الفتنة النائمة22

الفتنة النائمة(2/2)

المغرب اليوم -

الفتنة النائمة22

رشيد نيني

ما يجهله الكثيرون هو أن عبد النبي الشراط الحسيني، الذي يقدم نفسه كعالم أديان، رجل شيعي معلن، فهو لا يتوانى عن التصريح بكونه شيعيا علمانيا، متشيعا لآل البيت، وحسب زعمه فهو غير تابع لإيران التي يرى أنها خربت المذهب الشيعي، وهو نفسه الذي انبرى يدافع عن تأسيس الخط الرسالي بالمغرب في 19 يناير 2012، مكيلا الشتائم للفيزازي والكتاني لمعارضتهما السماح بنشاط شيعي بالمغرب.
تطليق شباط للشراط لم يتوج بتخلي الأول عن فكر الثاني، ولم ينته بالقطيعة الإبستمولوجية مع الشيعة، على رأي محمد عابد الجابري رحمه الله، فلا يزال شباط يردد لازمة «فاس المدينة المقدسة»، مشبها إياها بالمزارات الشيعية المقدسة، باحثا لها عن الأحاديث الموضوعة ليدعم موقفه، كما لا يزال يطعم خرجاته وقفشاته بادعاء حصوله على «بركة مولاي إدريس»، متهما بنكيران بكراهية «فاس المقدسة»، لتحريض الشرفاء الأدارسة عليه، ولكي يبرر اتهامه له بالمسخوط.
وليس صدفة أن تكون الذراع الانتخابية الضاربة لشباط هي «جمعية أوربة لمحاربة الفقر والهشاشة» التي ترأسها زوجته فاطمة طارق، و«جمعية مولاي إدريس للتضامن» التي يرأسها صديقه في «شركات الفتح الجديد».
فقبيلة أوربة التي ينتمي إليها شباط وزوجته كانت أول قبيلة أمازيغية بايعت المولى إدريس الأول حين قدم هاربا من مجزرة كربلاء، وزوجته ابنتها كنزة الأوربية التي أنجبت منه المولى إدريس الثاني، حيث تم تأسيس أول دولة شيعية بالمغرب.
وإذا كان عصفور واحد لا يعلن حلول الربيع، كما يقول المثل الغربي، فإن عبد النبي الشراط الحسيني ليس الشيعي الوحيد في محيط شباط، فقد أعلن شخص عبر تدوينة طائشة على حائط شباط، متباهيا بأنه أسس ثلاثة مواقع إلكترونية للدفاع عن شباط ومهاجمة بنكيران «السني وصحبه في حزب النذالة» الذين يصفهم بأحط النعوت.
وبالرجوع إلى تلك المواقع نجدها كلها تعود إلى شخص واحد يسمى بالشريف الإدريسي، والذي يبدو أنه مدمن على تأسيس المواقع الإلكترونية التي يمجد فيها الشيعة وشباط، ويسب فيها الوهابيين والخوانجية والدواعش وبنكيران، بما في ذلك عدم نسيانه الاحتفال بذكرى تأسيس الخط الرسالي ونشره لحوارات ومواقف زعماء هذا التيار، أمثال ابن عمه عصام احميدان الحسيني، الذي ينحدر معه من نفس الخط الرسالي.
والخط الرسالي هو تنظيم شيعي اختار أن يتلحف بلحاف مركز للدراسات والطبع والنشر، وأن ينتظم في شكل شركة تجارية بمدينة فاس، تحمل السجل التجاري رقم 43423 وتسمية «مؤسسة الخط الرسالي للدراسات والنشر»، بتاريخ 2014/03/17 والتي يديرها بنتحايكت خالد.
الشريف الإدريسي هذا كما يقدم نفسه هو ضابط سام سابق في الجيش، وصداقاته عبر الفيسبوك جلها لصفحات عسكريين ودركيين ومخازنية متمردين وناقمين على أوضاعهم ورافضين لتعسفات مفترضة من قبل رؤسائهم، وأيضا صفحات من الشيعة الاثني عشرية. وباستقراء ما يختزنه «غوغل» من أحداث في ذاكرته الفولاذية، نعثر بسهولة على عنوان تناقلته الجرائد الإلكترونية في 4 يناير 2015، حيث أوردت خبرا عن استقطاب شباط لمسؤول عسكري متقاعد ولوال سابق لولاية جهة كلميم- السمارة، واحتفاله بالحدث العظيم بمركب الحرية بمدينة فاس.
فأما الوالي السابق فهو عبد الله عميمي، الذي كان عاملا على مولاي يعقوب عندما كان شباط رئيسا لبلدية زواغة التابعة لنفوذها، وأما الضابط السامي المتقاعد فهو الشريف الإدريسي، الذي يبحث عن صور قبر جده إدريس بن عبد الله المحض في العراق، ليزين بها مواقعه الكثيرة والتي من بينها موقع «أهل البيت 12» و«موقع حميد شباط رئيس الحكومة المقبلة»، وغيرها من المواقع.
فإذا نحن أخذنا بعين الاعتبار هذه الخلفية المذهبية في السلوك السياسي لشباط ولمحيطه، نستطيع أن نفهم لماذا يصر الرجل على أن يظهر بمظهر المصلي الورع، والخطيب الذي يوزع المصاحف على الأتباع والمريدين في كل مناسبة وبدون مناسبة، ولماذا رفض أن ينجر خلال برنامج «ضيف الأولى» إلى مناقشة قضايا حارقة مثل فتاتي إنزكان ومثلي فاس، معتبرا أن النقاش حول الموضوع نقاش هامشي، فقد كان يفضل أن يخسر حلفاءه الحداثيين الذين يعرف محدودية قوتهم الانتخابية، على أن يسقط في فخ خسارة مخزونه الانتخابي الذي لا يعرف سره إلا هو.
غير أن المصيبة أن «داك الشي اللي خاف منو شباط هو اللي طاح فيه»، فانهزم هزيمة نكراء ولم يبق له بعد فقدان قلعته الفاسية سوى أن يعلن يوم الهزيمة ذكرى كربلائه الخاص التي يمكنه أن يخلدها كل سنة بضرب ظهره بأسياخ الحديد.
لكن بالنظر إلى الخونة داخل حزب الاستقلال والأحزاب الأخرى، فلا حاجة لشباط بضرب ظهره بأسياخ الحديد لأن هناك من سيتطوع مجانا لطعنه في الظهر بخناجر الغدر، تماما كما فعلوا معه خلال الانتخابات الأخيرة، حيث قادوه شبه نائم مغناطيسيا نحو حتفه.
ويبدو أن بركة مولاي إدريس تحفه، وإلا لكان الآن نسيا منسيا، فقد أخرج رأسه من الماء بفضل عفو بنكيران عنه، ولذلك فهو يعتقد أنه «قطع الواد ونشفو رجليه»، وهذا هو الخطأ القاتل الذي يقع فيه السياسيون، خصوصا عندما يعتقدون أنهم تحولوا إلى قطط بسبع أرواح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتنة النائمة22 الفتنة النائمة22



GMT 19:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:29 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 19:25 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

GMT 19:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

خطيب العرابيين!

GMT 19:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

روشتة يكتبها طبيب

GMT 19:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أنجيلا ميركل؟!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib