفصال، نودعكم ونتمنى لكم حظا سعيدا مع الشريك الجديد".

كان بالإمكان في الخطاب الملكي ذرف الدموع على 33 سنة من الخذلان، ومن ضرب القانون الدولي آنذاك عرض الحائط بقبول عضو لا تتوفر فيه مقومات الدولة، وهو "الجمهورية العربية الصحراوية"، لأسباب سياسية مرتبطة بالحرب الباردة. كان بالإمكان رفع خطاب العودة إلى قصاص مشروع بعدما تحولت الأغلبية لصالح المغرب، كان مفهوما لو تم التفسير لرأي عام مغربي على أن الجلوس مع جمهورية دأبوا على سماع أنها وهمية هو لهذا السبب أو ذاك، ولكن لا شيء من هذا حصل، الذي حصل كان عكس التوقعات التي تخوف منها بعض العقلاء، وهو أن تصطبغ الكلمات بنفس لون الجيل الجديد من خطابات محمد السادس الهجومية التي سمعناها من الرياض إلى دكار مرورا من الرباط، ولكن لكل مقام مقال، وأصبحت للعودة المغربية للاتحاد الإفريقي آفاق أبعد وأرحب من قضية الصحراء ومن المواجهات المنهكة مع الجزائر. إنه اختيار ملكي لم يكن أحد يتكهن باتجاهه إلى حدود الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت المغرب صباح الثلاثاء الماضي، عندما اعتلى محمد السادس منصة الخطابة ليقول للجميع: "كم هو جميل هذا اليوم الذي أعود فيه إلى البيت".

والواقع أن التكهن باتجاه تحرك العهد الجديد في القارّة الإفريقية ظل صعبا، لأن جمع قطع "البوزل" ليس هينا، سفريات كانت تبدو متفرقة إلى دول بعينها في الغرب الإفريقي، وانتشار اقتصادي بلا ضجيج، فحتى المكتب الشريف للفوسفاط ظل يشتغل بصمت إلى أن انبثقت مشاريع ضخمة قبل سنة فقط قد تصل إلى 10 ملايير دولار! كان الأمر كمن ينفذ خطة عسكرية محاطة بالسرية ولها اتجاهات متعددة، وحده الجينرال يعرف الهدف الاستراتيجي. نحن نتذكر ذلك الاجتماع العاصف مع رئيس الحكومة السابقة الذي نقله التلفزيون، وتم فيه تأنيب الجهاز التنفيذي على التماطل في تسوية ملف المهاجرين الأفارقة، إنه قطعة من كل، وسيتبين في خطاب أديس أبابا أن هذا الكل كان بنيانا مرصوصا برؤية متكاملة منذ البداية، ومن هذا المنطلق يمكن أن نقول إن المغرب عاد فعلا من الباب الكبير، عاد بمشروع هزم أسلحة الخصوم التي كانت تعتمد على الشراء، وقال إنه إذا كان لابد من تجارة في علاقات دولية مبنية أساسا على المصالح، فلا أهم من تجارة مبنية على الصح، على الاستثمارات، على شيء تتشارك به مع الآخرين، فيربحون به التنمية والاستقرار وتربح معهم، بدل الريع الذي لا يربح فيه إلا أشخاص تذروهم الريح بعد ذلك.

إن المغرب الذي مازال يعاني من الهشاشة داخليا، ومشاكله مع الشغل والتعليم والصحة والفوارق كبيرة، استطاع أن يسوق في إفريقيا واقعيا صورة البلد الواعد، وأصبح فاعلا اقتصاديا كبيرا ولاعبا سياسيا وازنا. والمغرب الذي بدا أنه يجتر ديبلوماسية متثائبة ضرب اليوم ضربة أحيت العظام المتثاقلة، ولا مزايدة ولا مداهنة في القول إن المغرب حقق انتصارا كبيرا، ليس بالعودة للاتحاد الإفريقي فقط ولكن بطريقة العودة ومضمونها وآفاقها. إنها باختصار أكبر ضربة لمحمد السادس طيلة مدة حكمه.

إضافة إلى مشاكلنا الداخلية التنموية، هناك مشاكل السياسة والساسة، وهناك "البلوكاج" الملعون، ولابد أن نستحضر اليوم مستجدات أتت من أديس أبابا لإعادة قراءة بعض التأويلات التي تمتح من نظرية المؤامرة. لقد تبين أن الإسراع بتشكيل مجلس النواب قبل تشكيل الأغلبية الحكومية كان ضرورة ملحة ومصلحة وطنية أعلى من المشاورات الحكومية المستمرة، وكم يبدو صغيرا اليوم ما يجري بالرباط من سجالات مقارنة مع ما جرى في أديس أبابا من إنجازات. وقد تبين أن عبد الإله ابن كيران لم تخنه حصافته، واختار الصعب من أجل الوطن، وساهم في تشكيل هياكل مجلس النواب، ولم يختر السهل بالاستقواء بمقاعده كما ينصحه بذلك من لا مقاعد لهم إلا إذكاء النار بدعوى مبادئ مجردة لم يسبق أن أفلحت في أي سياسة دون الأخذ بعين الاعتبار كل جوانب المعادلة، وإلا يكون المصير هو الاصطدام بالحائط. لقد تغلب التعقل لحد الآن رغم التأخر، والأكيد أن رياح أديس أبابا ستهب ربما على حي الليمون حتى ينتعش المشور السعيد، فالوقت حان للانخراط في هذا المشروع الإفريقي الكبير الذي اتضح أنه سيكون ورش المغرب الذي سيساعده على التنمية وعلى تدبير انتقاله الديموقراطي، ليس بمنطق الغلبة ولكن بمنطق التوافق.

سئمنا من حسابات "الخوشيبات" وتصنيف الناس على فسطاطين، الكفار بالديموقراطية والمتعبدون في محرابها، وإعطاء النقاط في الاستقلالية والوعظ السياسي والإرشاد في المشاورات، سئمنا هذه الإيديولوجيات المتجاوزة، فهذا زمن تكتل الجميع من أجل المغرب. واليوم، يجب أن تكون التنازلات المتبادلة هدية الأحزاب للوطن ولإفريقيا وللمغاربة، فالناس لا يصوتون على الحكم في البلاد ولكن يصوتون على جزء يسير منه، وبالتالي فمن أجل القضايا المصيرية قد يكون التواضع مفيدا والتسيير ضروريا.
عشنا لحظة تاريخية وستكون بالتأكيد ملهمة للجميع، فهنيئا لنا جميعا والعود أحمد.

المصدر : جريدة الأيام 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربـة المْعلم ضربـة المْعلم



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib