طبول الحرب 32
لبنان يوعز بمنع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي وزارة الصحة اللبنانية تُعلن أن مستشفيات ضاحية بيروت ستجلي مرضاها بعد الغارات الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يُعلن القضاء على أحمد محمد فهد قائد شبكة حماس في جنوب سوريا ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41 ألفاً و586 شهيداً حركة نزوح كثيفة لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع قصّف إسرائيلي عنيف الجيش الإسرائيلي يشّن غارات جديدة على مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية لبيروت الأمن الروسي يفتح قضايا جنائية ضد ثلاثة مراسلين أميركيين رافقوا قوات كييف في كورسك مقتل 5 عسكريين سوريين جراء قصف إسرائيلي قرب الحدود مع لبنان قرب كفير يابوس في ريف دمشق مقتل 9 مدنيين من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة شبعا جنوب لبنان وفاة مشجع لنادي الجيش الملكي متأثراً بالإصابة التي تعرض لها بعد سقوطه من الطابق الثاني لملعب القنيطرة
أخر الأخبار

طبول الحرب (3/2)

المغرب اليوم -

طبول الحرب 32

رشيد نيني

انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة العربية ليس كليا وآنيا، بل إنه سيستمر في التراجع، وذلك لخدمة الأولويات الاستراتيجية في أماكن أخرى.
الحد من دور واشنطن العسكري في المنطقة العربية يعني أن حلفاءها سيمارسون استقلالية أكبر في «المغامرات» العسكرية الخاصة بهم.
وحسب كيسنجر فإن «الدب الروسي وحامل المنجل الصيني سينهضان من هجعتهما، في الوقت الذي يتعين فيه على إسرائيل أن تقاتل العرب، بكل إمكاناتها، وتقتل منهم بقدر ما تستطيع، والأمل أن يسير كل شيء كما هو مخطط له، وأن يصبح نصف الشرق الأوسط إسرائيلياً».
هكذا عندما تضع الحرب العالمية الثالثة أوزارها يكون بوسع الأمريكيين، كما هو مدون في توقعات كيسنجر، «بناء مجتمع جديد يؤسسون فيه لنظام عالمي جديد، تكون فيه أمريكا القوة العظمى الوحيدة التي لها السلطة المطلقة على العالم».
ويضيف كيسنجر «لا تنسوا أننا نملك أفضل السلاح، وفي حوزتنا موارد ومواد خام لا تملكها دولة أخرى، وسوف نقدم كل هذا إلى العالم، عندما يحين الوقت المناسب».
ولتحقيق هذا الهدف تم زرع مسخ اسمه الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإسناد خلافتها لخريج سجن أمريكي بالعراق يفرض شريعته بحد السيف ويتاجر في البترول والقطن مع تركيا ويشتري السلاح بالأطنان من الدول التي تصنعه وتبكي على ضحاياه.
لقد جاء التقدم المذهل للدولة الإسلامية، منذ سنة 2014، لتحطيم البنية الجيوسياسية الإقليمية للشرق الأوسط من خلال مراجعة سياسية وإيديولوجية عميقة في ما يخص حدود دول المنطقة ما بعد الاستعمار، وخاصة تلك التي تقع بين العراق وسوريا، والتي وُرثت من خلال اتفاقيات «سايكس بيكو» عام 1916 التي تمت بين فرنسا والمملكة المتحدة، والتي أنشأت لمدة قرن تقريبا الحدود الحالية في الشرق الأوسط انطلاقا من الأراضي المنهوبة للإمبراطورية العثمانية السابقة. على الرغم من أن حدود الدول المجاورة لا تزال تقاوم إلى حد ما، المملكة العربية السعودية، الأردن، لبنان، فهي تخشى من انتشار عدوى «داعش»، خصوصا أن الدولة الإسلامية، ولتبرير تمددها، تلعب على الخيال الجماعي للمسلمين بالإشارة إلى العصر الذهبي للإسلام الذي تمدد جغرافيا عبر ثلاث قارات، والذي تم توقيفه بناء على اتفاقيات «سايكس بيكو» ووعد بلفور سنة 1917، والتي من خلالها تم إنشاء إسرائيل.
والواقع أن الحدود التي نتجت عن هذه الانقسامات المتتالية قامت على اعتبارات تتعلق بتوزيع موارد الطاقة في المنطقة، وهذا يعتبر جانبا أساسيا بالنسبة للبريطانيين.
هذا أيضا هو سبب إصرار لندن على إحكام قبضتها خلال غزو حلفاء أمريكا للعراق على المقاطعة العثمانية السابقة التي هي الموصل الغنية بالمواد الهيدروكربونية، والتي ليس من قبيل الصدفة أن تكون حاليا تحت سيطرة «داعش».
عندما نتأمل طريقة غرس «داعش» في خصر المنطقة العربية، نجد أنها مشابهة جدا لتلك التي تم بها غرس إسرائيل سنة 1948.
يتم في الأول فرض اسم مستعار لـ «دولة» في الشرق الأوسط، بحجة إنهاء الحدود الاستعمارية لتحقيق الوحدة العربية الإسلامية، ولكن هذا الكيان، في الواقع، يلعب لعبة القوى الاستعمارية برئاسة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
داعش هي «الفزاعة» التي من خلالها يتم ضرب عدة عصافير بحجر واحد: أولا تهديد شرعية المملكة العربية السعودية، ثانيا فرض الاحترام تجاه إيران، وثالثا فرص السيطرة الدائمة على محور بغداد ودمشق لوقت أطول خارج النفوذ الغربي الذي كان سائدا في عهد صدام حسين وحافظ الأسد.
طبعا تشارك الأطراف الإقليمية، مثل إيران والمملكة العربية السعودية، بشكل أساسي في إعادة الهيكلة الحالية للمنطقة، لكنها مُضعفة بسبب تنامي مبدأ «الاستقلال»، للمناطق الإقليمية والانفصالية ومُشجعة ومُمولة من لدُن الغربيين.
لقد مضى الوقت حيث كانت فرنسا، على سبيل المثال، تسمح بتشكيل نزعة عروبية، كما في عهد الجنرال دوغول الذي اختار الاصطفاف بجنب المصالح العربية، إلى درجة أنه غادر حلف شمال الأطلسي بينما كانت فرنسا دولة مؤسسة لهذا الحلف.
على الفرنسيين المكتوين اليوم بنار الإرهاب، والذين سلموا مصيرهم وأعناقهم للسياسة الأمريكية الخارجية، أن يتذكروا أحد أيام مارس من سنة 1966، عندما أرسل الجنرال دوغول رسالة تاريخية إلى رئيس الولايات المتحدة ليندون جونسون، يوضح له من خلالها أن فرنسا قررت استعادة السيادة الكاملة الإقليمية والعسكرية التي تمت إعاقتها بسبب استمرار وجود عناصر عسكرية حليفة تستغل أجواءها.
وقد ختم الجنرال الشجاع رسالته بعبارة قاتلة عندما قال: «لقد قررت عدم وضع القوات تحت أمر حلف شمال الأطلسي».
الجواب على هذا التحدي الدوغولي جاءه بعد عامين، عندما استغل اليسار الشيوعي المخترق بالصهيونية الإسرائيلية السخط الشعبي لإطلاق أحداث ماي 1968، التي أضعفت سلطة الجنرال دوغول.
لقد كان المحرض على هذه الأحداث هو ببساطة القوة العميقة التي أصبحت تحكم مفاصل الدولة في فرنسا، أي النواة الصلبة التي تحمي المصالح الإسرائيلية الصهيونية، أولئك الذين لم يقبلوا يوما «السياسات العربية» للجنرال شارل دوغول، والذين يؤثرون اليوم على الرئيس فرانسوا هولاند لكي يطبق قوانين الحرب خارج الاتفاقيات الأوربية حول حقوق الإنسان، ويشرع في عملية طرد مدروسة وطويلة المدى للعرب والمسلمين من جمهورية الحرية والأخوة والمساواة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبول الحرب 32 طبول الحرب 32



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

GMT 15:46 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

لا يلوث النهر الخالد!

GMT 15:42 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

هل كان عدوان نتنياهو على لبنان محتما؟

GMT 13:14 2024 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

حرب لبنان أهمّ من حرب غزّة!

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 03:43 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يعثرون على مقبرة اللورد "هونغ" وزوجته في الصين

GMT 19:20 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

سعد الدين المرشّح الأقوى لمنصب رئيس البرلمان المغربي

GMT 11:14 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارات نيسان الكهربائية تمد المنزل بالطاقة

GMT 04:18 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

أم لستة أطفال تستخدم الخضروات في أعمال فنية

GMT 00:57 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة أم يحيى تكشف عن حقيقة السحر وأسرار الأعمال السفلية

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 15:43 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مارسيلو يخالف لاعبي الفريق الملكي بشأن زميله بنزيمة

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib