إعاقات حقيقية
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

إعاقات حقيقية

المغرب اليوم -

إعاقات حقيقية

المختار الغزيوي

نتذكرهم كل ثالث دجنبر، ثم ننساهم، وتتذكرهم عائلاتهم العمر كله.
تكابد معهم ماتكابده، وتحاول إقناع نفسها دوما وباستمرار أن هذا هو القضاء والقدر، وأنه من الضروري التعايش معه، وأنه لا حل في الختام وكفى . لذلك لابأس من مشاطرتهم هاته المعاناة وإن ببضعة أسطر لا تسمن ولا تغني من تعب حياة لايمكن وصفه على الإطلاق
ليس الكفيف هو المعاق. الإعاقة الحقيقية هي أن تكون ببصر سليم، ولاتستطيع أن ترى دواخل الناس. لاتنفذ لعمق الأشياء، ولا تصلك الرسالة بسهولة وإن كانت مجردة أمامك شاخصة تنظر إليك عوض أن تنظر إليها
ليس الأصم هو المعاق، الإعاقة الحقيقية هي أن يصرخ فيك الواقع يوميا بعديد الكلام وأن لاتسمعه. أن تمثل دور من لم تصله ذبذبات وأن تعتقد أنك بمجرد إغلاق أئنيك استطعت أن تحل الإشكال رغم أنه سيظل معك يتبعك إلى آخر الأيام
ليس الأبكم هو المعاق. الإعاقة الحقيقية أن لاتستطيع الكلام حين الكلام. أن تكون الجملة مكتملة الأركان في فمك وعقلك، وألا تستطيع التفوه بها، خوفا أو طمعا أو افتراءا أو كذبا أو تزلفا أو نفاقا أو جبنا أو مراعاة لمجتمع لم يراعك في يوم من الأيام
ليس الأعرج هو المعاق. الإعاقة الحقيقية ألا تستطيع السير إلى حيث تشاء. ألا تدرك هدفك وأن تضيع اليوم بطوله غير قادر على تحديد بوصلة لكل تيهك، وأن تعتقد أن المزيد من التجول في الفراغ سيوصلك يوما إلى حيث النهاية: المزيد من الفراغ
ليس المتأخر ذهنيا هو المعاق. الإعاقة الحقيقية أن يكون ذهنك مكتملا وسويا وأن لا تستطيع التفكير. أن تحرم نفسك من نعمة تتوفر لك أنت وحدك المنتمي لجنس الإنسان. أن تعطلها لفائدة يقينيات زائفة لا تمتلك عليها أي دليل سوى كسلك وعجزك عن التفكير، وقرارك إعطاء ذهنك وعقلك ومادتك الرمادية وكل حواس التأمل فيك إجازة طويلة الأمد غير مدفوعة الأجر، بل مكلفة لك أكثر مما تتصور أي العمر كله
ليس طفل القمر هو المعاق. الإعاقة الحقيقية هي أن تكون قادرا على الخروج إلى الشمس لكنك تخافها. تنزوي في ظلال وحدتك، تعاقر ما شئت من أدوات الهروب من الواقع المر الذي لاتستطيع مواجهته، وتتمنى أن يتواصل الليل بعد الليل، وأن لا يأتي عليك أبدا النهار الذي ستكون ملزما فيه بالاستيقاظ والخروج إلى الناس والالتقاء بهم، والحديث معهم وإيجاد مكان لك تحت الشمس..
ليس المتوحد هو المعاق. الإعاقة الحقيقية هي أن يكون الناس قربك، فتهرب منهم إلى أبراجك العاجية، تعجز عن التواصل معهم، وتقرر أن تسبهم جميعا وأن تعتقد أنك الأفضل وأن الآخرين كل الآخرين أقل منك شأنا فقط لأنك عاجز عن الوصول إلى دواخلهم، وغير قادر على أن تمتد إليهم بجسر المحبة، وأن تمد إليهم يد السلام والكلام، وأن تعثر في نظرات أعينهم، هناك في تلافيف البؤبؤ الداخلي على النظرة الصادقة التي تؤكد وصول الكلام إلى عمق العمق وليس فقط إلى سطح كل الالتقاءات
ليس المعاق من حكمت عليه الدنيا في بدئها أو منتصفها أو في الختام بأن يكون فاقدا لحاسة من حواس توفرت للآخرين
الإعاقة الحقيقية هي أن تعجز عن الإنسانية، ألاتحس بالمحيط حولك، أن تعتبر أنك تستطيع العيش لوحدك ودونما حاجة للآخرين
هاته الإعاقة لاحل لها. بقية الأمراض الأخرى والابتلاءات كلها سيجد لها العلم والطب وتطور الأيام حلا في لحظة من اللحظات
وحدها الإعاقات الحقيقية ستبقى عضالا حتى النهاية
الإعاقة الحقيقية الوحيدة التي لا علاج لها هي أن تعجز عن أن تكون إنسانا…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعاقات حقيقية إعاقات حقيقية



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib